الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الوقود الملوث.. نظرية مثيرة للجدل وراء حادث جسر بالتيمور

  • مشاركة :
post-title
سفينة الحاويات "دالي"

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

بعد حادث انهيار جسر بالتيمور الأمريكي، برزت نظرية مثيرة للاهتمام، في خضم التحقيقات المتعلقة به، حول احتمالية تسبب وقود ملوث في حدوث انقطاع الطاقة على متن السفينة التي اصطدمت بالجسر، ما أفقدها القدرة على التحكم والتوجيه، بحسب صحيفة "ذا جارديان" البريطانية.

انهيار جسر بالتيمور

في الساعات الأولى من يوم الثلاثاء الماضي، كانت السفينة "دالي" تبحر متجهة إلى سريلانكا حاملة الحاويات، عندما فُوجئت بانقطاع كامل للطاقة على متنها، كما أفاد أحد أفراد طاقمها، بحسب الصحيفة البريطانية، وفي غمرة هذا الانقطاع المفاجئ، فقد ربان السفينة السيطرة عليها، واصطدمت بجسر "فرانسيس سكوت كي" التاريخي ما تسبب في انهيار جزء كبير منه.

نظرية الوقود الملوث

وأثارت هذه الحادثة البالغة الخطورة تساؤلات عديدة حول أسبابها، وسرعان ما برزت نظرية مثيرة للجدل تتعلق باحتمالية تسبب وقود ملوث في حدوث انقطاع الطاقة على متن السفينة، إذ صرح المهندس البحري فوتيس باجولاتوس للصحيفة البريطانية، بأن الوقود الملوث قد يتسبب في مشكلات بالمولدات الرئيسية للسفن، ما قد يؤدي إلى انقطاع كامل للطاقة وفقدان القدرة على التحكم والتوجيه.

ولم يكن باجولاتوس الوحيد الذي أيد هذه النظرية، إذ انضم إليه هنري ليبيان، ضابط سابق في خفر السواحل، الذي تساءل خلال مداخلة لشبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، عما إذا كانت السفينة قد تزودت بوقود ملوث أثناء توقفها في أحد الموانئ، كما أشار تقرير من خفر السواحل الأمريكية إلى أن ربان السفينة ومساعده أبلغا عن مشكلات في الطاقة وفقدان القدرة على التحرك قبل وقوع الاصطدام.

في الوقت الحالي، لا تزال السفينة "دالي" عالقة بجانب أحد أعمدة الجسر المنهار، حيث لم يتمكن المحققون من الصعود على متنها لجمع الأدلة بعد، ويأمل فريق التحقيق في أن يساعد الصندوق الأسود الخاص بالسفينة في كشف ملابسات الحادث بمجرد استرداده، كما ستخضع السفينة لعمليات تفتيش دقيقة للكشف عن أي عيوب أو مشكلات فنية قد تكون ساهمت في وقوع الكارثة.

مشكلات الطاقة

وفقًا لتقرير من خفر السواحل الأمريكية، أفاد ربان الميناء ومساعده بوجود مشكلات في الطاقة وفقدان القدرة على التحرك قبل وقوع الاصطدام.

وصرح أحد الضباط على متن السفينة قائلًا: "لقد توقفت السفينة تمامًا، دون قدرة على التوجيه أو تشغيل أي إلكترونيات، وتوقف أحد المحركات فجأة بعد أن أصدر صوتًا غريبًا، وانتشرت رائحة الوقود المحترق في غرفة المحركات التي كانت مظلمة تمامًا".

وأضاف الضابط أنّ السفينة البالغ طولها 948 قدمًا لم يكن لديها الوقت الكافي لإلقاء المراسي لوقف الانجراف، وأطلق أفراد الطاقم نداء الاستغاثة قبل وقوع الاصطدام.

تاريخ سيئ

وبحسب بيانات من موقع "إكواسيس" الذي ينشر معلومات متعلقة بسلامة السفن، سجلت عملية تفتيش أجريت للسفينة "دالي" في تشيلي في يونيو الماضي "نقاط ضعف" في "نظام الدفع والآلات المساعدة"، بما في ذلك أجهزة القياس والموازين الحرارية.

غير أن عمليات التفتيش اللاحقة، بما في ذلك واحدة في سبتمبر في نيويورك، لم تكشف عن أي نقاط ضعف.

وفي عام 2016، تورطت السفينة "دالي" في حادث في ميناء أنتويرب في بلجيكا، وقالت سلطات الميناء إن السفينة اصطدمت بأحد الأرصفة أثناء محاولتها الخروج من محطة الحاويات في بحر الشمال.

ووفقًا لـ"إكواسيس"، وجدت عملية تفتيش للسفينة أجريت في أنتويرب في ذلك العام أنها كانت تعاني من مشكلة هيكلية، وصفت بأنها "أضرار في الهيكل تضر بقدرتها على الملاحة".

وكانت السفينة "دالي" التي ترفع العلم السنغافوري، وتديرها مجموعة "سينرجي مارين" وتستأجرها شركة الشحن الدنماركية العملاقة "ميرسك"، متجهة إلى سريلانكا.