الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

وسط عنف غير مسبوق بالبلاد.. قائد التمرد يرسم مستقبل هايتي

  • مشاركة :
post-title
زعيم التمرد في هايتي يرسم مستقبل البلاد ويهدد بالمزيد

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

بعد تمكنه من زعزعة استقرار العاصمة، وتسببه في موجة من العنف، بات زعيم التمرد المُسلح في دولة هايتي، جيمي شيريزر، هو الشخص الذي من المفترض أن يرسم مستقبل البلاد، حيث أحكم قبضته على مداخل ومخارج العاصمة، في الوقت الذي أصبح فيه المسؤولون، وعلى رأسهم رئيس الوزراء، لا يملكون سوى التنديد والاستجداء بالحلفاء.

وكان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أصدر قرارًا بالتدخل المُسلح في هايتي، بهدف كسر القبضة الخانقة التي تفرضها العصابات شبه المسلحة في العاصمة بورت أو برنس، وكان من المُقرر أن يتولى ألف ضابط شرطة من كينيا زمام المبادرة على الأرض، وهو الأمر الذي بسببه غادر رئيس الوزراء البلاد، وبحسب مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، فإن العصابات تُسيطر الآن على ما يقدر بنحو 80% من العاصمة.

هدنة كبيرة

ووجه الزعيم الأبرز وراء التمرد المسلح المستمر في هايتي، رسالة بسيطة إلى زعيم البلاد، القائم بأعمال رئيس الوزراء أرييل هنري، وبحسب شبكةabcnews الأمريكية، طلب منه التنحي عن السلطة، في مقابل وقف أعمال العنف، المستمرة في البلاد، مؤكدًا أن استقالة هنري، ستكون سببًا في هدنة كبيرة، تتوقف على إثرها الهجمات المستمرة على المباني الحكومية وأقسام الشرطة.

وأطلق تحالف غير مسبوق بين العصابات المتحاربة في هايتي سلسلة من الهجمات الضخمة والمنسقة على المؤسسات الحكومية، وتم استهداف المباني الحكومية ومراكز الشرطة وحتى القصر الرئاسي، وقد أدت عمليات الهروب من السجون إلى تحرير آلاف السجناء، وأجبر إطلاق النار المستمر المطار الدولي على الإغلاق وعزل بورت أو برنس عن العالم الخارجي.

تحالف العصابات يسيطر على العاصمة
تعهد عام

وتعهد شيريزر، المعروف باسم "الشواء"، بإعادة فتح كل مكان حول "بورت أو برنس" المغلق حاليًا أو الذي يتعذر الوصول إليه كما ستتوقف تلقائيًا الهجمات على مراكز الشرطة بحسب الشبكة الأمريكية، مدعيًا أن لديه هدفًا معلنًا واحدًا وهو الإطاحة بآرييل هنري، وبعد ذلك ستبدأ المعركة الحقيقية ضد النظام الحالي، الذي وصفه بنظام القلة الفاسدة والسياسيين التقليديين الفاسدين.

وبات وضع المدينة في غاية الصعوبة، حيث المدارس مغلقة والمستشفيات مغلقة، أما الذين لديهم وظائف، فإن العديد منهم لا يذهبون؛ خوفًا من التعرض للقتل على طول الطريق، وبات الحصول على الغذاء والمياه للملايين أمرًا صعبًا على نحو متزايد، وتشكل المجاعة تهديدًا حقيقيًا، وفقًا لبرنامج الغذاء العالمي ومنظمات الإغاثة الأخرى.

رجل الشعب

وقدم "باربكيو" نفسه على أنه رجل الشعب، أو روبن هود، وشبه نفسه بشخصية تشي جيفارا، وزعم أنه يخوض حربًا مقدسة من أجل روح هايتي، لإعادتها إلى أيدي شعبها المختار، والمواطن الهايتي العادي الذي أنهكه سنوات من سوء المعاملة والعنصرية والفساد، رافضًا فكرة أنه جزء من المشكلة الكبيرة التي تمر بها الدولة الآن، متهمًا بحسب الشبكة، المسؤولين باستخدام الصحافة المحلية والدولية لاغتيال شخصيته.

ويرى زعيم التمرد أن حملته العنيفة لتغيير النظام لها ما يبررها، لافتًا إلى أنهم يقاتلون ضد آرييل هنري، الذي كان من المفترض أن تكون لديه مهمة توفير الأمن وتنظيم الانتخابات، حيث لم يحترم خلال أكثر من ثلاث سنوات قضاها كرئيس للدولة، أيًا من الاتفاقيات السياسية التي وقعها.

قائد التمرد وسط رجاله المدججين بالسلاح
الرئيس المقبل

واعترض شيريزر، الذي يحاط دائمًا برجال مسلحين، عندما سُئل مباشرة عمّا إذا كان يريد أن يصبح رئيسًا، مُشيرًا إلى أنه ليس من يقرر ذلك، ولكن الشعب الهايتي هو الذي سيقرر من يجب أن يكون رئيسه، ومن يجب أن يقود البلاد، معتبرًا نفسه خادمًا للبلاد، وطالب المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة التي تتمتع بعلاقة طويلة الأمد مع شعب هايتي، بعدم الاستمرار في معاملة الشعب الهايتي بهذه الطريقة.

تاريخ أسود

وكان جيمي شيريزر، شرطيًا سابقًا مطلوبًا من قبل زملائه السابقين، ومتهمًا بالمشاركة والمساعدة في التخطيط لمذبحة راح ضحيتها 71 شخصًا في حي سالين في هايتي عام 2018، كما اتهمته الحكومة الأمريكية بتنظيم سلسلة من الهجمات على مدى خمسة أيام في عام 2020 في جميع أنحاء بورت أو برنس، حيث قُتل العديد من المدنيين وأحرقت المنازل.

وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على شركته بعد فترة وجيزة، متهمة العصابات التابعة له بإخراج الضحايا، بما في ذلك الأطفال، من منازلهم لإعدامهم ثم سحلهم إلى الشوارع، حيث تم حرق جثثهم وتقطيعها وإطعامها للحيوانات، كما أنه مطلوب بتهمة اختطاف ما يقرب من عشرين مواطنًا أمريكيًا إلى جانب الابتزاز والسرقة، وعرض مكتب التحقيقات الفيدرالي مكافأة قدرها 2 مليون دولار لمن يلقي القبض عليه.