وسط مخاوف كبيرة بشأن استخدامها في الخداع والنصب والاحتيال والسرقة، خاصة خلال أهم انتخابات رئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية، قامت لجنة الاتصالات الفيدرالية بحظر المكالمات الآلية، التي تحتوي على أصوات يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، في رسالة واضحة لعدم التسامح في تضليل الناخبين.
ويأتي هذا القرار، في الوقت الذي انتشرت فيه إعلانات ترويجية لمشاهير ومكالمات اصطناعية باستخدام التقنيات الحديثة، كان من أبرزها إعلان طبي نسب إلى النجم الأمريكي توم هانكس يستخدم صورته وصوته رغم عدم مشاركته فيه، كما تعمل سلطات نيو هامبشاير على تعزيز تحقيقاتها في المكالمات الآلية التي أنشأها الذكاء الاصطناعي والتي تحاكي صوت الرئيس جو بايدن، لإثناء الناس عن التصويت في الانتخابات التمهيدية الأولى في البلاد الشهر الماضي.
انتحال وابتزاز
ويستهدف القرار الذي تم اتخاذه بالإجماع، المكالمات الآلية التي يتم إجراؤها باستخدام أدوات استنساخ الصوت، ونقلت شبكة إي بي سي نيوز الأمريكية، تصريحات رئيسة الوكالة، جيسيكا روزنورسيل، مؤكدة أن القرار يرجع إلى قيام جهات سيئة باستخدام الأصوات التي يولدها الذكاء الاصطناعي في المكالمات الآلية لتضليل الناخبين وانتحال شخصية المشاهير وابتزاز أفراد الأسرة.
وبموجب قانون حماية المستهلك الهاتفي، لا يجوز للمسوقين عبر الهاتف عمومًا استخدام برامج الاتصال الآلية أو الرسائل الصوتية المصطنعة أو المسجلة مسبقًا للاتصال بالهواتف المحمولة، ولا يمكنهم إجراء مثل هذه المكالمات إلى الخطوط الأرضية دون موافقة كتابية مسبقة من متلقي المكالمة.
غرامات ودعاوى
وتعمل اللائحة الخاصة بالقرار، التي تدخل حيز التنفيذ على الفور، على تمكين لجنة الاتصالات الفيدرالية من فرض غرامات على الشركات التي تستخدم أصوات الذكاء الاصطناعي في مكالماتها أو حظر مقدمي الخدمة الذين ينقلونها، كما أنه يفتح الباب أمام متلقي المكالمات لرفع دعاوى قضائية ويمنح المدعين العامين بالولاية آلية جديدة للقضاء على المخالفين، وفقًا للجنة الاتصالات الفيدرالية.
كما يواجه مخالفو القانون، غرامات باهظة تصل إلى أكثر من 23 ألف دولار كحد أقصى لكل مكالمة، ويمنح أيضًا بحسب الشبكة الأمريكية، مستلمي المكالمات الحق في اتخاذ إجراءات قانونية وإمكانية استرداد ما يصل إلى 1500 دولار كتعويض عن كل مكالمة غير مرغوب فيها.
الانتخابات الرئاسية
أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي المتطورة، من برامج استنساخ الصوت إلى إنشاء الصور، تُستخدم بالفعل، بحسب الشبكة الأمريكية، في الانتخابات في الولايات المتحدة ومختلف أنحاء العالم، مشيرة إلى أنه في العام الماضي، مع انطلاق السباق الرئاسي الأمريكي، استخدمت العديد من إعلانات الحملات الصوتية أو الصور المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي، وقام بعض المرشحين بتجربته للتواصل مع الناخبين.
ورغم سعي الحزبان الجمهوري والديمقراطي في الكونجرس إلى تنظيم الذكاء الاصطناعي في الحملات السياسية، لم يتم إقرار أي تشريع فيدرالي، مع اقتراب موعد الانتخابات العامة بعد تسعة أشهر، وهو الأمر الذي دفع النائبة إيفيت كلارك، التي قدمت تشريعًا لتنظيم الذكاء الاصطناعي في السياسة، للتأكيد على أن الكونجرس بحاجة الآن إلى التحرك أكثر من أي وقت مضى.