تتزايد الجهود الدولية للتصدي لتدفق المنتجات التكنولوجية النظيفة الصينية ذات الأسعار المنخفضة، التي يُعتقد أنها تؤثر على الأسعار العالمية. الأمر الذي قابلته ردة فعل عالمية عنيفة ضد قطاع المصانع المدعوم بشكل كبير في الصين، الذي ينتج المزيد من السيارات الكهربائية والألواح الشمسية ومنتجات أخرى أكثر مما يمكن لاقتصاده استيعابه.
مخاوف كبيرة
حذرت جانيت يلين، وزيرة الخزانة الأمريكية خلال زيارتها للصين، الجمعة الماضي، من أن المسؤولين الأمريكيين "لن يستبعدوا" اتخاذ خطوات لحماية قطاع الطاقة النظيفة الذي صبت الحكومة الأمريكية مليارات الدولارات في رعايته. كما أظهرت دول كبرى مثل أوروبا والبرازيل قلقها من العواقب السلبية المحتملة على صناعاتها المحلية إذا ما واجهت موجة من المنتجات الصينية.
من جانبها، أطلقت أوروبا تحقيقًا ضد الإعانات في السيارات الكهربائية من الصين في نهاية العام الماضي، مع إمكانية فرض رسوم جمركية لاحقًا. وحذّر مسؤول كبير من "سباق إلى القاع" في أسعار السيارات الكهربائية.
وبدورها، حذّرت المملكة المتحدة الشهر الماضي من السيارات الكهربائية المصنوعة في الصين، معترفة بإمكانية فرض عقوبات تجارية على الواردات. كما تدرس الدولة إجراءات لوقف ما يُزعم أنه إغراق للدراجات الكهربائية من قِبل الصين.
كما ادعى مسؤولون في البرازيل، أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية، تكتيكات الإغراق، مع تحقيقات حديثة حول تدفق الواردات منخفضة السعر للمواد الصناعية.
وفي إحاطة صحفية، قالت يلين: "أعتقد أنه ليس الولايات المتحدة فقط، ولكن العديد من الدول، بما في ذلك المكسيك وأوروبا واليابان، تشعر بالضغط من الاستثمارات الضخمة في هذه الصناعات في الصين".
وبعد يومين من الاجتماعات مع نظيرها الصيني، نائب الرئيس هي ليفنج، قالت "يلين" إن الصين فهمت المخاوف المحيطة بفائضها الإنتاجي و"الإمكانية لإغراق أسواقنا بالصادرات التي تجعل من الصعب على الشركات الأمريكية المنافسة".
وأعلنت وزارة الخزانة أن الجانبين سيطلقان محادثات جديدة حول المسألة ومخاوف اقتصادية أخرى، دون ذكر ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات عقابية ضد الصين.
موازنة دقيقة
وتأتي زيارة "يلين" في سياق محاولات لتحسين العلاقات الأمريكية الصينية، مع الحفاظ على توازن دقيق بين طرح المخاوف الاقتصادية والحفاظ على استقرار العلاقات.
رحلة يلين إلى الصين -الثانية لها كوزيرة للخزانة- هي أحدث محاولة لتحسين العلاقات بين الدولتين. لكنها موازنة دقيقة، إذ تثير يلين مخاوف عميقة بشأن الوضع الاقتصادي للصين، لكنها من ناحية أخرى، تدرك أهمية الحفاظ على استقرار العلاقات الأمريكية الصينية.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخزانة الأمريكية: "إذا كانت هناك إجراءات تجارية من جميع أنحاء العالم، فهذا ليس شيئًا ضد الصين.. إنه استجابة لسياساتهم".
من جانبها، تقدمت الصين الشهر الماضي بشكوى رسمية إلى منظمة التجارة العالمية بشأن ائتمانات ضريبية أمريكية للسيارات الكهربائية، متهمة بالتمييز "ضد السلع ذات المنشأ الصيني".