الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مر بهدوء نسبي.. تايوان تنجو من الزلزال الأكبر بـ"العوارض الفولاذية"

  • مشاركة :
post-title
سقوط مبنى إثر الزلزال- تايوان

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

فقد 12 شخصًا فقط حياتهم، وتضرر عدد قليل من المباني في الزلزال الذي وقع في تايوان بقوة 7.4 درجة، ووصف بأنه الأكبر منذ 25 عامًا، ما أثار جدلاً حول حقيقة نجاة البلاد سالمة إلى حد كبير.. وسبب ذلك.

كان زلزال مماثل في القوة (7.4 درجة) ضرب تايوان عام 1999 وأدى لمقتل 2400 شخص، ويُعزى البعض انخفاض أعداد الوفيات في زلزال 2024 إلى معايير البناء الصارمة وحملات التثقيف العام واسعة النطاق في الجزيرة المعرضة للزلازل، وفقًا لتقرير نشرته شبكة "CNN" الأمريكية.

ضرر نسبي

عندما تقع الكوارث، وخاصة الزلازل الكبرى، تركز وسائل الإعلام العالمية على الأماكن التي يكون فيها الدمار أشد حدة. وفي حين أن هذا أمر مفهوم، فإنه أغلب ما يقدم صورة مشوهة لما حدث.

وعند النظر إلى مدينة هوالين، نجد أطقم التصوير تتجمع حول مبنى مكون من 10 طوابق مائل على جانبه. في شكل يبدو غريبًا ومخيفًا. لكن هذا لم يكن سوى واحد من عدد قليل من المباني التي تعرضت لأضرار هيكلية في مدينة يسكنها عشرات الآلاف من السكان.

وعلى بُعد مئة متر من طوق الشرطة، تبدو شوارع هوالين طبيعية تمامًا. حيث المحلات التجارية والمقاهي المفتوحة، وحركة المرور المتدفقة، فعندما تقود سيارتك عبر المدينة، لن تدرك أن زلزالًا كبيرًا وقع قبل أيام قليلة.

ولقي أكثر من 50 ألف شخص حتفهم في زلزال بالقوة نفسها تقريبا وقع في تركيا وسوريا قبل نحو عام، كذلك في زلزال أصغر بكثير بلغت قوته 6.7 درجة ضرب مدينة كرايستشيرش بنيوزيلندا في عام 2011، تم تدمير وسط المدينة بالكامل تقريبًا.

وعلى الرغم من وقوع تايوان على خطوط الصدع إلا أنها أحرزت تقدمًا كبيرًا في التعامل مع الهزات الأرضية. ويقول الكثيرون إن نقطة التحول كانت زلزال تشي تشي عام 1999، وهو أسوأ زلزال في تاريخ تايوان.

وأدى هذا الزلزال إلى مقتل أكثر من 2400 شخص وتدمير عشرات الآلاف من المباني، وانهارت العديد من المباني السكنية في المنطقة الوسطى من نانتو. وكان اللافت للانتباه أن العديد من تلك المباني المنهارة كانت جديدة تمامًا، ما أدى هذا إلى قدر كبير من الغضب والبحث عن سبب انهيار العديد من المباني الجديدة. وقال الخبراء آنذاك، إن التصميم كان السبب بشكل أساسي. إذ لم تكن الأعمدة الأساسية كبيرة بما يكفي، وكانت كمية الفولاذ فيها قليلة جدًا.

إجراءات حكومية

وتغير الكثير منذ ذلك الحين. ففي أعقاب زلزال تشي تشي، تم تغيير قوانين البناء.إذ يُطلب الآن من جميع المباني الجديدة تلبية مستوى أساسي من مقاومة الزلازل حتى تتمكن من تحمل مستوى معين من الاهتزاز دون فشل هيكلي كبير.

وتشرف الحكومة باستمرار على مراجعة مستويات مقاومة الزلازل المطلوبة للمباني، وتحديد تلك التي تحتاج إلى أعمال الترميم. وبعد عام 1999، بدأت أعمال التعديل في البناء التي غالبًا ما تتضمن إضافة إطار من العوارض الفولاذية إلى السطح الخارجي للمبنى أو تركيب تعزيزات مثل أعمدة إضافية. وهذا ينطبق أيضًا على البنى التحتية مثل الجسور.

وقال البروفسور يه مين وو، بجامعة تايوان الوطنية، الذي عمل في أقسام الاستجابة والوقاية في البلاد لعقود من الزمن: "تتعرض تايوان لزلازل خطيرة بشكل متكرر لدرجة أن معظم المباني ذات الجودة الرديئة اختفت منذ فترة طويلة".

وتصدر المحكمة عقوبات بشأن الفساد في البناء، فبعد انهيار ناطحة سحاب مكونة من 17 طابقًا في زلزال تاينان الذي ضرب جنوب غرب الجزيرة عام 2016، ما أسفر عن مقتل العشرات، تمت محاكمة وسجن خمسة أشخاص شاركوا في بناء المبنى.

ومن بين الوفيات الـ12، التي تم الإبلاغ عنها حتى الآن هذا الأسبوع، حدثت حالة وفاة واحدة فقط نتيجة لانهيار مبنى مكون من 10 طوابق في مدينة هوالين. وارتبط البعض الآخر بالانهيارات الأرضية والانهيارات الصخرية.

بُعد المركز

بدأ زلزال الأربعاء قبالة الشاطئ قبل أن يضرب جنوب هوالين، أقرب مركز سكاني رئيسي. وأظهرت خرائط الزلازل أن مركز الزلزال كان على بُعد 30 كيلومترًا جنوب المدينة، لذا نجت مدينة هوالين والمنطقة المحيطة بها من أسوأ الهزات.

وبدلاً من ذلك، حدثت انهيارات أرضية صخرية ضخمة في الجبال الواقعة إلى الجنوب والغرب والشمال، ما أدى إلى إتلاف الطرق والجسور وتسبب في وقوع بعض الوفيات.

ولم يكن زلزال الأربعاء قريبًا جدًا من المناطق المكتظة بالسكان، كما كان الحال مع الزلازل التي ضربت نانتو عام 1999 وفي تركيا وسوريا العام الماضي.

ومع ذلك، كان الزلزال الذي بلغت قوته 7.4 درجة حدثًا قويًا لم يهز الجزيرة فحسب، بل هز الأراضي الواقعة خارج الجزيرة أيضًا.