أوقف انهيار جسر "فرانسيس سكوت كي" في بالتيمور بولاية ماريلاند الأمريكية، سير العمل في أحد أكثر الموانئ ازدحامًا بالولايات المتحدة، إلى أجل غير مسمى، ما تسبب في خسائر اقتصادية هائلة.
وأمس الثلاثاء، اصطدمت سفينة شحن ضخمة بالجسر في أثناء إبحارها من بالتيمور في الساعات الأولى من الصباح، ما أدى إلى سقوط سيارات وأشخاص في النهر وإغلاق الميناء الذي يقع على الساحل الشرقي للولايات المتحدة.
وجسر "فرانسيس سكوت كي" هو الطريق الرئيسي الرابط بين نيويورك وواشنطن لمن يريد تجنب وسط مدينة بالتيمور، وهو واحد من ثلاثة طرق لعبور ميناء بالتيمور، وتمر عليه 31 ألف سيارة يوميًا أو 11.3 مليون مركبة سنويًا.
وكان الجسر الذي يبلغ عمره عقودًا من الزمن، بمثابة وسيلة نقل رئيسية تساعد في ربط واشنطن وبالتيمور وفيلادلفيا ونيويورك. وتم افتتاح الجسر في عام 1977، وهو المعبر الخارجي لميناء بالتيمور، وفقًا لهيئة النقل في ماريلاند. ويعد هذا الجسر بمثابة شريان حيوي ومحور رئيسي للشحن على طول الساحل الشرقي.
وبالنظر إلى دور الجسر في تسهيل التجارة بين الولايات الأمريكية وموقعه كجزء من طريق I-695، وهو رابط رئيسي في شبكة الطريق السريع 95، فإن التعطيل سيؤدي إلى إعاقة حركات الشحن وخلق تحديات لوجستية، وفق مجلة "فوربس" الأمريكية، ما يؤدي إلى تأخيرات قبل عطلة عيد الفصح، 31 مارس.
ويسهل موقع الميناء، حيث الجسر، التوزيع الفعّال للبضائع إلى منطقة وسط المحيط الأطلسي الحيوية اقتصاديًا، وخارجها.
ويعد ميناء بالتيمور أكبر ميناء في الولايات المتحدة وممرًا رئيسيًا لواردات وصادرات السيارات والشاحنات الخفيفة، وفقًا لمكتب الحاكم مور، الذي وصف الميناء بأنه "أحد أكبر المولدات الاقتصادية" في الولاية.
ويحتل ميناء بالتيمور المرتبة التاسعة بين الموانئ الأمريكية من حيث الحمولة والقيمة الدولارية للبضائع الأجنبية التي تمر عبره، وفي عام 2023، تعامل الميناء مع رقم قياسي بلغ 52.3 مليون طن من البضائع الدولية، بقيمة نحو 80.8 مليار دولار، وفقًا لأرشيف الولاية.
ويدعم الميناء أكثر من 15 ألف فرصة عمل مباشرة وأكثر من 139 ألف فرصة عمل غير مباشرة متصلة بالميناء، ما يدر ما يقرب من 3.3 مليار دولار من الدخل التجاري للولاية، وتظهر بيانات الولاية أنها تستضيف 50 شركة ملاحة بحرية تقوم بنحو 1800 رحلة سنويًا.
وأدى انهيار الجسر إلى إعاقة حركة المرور على الأرض وترك بعض السفن في وضع حرج.
ونقلت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، عن خبير في سلسلة التوريد، إن انهيار جسر فرانسيس سكوت كي في بالتيمور، أدى إلى توقف الشحن مؤقتًا في الميناء الرئيسي بالمدينة، ما قد يؤدي إلى خسائر قدرها 9 ملايين دولار يوميًا.
ومرت أكثر من 847 ألف مركبة عبر الميناء العام الماضي، وفقًا لبيانات ولاية ماريلاند، التي تحتل المرتبة الأولى على مستوى الولايات المتحدة في استيراد وتصدير السيارات والشاحنات الخفيفة ومواد البناء.
كما أنها تحتل المرتبة الثانية بالبلاد في صادرات الفحم، وفي عام 2022، احتلت المرتبة السادسة في واردات القهوة بنحو 120 ألف طن بقيمة 610 ملايين دولار تقريبًا.
وفي بيان صدر بعد انهيار الجسر، قدرت الجمعية الأمريكية للنقل بالشاحنات، أن نحو 4900 شاحنة يوميًا تحمل ما متوسطه سنويًا من البضائع بقيمة 28 مليار دولار سيتعين إعادة توجيهها على حساب شركات الشحن والمستهلكين في نهاية المطاف، وفق تقرير لشبكة "أن. بي. سي. نيوز".
وسيعتمد التأثير الاقتصادي الكامل لإغلاق الميناء على مدى سرعة السلطات في إصلاح الجسر.