حذّرت دراسة جديدة من أن الاقتصاد العالمي على موعد مع ضربة كارثية، سوف تتفاقم وتصل إلى ذروتها خلال السنوات المقبلة، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات أكثر جرأة حول مقاومة مضادات الميكروبات، المسؤولة بشكل مباشر عن وفاة أكثر من مليون شخص سنويًا حول العالم.
يُذكر أن مقاومة مضادات الميكروبات تشكل تهديدًا عالميًا للصحة والتنمية، وبحسب الصحة العالمية تُعد مقاومة مضادات الميكروبات هي قدرة أحد الكائنات المجهرية مثل الجراثيم والفيروسات وبعض الطفيليات على إبطال الفعالية التي يضمنها أحد الأدوية المضادة في مكافحته، والتي تكبد الاقتصاد تكلفة باهظة؛ بسبب إطالة أمد مكوث المرضى في المستشفى وحاجتهم إلى أدوية أغلى سعرًا ومواجهتهم لتحديات مالية، حيث اعتبرت مقاومة مضادات الميكروبات من التهديدات العشرة الرئيسية للصحة العامة التي تواجه البشرية.
خسائر اقتصادية
وتظهر الدراسة الاقتصادية، التي نشرتها منظمة woah، أن مقاومة مضادات الميكروبات ستكلف العالم 412 مليار دولار أمريكي سنويًا كتكاليف رعاية صحية إضافية، و443 مليار دولار أمريكي سنويًا في إنتاجية القوى العاملة المفقودة، مشيرين إلى أن واحدة من كل خمس وفيات تحدث تكون بين الأطفال دون سن الخامسة، وخاصة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
ومن المتوقع أن تؤدي مقاومة مضادات الميكروبات غير المنضبطة إلى انخفاض متوسط العمر المتوقع، وتؤدي إلى إنفاق صحي غير مسبوق وخسائر اقتصادية، حيث إنه بدون استجابة أقوى سيكون هناك خسارة في المتوسط 1.8 سنة من عمر الإنسان المتوقع على مستوى العالم بحلول عام 2035.
وتظهر الدراسة الاقتصادية أنه إذا تم تنفيذ حزمة من الإجراءات على مستوى العالم، فمن المتوقع أن تكلف حزمة مقاومة مضادات الميكروبات ما متوسطه 46 مليار دولار أمريكي سنويًا، ولكنها ستحقق عائدًا يصل إلى 13 دولارًا أمريكيًا مقابل كل دولار أمريكي يتم إنفاقه بحلول عام 2050.
أهداف وتوصيات
وأكدت الدراسة أن الأدوات اللازمة لمعالجة مقاومة مضادات الميكروبات موجودة، ولكن يجب تعزيزها بشكل كبير، وهو ما دفعها لتقديم توصيات واقترحت أهدافًا لدفع استجابة عالمية قوية لمقاومة مضادات الميكروبات وإنقاذ الملايين من الأرواح، ودعت مجموعة GLG صاحبة الدراسة، الزعماء السياسيين إلى تقديم التزامات محددة في الاجتماع الرفيع المستوى، بشأن مقاومة مضادات الميكروبات المقرر عقده في الجمعية العامة للأمم المتحدة في 26 سبتمبر.
وطلبت المجموعة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التصرف بجرأة، واقترحت إنشاء لجنة مستقلة للرصد والإبلاغ لتسهيل العمل التعاوني والمنسق ضد مقاومة مضادات الميكروبات، كما دعت إلى ضمان توفير التمويل الكافي والمستدام بما في ذلك معالجة البحث والتطوير المتضائل.
كما أوصت مجموعة GLG بأن تنفذ البلدان استراتيجيات لمنع العدوى عبر صحة الإنسان والحيوان والنظم الإيكولوجية الغذائية والنباتية والبيئية؛ لتقليل الحاجة إلى مضادات الميكروبات، مشددة على الحاجة إلى تحسين جودة البيانات المتعلقة بمقاومة مضادات الميكروبات واستخدامها من خلال المراقبة والرصد.