يعتقد علماء العصور القديمة، أنهم على شفا حقبة جديدة من الاكتشافات، بعد أن قرأ باحثون باستخدام الذكاء الاصطناعي، النص المخفي لمخطوطة متفحمة دُفنت عندما ثار بركان جبل فيزوف قبل حوالي 2000 عام، وهو ما وصفه الباحثون بأنه يغير قواعد اللعبة بالكامل، وفتح باب الأمل لقراءة مئات المخطوطات الأخرى التي تنتظر فك رموزها.
أوراق مُتفحمة
كانت احترقت المئات من مخطوطات البردي الموجودة في مكتبة قصر فاخر يسمى هيركولانيوم، عندما ثار بركان في مدينة بومبي الرومانية القديمة عام 79 قبل الميلاد، حيث دمرت المدينة بالكامل بفعل الحرارة الشديدة والرماد والجفاف، إلا أنه في القرن الثامن عشر، عثرت الحفريات على أكثر من 1000 مخطوطة كاملة أو جزئية يُعتقد أنها مملوكة لوالد زوجة يوليوس قيصر، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.
حاول الباحثون اكتشاف ما بداخل البرديات، وعندما حاولوا فتح واحدة لم يكن الحبر الأسود قابلًا للقراءة على أوراق البردي المتفحمة، كما تفتت المخطوطات إلى قطع، ولكن فريقًا من ثلاثة طلاب بارعين في استخدام الكمبيوتر، نجحوا خلال إحدى المسابقات على قراءة أكثر من 2000 حرف يوناني من إحدى اللفافات عن طريق فك صور الأشعة المقطعية، والكشف عن وجود الحبر بفضل الذكاء الاصطناعي.
عصر جديد
عقب ذلك الاكتشاف، اندهش علماء البرديات الذين درسوا النص المسترد من المخطوطة السوداء، واصفين العمل بالفذ، معتبرين إياه ثورة في علم البرديات في مدينة هيركولانيوم وفي الفلسفة اليونانية بشكل عام، كونها المكتبة الوحيدة التي نجت منذ العصر الروماني القديم، مشيرين إلى أنهم بصدد الانتقال إلى عصر جديد، وإنشاء ماسح ضوئي مقطعي محمول لالتقاط الصور دون نقلها من مكانها.
ويستمر التحدي، وفقًا للجارديان البريطانية، هذا العام بهدف قراءة 85% من المخطوطة المتبقية، ووضع الأسس لقراءة كل ما تم التنقيب عنه بالفعل، حيث يحتاج العلماء إلى إتمام عملية تتبع سطح البردي داخل كل لفيفة بشكل كامل وتحسين اكتشاف الحبر على الأجزاء الأكثر تلفًا.
المومياوات المصرية
وبعيدًا عن مئات من مخطوطات "هركولانيوم" التي تنتظر القراءة، فقد يكون هناك الكثير منها مدفونًا في الفيلا الرومانية، وهو ما يزيد من فكرة إجراء المزيد من الحفريات الجديدة، ووفقًا للصحيفة فإنه يمكن تطبيق نفس التقنية على ورق البردي الملفوف حول المومياوات المصرية، بل يمكن أن يشمل كل شيء، بدءًا من الرسائل وسندات الملكية وحتى ملابس الغسيل وإيصالات الضرائب القديمة، مما يسلط الضوء على حياة المصريين القدماء العاديين.