أوردت أنباء عن عزم شركة جوجل وضع خططًا لفرض رسوم على ميزات البحث المعززة بالذكاء الاصطناعي، فيما سيكون أكبر تغيير في نموذج إيرادات الشركة بتاريخها، وفقًا لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية.
ويقول الخبراء إن هذا التحول الجذري هو نتيجة طبيعية للنفقات الهائلة المطلوبة لتقديم الخدمة، وتتضمن مقترحات جوجل، التي نشرتها صحيفة "فايننشال تايمز" لأول مرة، تقديم الشركة حصريًا لميزة البحث الجديدة لمستخدمي خدمات الاشتراك المتميزة، التي يتعين على العملاء الاشتراك فيها إذا كانوا يريدون استخدام مساعدي الذكاء الاصطناعي في أدوات جوجل الأخرى مثل Gmail.
ومن خلال تجربة البحث هذه، التي يتم تجربتها في مرحلة تجريبية لمستخدمين محددين، يتم استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي من Google للرد على الاستفسارات مباشرة بإجابة واحدة، بأسلوب مشابه لنهج المحادثة الخاص بـChatGPT والتطبيقات المماثلة.
ويعد بحث الذكاء الاصطناعي أكثر تكلفة في الحوسبة من عمليات البحث التقليدية في جوجل، وقالت هيذر داو، كبيرة علماء البيانات في شركة استشارات التحول الرقمي UST، إنه "ستسعى جوجل، من خلال فرض رسوم على بحث الذكاء الاصطناعي، إلى استرداد هذه التكاليف على الأقل".
وصب الكثير من التركيز داخل الذكاء الاصطناعي على التكلفة الهائلة للقوة الحاسوبية المستخدمة لتدريب النماذج التوليدية المتطورة. وفي العام الماضي، أجرت أمازون عملية تدريب واحدة كلفت 65 مليون دولار (51 مليون جنيه إسترليني)، وفقًا لجيمس هاميلتون، المهندس، الذي توقع أن تتجاوز الشركة حاجز المليار دولار في المستقبل القريب.
وفي الأسبوع الماضي، أعلنت شركتا "OpenAIوMicrosoft" خططًا لبناء مركز بيانات بقيمة 100 مليار دولار للتدريب على الذكاء الاصطناعي، بينما قال مارك زوكربيرج في يناير، إن هدفه إنفاق ما لا يقل عن 9 مليارات دولار على وحدات معالجة الرسومات Nvidia وحدها وهي واحدة من أكبر الشركات إنتاجًا لمعالجات الرسومات وبطاقات العرض المرئي ومجموعات الشرائح للكومبيوتر وأنظمة ألعاب الفيديو.
ويقدم المنافسون في بحث الذكاء الاصطناعي خطط اشتراك مماثلة، إذ لا يعرض Perplexity، وهو محرك بحث يعمل بالذكاء الاصطناعي، أي إعلانات، لكنه يقدم فئة احترافية بقيمة 20 دولارًا شهريًا توفر الوصول إلى نماذج ذكاء اصطناعي أكثر قوة واستخدامًا غير محدود.
ومع ذلك، يواصل آخرون تقديم منتجاتهم دون مكاسب، إذ تعد ميزات الذكاء الاصطناعي في Bing من Microsoft مجانية الاستخدام، لكنها مرتبطة بمتصفح Edge الخاص بالشركة.
وكذلك، تقدم شركة التصفح والبحث الناشئة Arc منتجاتها مجانًا للمستخدمين وتقول إنها تعتزم زيادة الإيرادات في المستقبل عن طريق فرض رسوم على الشركات مقابل ميزات الأعمال.