الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ضحاياه بالآلاف وسرقاته بالملايين.. جيش النهب و"الموت" الإسرائيلي

  • مشاركة :
post-title
جرائم الجيش الإسرائيلي تجاوزت الحدود في غزة

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

ليس جديدًا ما أعلنه المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، من قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بعمليات سلب ونهب وسرقات واسعة من المواطنين الفلسطينيين ومنازلهم، فلدى ذلك الجيش سجل حافل ليس فقط بضحايا أرواح الفلسطينيين وأراضيهم، بل أموالهم وممتلكاتهم أيضًا.

وأعلن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، اليوم الأحد، أنه تلقى شهادات جديدة حول قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بعمليات سلب وسرقات واسعة من المواطنين ومنازلهم، ضمن جرائم أخرى تتواصل للأسبوع الثاني في محيط مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة.

جنود إسرائيليون يلعبون بالورق داخل مبنى شمال غزة

عمليات سلب ونهب

وأوضح "الأورومتوسطي"، أن عمليات سلب الأموال والممتلكات والمقتنيات الثمينة من سكان غزة ومنازلهم التي تقوم بها قوات الاحتلال تتغاضى عنها دولتهم، دون مساءلتهم عن تلك الانتهاكات، إذ إن ذلك تم غالبًا دون توثيق رسمي.

وفي تقرير للمرصد الأورومتوسطي العام الماضي، ذكر أن الجيش الإسرائيلي أطلق العنان لجنوده في قطاع غزة ليس فقط للقتل، بل للقيام بأنشطة غير أخلاقية مثل سرقة الممتلكات والنهب خلال مداهمات منازل المدنيين الفلسطينيين.

جرائم متعددة

ورصد "الأورومتوسطي" في التقرير الذي نشره ديسمبر الماضي عددًا من الحالات التي أظهرت مشاركة جنود إسرائيليين وشهودهم في عمليات سرقة متعمدة لأصول وأموال المدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك أجهزة الكمبيوتر المحمولة والذهب وكميات كبيرة من الأموال النقدية.

وبحسب الشهادات التي جمعها "الأورومتوسطي"، فإن جرائم الجيش الإسرائيلي تتجاوز الاعتقالات التعسفية والإخفاء القسري والإعدامات الميدانية، وكل ذلك جزء من استراتيجية منهجية تقوم بشكل واضح على العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني.

سرقة نحو 10 ملايين شيكل خلال مداهمته محلات صرافة في الضفة الغربية

توثيق إسرائيلي

وفقًا لتقارير موقع "Ynet" الإخباري الإسرائيلي، سرقت قوات الاحتلال الإسرائيلي نحو 10 ملايين شيكل (2.76 مليون دولار) من جميع أنحاء الضفة الغربية بين عشية وضحاها، وتم اعتقال نحو 20 من أصحاب المتاجر.

علاوة على ذلك، فقد تم تسجيل وتوثيق السرقة من قِبل العديد من نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي في جميع أنحاء الضفة الغربية وخارجها، ما يظهر مرة أخرى أن الاحتلال مُصر على انتهاك جميع حقوق الفلسطينيين.

وتأكلون ثروات كل الأمم

وقدم الحاخام شموئيل إلياهو، الحاخام الأكبر لمدينة صفد الشمالية، وجهة نظر مختلفة حول هذه القضية في سؤال وجواب خاص به، وأوضح أنه نظرًا لأن “العرب في غزة لا يلتزمون بالاتفاقيات الدولية، فإننا لسنا ملزمين بالالتزام بأي من قواعد الحرب".

في الشهر الماضي، نُشرت رسالة من قِبل الحاخامية العسكرية تعليمات مفصلة حول كيفية الحفاظ على الشريعة اليهودية عند استخدام الطعام والأواني الموجودة في المنازل في غزة. وتنتهي الرسالة التي وقّعها الحاخام أفيشاي بيرتس بتوجيه الكتاب المقدس: "وتأكلون ثروات كل الأمم"، وفق "مجلة +972" العبرية.

جرائم سرقة موثقة

وهناك العديد من مقاطع الفيديو الأخرى التي تم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي في الأشهر الأخيرة التي تُظهر جنودًا إسرائيليين ينهبون المنازل ويسرقون كل شيء من الملابس ومستحضرات التجميل والسجاد والبقالة والمجوهرات، وفق "برس تي في".

كما قامت وسائل الإعلام الإسرائيلية بنشر تقارير، دون انتقاد، عن نهب وسرقة منازل الفلسطينيين على يد الجنود الإسرائيليين، حيث عرضت هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية "كان" جنودًا قدموا للمراسل أوري ليفي مرآة أحضروها معهم من غزة.

25 مليون دولار

وبحسب المكتب الإعلامي للحكومة الفلسطينية في غزة، فقد نهبت قوات الاحتلال الإسرائيلي ما قيمته نحو 25 مليون دولار من الذهب من سكان غزة، وتم توثيق بعض عمليات النهب على تطبيق "تيك توك" التابع للجيش الإسرائيلي، وفق موقع "الأردن نيوز" الناطق بالإنجليزية.

ويقول إسماعيل ثوابتة، مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن "عمليات السرقة التي نفذها جنود الاحتلال جاءت بطرق مختلفة، منها أخذ الذهب بالقوة من أيدي السكان أو نهب ممتلكاتهم خلال مداهمة وتفتيش المنازل".

موثقة على "تيك توك"

وهناك بعض مقاطع الفيديو الموثقة، التي تثبت قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي تم توثيقها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تم تداول معظمها عبر تطبيق "تيك توك"، بالاستيلاء على ممتلكات سكان غزة.

وأظهر أحد مقاطع الفيديو جنديًا إسرائيليًا يعرض قلادة مكتوب عليها "صُنع في غزة" مرصعة بحجر كريستال، قائلًا بفخر "إنه استولى عليها"، وفي نهاية المقطع، اختبرها بعضها بأسنانه للتأكد من صحة معدنها.

استمرار السلب

ووثق "الأورومتوسطي"، استمرار جيش الاحتلال في سلب المصاغ الذهبية والأموال، سواء من المنازل التي داهمها، أو من المواطنين خلال إجبارهم على النزوح إلى جنوب غزة، إذ كانوا يجبرون السكان على ترك حقائبهم وكل أمتعتهم التي يستولى عليها الجنود، مُشددًا على أن العديد من المنازل التي تعرضت للسلب والسرقة أحرقها الجنود أو قصفوها ودمروها، في إطار نهج يقوم على الانتقام الجماعي ونزع الصفة الإنسانية والمدنية من السكان الفلسطينيين.

وطالب "الأورومتوسطي" بتحقيق دولي شامل ومحايد في الانتهاكات الجسيمة بحق السكان في قطاع غزة وممتلكاتهم من قبل قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، التي تشكل جرائم حرب بحد ذاتها، وتلحق الدمار والأضرار الجسيمة بالمدنيين وسبل عيشهم بلا ضابط أو مبرر أو ضرورة عسكرية، داعيًا لاتخاذ إجراءات تضمن المساءلة والمحاسبة القانونية.