على الرغم من استقالة رئيس الوزراء الهايتي، وتعيين مجلس رئاسي جديد، الذي كان من المنتظر أن يعمل على وقف عنف العصابات المستمر في البلاد منذ عدة أشهر، إلا أن تنصيب المجلس شهد تأجيلات مستمرة بسبب استمرار الخلافات بين الأعضاء، بجانب استقالة سفيرة هايتي في اليونسكو من المجلس بسبب التهديدات المستمرة التي تعرضت لها.
وفي محاولة للسيطرة على عنف العصابات في دولة هايتي، وتمكنهم من الاستيلاء تقريبًا على العاصمة، تدخلت مجموعة الكاريبي الملقبة بـ"كاريكوم"، وأعلنت من طرف واحد استقالة رئيس الوزراء أرييل هنري من منصبه، وتعيين مجلس رئاسي، يضم 7 أعضاء منهم 5 لهم حق التصويت فقط، ووفقًا لمهامه، يتولى المجلس صلاحيات الرئاسة، التي من أهمها مسؤولية تعيين الوزراء، والتوقيع على المراسيم، وتشكيل مجلس الانتخابات، والترتيب للانتقال السلمي للسلطة ومواصلة التعاون في المهمة الأمنية.
خلافات واستقالة
ويواجه المجلس الانتقالي خلافات وتوترات داخلية، بحسب صحيفة "هايتي تايمز"، خاصة فيما يتعلق بإطاره العملياتي، وتدور المناقشات بين الأعضاء السبعة المصوّتين واثنين من المراقبين حول قضايا رئيسية مثل اختيار زعيمها، وتعيين رئيس الوزراء، وتخصيص حقوق التصويت.
وتم تأجيل تنصيب المجلس، بسبب استمرار الخلافات، وعلى الرغم من المناقشات المكثفة بين جميع الأطراف، إلا أنها انتهت بإعلان دومينيك دوبوي، سفيرة هايتي لدى اليونسكو، انسحابها من المجلس الرئاسي الانتقالي ما أحدث صدمة في المشهد السياسي، ووفقًا للصحيفة، جاء قرارها في أعقاب سلسلة من الهجمات السياسية، والتعليقات الجنسية، وحتى التهديدات لحياتها، التي تعرضت لها.
وأعربت سفيرة هايتي في اليونسكو عن قلقها من الاعتداءات التي لا أساس لها على شخصيتها وسلامتها، ويفرضها الخصوم السياسيون، مشيرة في بيانها الذي نشرته الصحيفة، إلى أنها رغم استقالتها من المجلس الرئاسي، إلا أنها تعهدت بمواصلة تمثيل هايتي بشكل جيد في اليونسكو، والالتزام المستمر بالدفاع عن الشعب الهايتي.
شلل في العاصمة
ولا تزال عاصمة هايتي تعاني حالة من الشلل مع إغلاق المكاتب الحكومية والمدارس والبنوك التجارية، حيث واصلت عصابة "كرازي بارييه" المسلحة هجماتها المتواصلة، ولمدة 21 يومًا، خلقت العصابات المسلحة مناخًا من الرعب، كنتيجة مباشرة للهجمات على المؤسسات الرئيسية مثل المديرية العامة للضرائب ووزارة الداخلية والجماعات الإقليمية.
وظلت المدارس في العديد من المجتمعات في جميع أنحاء البلاد مغلقة، كما ظلت البنوك التجارية الكبرى في جميع أنحاء العاصمة، أيضا مغلقة بسبب تصاعد أعمال العنف، وتعرضت العديد من المرافق المصرفية للنهب والتخريب من قبل أفراد مسلحين، إلا أنه مع إعادة فتح مكاتب تحويل الأموال أبوابها اصطفت طوابير طويلة أمام المكان لسحب وإيداع الأموال.
كان أطلق تحالف غير مسبوق بين العصابات المتحاربة في هايتي سلسلة من الهجمات الضخمة والمنسقة على المؤسسات الحكومية، وتم استهداف المباني الحكومية ومراكز الشرطة وحتى القصر الرئاسي، وقد أدت عمليات الهروب من السجون إلى تحرير آلاف السجناء، وأجبر إطلاق النار المستمر المطار الدولي على الإغلاق وعزل "بورت أو برنس" عن العالم الخارجي.