في مقابلته الإعلامية الثالثة منذ تعيينه رئيسًا منتخبًا لقمة Cop 29، المقرر عقدها في مدينة باكو بأذربيجان، دعا مختار باباييف وزير البيئة والموارد الطبيعية الأذري، الولايات المتحدة والدول الأخرى إلى الحفاظ على التزاماتها المناخية، حتى لو تم انتخاب دونالد ترامب رئيسًا في نوفمبر المقبل.
وقال باباييف لمجلة "نيوزويك": "نأمل أن جميع البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة، سوف تُظهر استعدادها للوفاء بالتزاماتها".
وتسعى الدول المشاركة في الاتفاقية المناخية العالمية إلى الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة فوق مستويات ما قبل الصناعة.
وعندما سئل عن كيفية إقناع ترامب -في حال عودته إلى البيت الأبيض- بالحفاظ على تعهدات أمريكا للحد من الانبعاثات، أجاب باباييف: "أعتقد أن هذا وقت حرج للغاية بالنسبة للعالم".
وأضاف: "نأمل أن تفي جميع البلدان بالتزاماتها ونواياها بتوفير حد 1.5 مئوي، ولهذا السبب أعتقد، وآمل أن تُظهر جميع البلدان استعدادها من خلال العمل، وأنشطتها لتحقيق هذا الهدف".
وأكد أن فريقه سيواصل العمل مع إدارة البيت الأبيض الحالية في الفترة التي تسبق انعقاد مؤتمر الأطراف الـ29، بشأن الحفاظ على جدول أعمال المناخ الذي تبنته بالفعل.
كان ترامب ارتكز في سياسة الطاقة لحملته الرئاسية لعام 2024 على زيادة إنتاج الوقود الأحفوري المحلي، وقال لمؤيديه في تجمع حاشد في يناير الماضي: "سوف نحفر من أجل إبقاء أسعار الغاز منخفضة".
كما أشار المقربون من الرئيس السابق إلى نيته إلغاء قانون الحد من التضخم، وهو جزء تاريخي من تشريعات إدارة بايدن، الذي يوفر استثمارًا بقيمة 500 مليار دولار للبنية التحتية اللازمة للانتقال إلى الاقتصاد الأخضر، إذا أعيد انتخابه.
إلى النمو الأخضر
بينما يرى علماء المناخ أن تسليط الضوء على منتجي الوقود الأحفوري، بدلًا من نبذهم، هو السبيل الوحيد لتحقيق أهداف الصفر الحراري. لكن باباييف يقول إن بلاده أظهرت بالفعل التزامها بالانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة.
وقال لـ"نيوزويك": "نحن بالفعل في طريقنا نحو النمو الأخضر، وقد حوّلت أذربيجان اقتصادها من النفط والغاز، ومن الهيدروكربونات"، مشيرًا إلى خطة بلاده لتوفير 30% من مزيج الطاقة لديها من مصادر الطاقة المتجددة بحلول الفترة 2020- 2027.
كما أشاد باباييف بـ"سياسة أذربيجان القوية للغاية" بشأن برامج كفاءة الطاقة، وقال إنها تستخدم عائدات إنتاجها من النفط والغاز للاستثمار في اقتصادها الأخضر المزدهر - وهي طريقة اقترح أن تتبناها الدول الأخرى الغنية بالوقود الأحفوري.
وقال الرئيس المنتخب لمؤتمر الأطراف: "بالنسبة لأذربيجان، إنها فرصة جيدة للغاية لتظهر للعالم كيف يمكن لبلد النفط والغاز في الماضي أن يتحول إلى اتجاه النمو الأخضر".
وأضاف: "أحد جوانب برنامجنا هو دعوة الدول المنتجة للنفط والغاز لمعرفة كيف سنستغل كل الفرص لخفض الانبعاثات، وإيجاد إمكانات الاستثمار للنمو الأخضر".
وأكد: "مرة أخرى، الهدف بالنسبة لنا جميعًا هو 1.5 درجة؛ ولهذا السبب نحتاج إلى حشد جميع أصحاب المصلحة المحتملين، جميع البلدان، للوصول إلى هذا الحد".
وباعتبارها دولة في منطقة القوقاز، التي تربط بين الشمال والجنوب وتقع بين أوروبا وآسيا الوسطى، يرى باباييف أن أذربيجان لديها الفرصة "لتكون همزة الوصل بين العالم النامي والمتقدم".
تمويل المناخ
قد تواجه أي صفقة لتمويل الإصلاحات المناخية مقاومة من الولايات المتحدة، التي من المحتمل أن تكون أغنى مساهم فيها، حيث لا يرغب العديد من الناخبين في دفع تكاليف جهود التخفيف التي تبذلها الدول الأخرى.
ووجد استطلاع أجراه مركز "بيو" للأبحاث عام 2022، شمل 10237 أمريكيًا، أن 59% شعروا أن الولايات المتحدة لا تتحمل مسؤولية تقديم المساعدة المالية للدول النامية للحد من آثار تغير المناخ.
لذا، أشار باباييف في حديثه إلى "نيوزويك" إلى إمكانية تطوير "آلية شفافية" يستطيع من خلالها المساهمون تتبع كيفية إنفاق تمويلهم في الدول النامية، وقال إنه سيسافر إلى واشنطن في نهاية أبريل الجاري للاجتماع مع الكيانات الخاصة وبنوك التنمية بشأن توفير التمويل، لتخفيف بعض العبء عن كاهل الحكومات.
أيضًا، باعتبارها عضوًا سابقًا في الاتحاد السوفيتي، كانت لأذربيجان علاقات وثيقة تاريخيًا مع روسيا - على الرغم من تعثر هذه العلاقات بسبب دعم موسكو العرضي لأرمينيا المجاورة، التي حاربت أذربيجان على مدار القرن الماضي.
وفي الوقت نفسه، لم تكن العملية العسكرية الروسية المستمرة في أوكرانيا مكلفة من حيث الأرواح البشرية فحسب، بل وأيضًا على البيئة.
وقدرت الأبحاث التي أجراها الاتحاد الأوروبي أنه اعتبارًا من يوليو 2023، تسببت الحرب في أضرار بيئية تزيد قيمتها على 50 مليار دولار، ما ترك أوكرانيا تواجه "أزمة بيئية مركبة ومتعددة الأبعاد، أدت إما إلى تفاقم المشكلات القائمة، أو إضافة مشكلات جديدة".
كما تسببت الحرب في خلق كميات كبيرة من النفايات، وتلويث الهواء والتربة والمياه، وتسببت الآلات الثقيلة والذخائر المستخدمة في زيادة انبعاثات الكربون بما يقدر بنحو 150 مليون طن خلال الأشهر الثمانية عشر الأولى من الحرب وحدها، وفقًا لتقديرات أوكرانية.