أظهر تحليل جديد لبيانات الأقمار الصناعية العالمية، أن مكبات النفايات حول العالم، خاصة في الدول المكتظة بالسكان في جنوب آسيا، وكذلك الأرجنتين وإسبانيا، تعتبر نقاطًا ساخنة، وتطلق كميات ضخمة من غاز الميثان، الذي يعمل على تدمير الكوكب، حيث حذّر علماء البيئة من أن التسريبات الضخمة للغازات الدفيئة القوية، خاصة الميثان، ستقضي على الأهداف المناخية، التي تسعى لوقف موجات الاحتباس الحراري.
ومن المنتظر أن يتجاوز العالم العتبة الحرجة المتمثلة في ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، بحلول نهاية العقد الحالي، ومع وصول الانبعاثات ذروتها في العالم المتقدم، وهي الأعلى في التاريخ منذ بدء قياس درجة حرارة الأرض، وأشارت توقعات هيئة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي، في تقريرها السنوي لعام 2024 أنه ربما يشهد موجات من الحر أكثر تطرفًا، بجانب العديد من الفيضانات والجفاف وحرائق الغابات.
كارثة مناخية
وتنبعث من مدافن النفايات، غاز الميثان عندما تتحلل النفايات العضوية، مثل بقايا الطعام والخشب والبطاقات والورق ونفايات الحدائق في غياب الأكسجين، حيث يحبس الميثان، المعروف أيضًا بالغاز الطبيعي، حرارة في الغلاف الجوي تزيد بمقدار 86 مرة عن ثاني أكسيد الكربون على مدار 20 عامًا، مما يجعله هدفًا حاسمًا للعمل المناخي، بحسب صحيفة الجارديان البريطانية.
ووقع ما مجموعه 1256 حدثًا باعثًا للغاية لغاز الميثان بين يناير 2019 ويونيو 2023، وفقًا للبيانات الجديدة، وتتصدر باكستان والهند وبنجلاديش قائمة الدول التي لديها أكبر عدد من التسريبات، تليها الأرجنتين وأوزبكستان وإسبانيا، حيث تسارعت انبعاثات الميثان منذ عام 2007، وتسببت في ثلث الاحتباس الحراري العالمي الذي يقود أزمة المناخ اليوم.
الحلقة المفرغة
وتعتبر النفايات المتحللة، مسؤولة عن حوالي 20% من انبعاثات غاز الميثان التي يسببها الإنسان، وتتسبب عمليات الوقود الأحفوري في 40% من الانبعاثات، وكشفت صحيفة الجارديان عن وجود أكثر من 1000 حدث شديد الانبعاثات من مواقع النفط والغاز والفحم في عام 2022 وحده، وتتسبب حقول الماشية والأرز في الـ 40% الأخرى من الانبعاثات.
وأثار هذا التسارع قلق العلماء، الذين يخشون أن يكون أكبر تهديد للإبقاء على درجة حرارة الأرض أقل من 1.5 درجة مئوية، ويمكن أن يؤدي إلى نقاط تحول مناخية كارثية، مشيرين إلى أن هذا الارتفاع السريع يرجع على ما يبدو إلى الانحباس الحراري العالمي، الذي يدفع المزيد من إنتاج غاز الميثان في الأراضي الرطبة، واصفينها بالحلقة المفرغة التي تجعل خفض انبعاثات الميثان الناجمة عن أنشطة بشرية أكثر إلحاحًا.
الحل الوحيد
ويُمكن أن تتضاعف الانبعاثات من مدافن النفايات غير الخاضعة للإدارات الحكومية، التي من المتوقع تضاعف عددها بحلول عام 2025، مع نمو سكان المناطق الحضرية، وحذّر العلماء من أن ذلك يقوض أي فرص في المستقبل لتجنب كارثة مناخية، ولن تتمكن الـ 150 دولة صاحبة التعهد العالمي بخفض انبعاثات الميثان بنسبة 30% بحلول عام 2023 من تنفيذ ذلك الالتزام، إلا بعد معالجة صناعة النفايات.
الحل الوحيد لتحقيق الهدف العالمي، كما أشار العلماء لصحيفة الجارديان، بالوقوف عند درجة الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية، هو الحد من انبعاثات غاز الميثان في قطاع النفايات، حيث مازالت 40% من تلك المكبات غير خاضعة للرقابة الحكومية، لافتين إلى أن وقف تسرب الميثان، ستؤدي إلى إبطاء ظاهرة الاحتباس الحراري بسرعة أكبر من أي إجراء آخر تقريبًا.