في تطور جديد للجهود الدبلوماسية الرامية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي العالق منذ عقود، أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عن توصله إلى اتفاق مع نظرائه قادة أيرلندا ومالطا وسلوفينيا لاتخاذ الخطوات الأولى نحو الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، وجاء هذا الإعلان المهم في أعقاب اجتماع لقادة دول الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل.
وأوضح رئيس الوزراء الإسباني أن بلاده ستعترف رسميًا بدولة فلسطين خلال الدورة التشريعية الحالية التي بدأت العام الماضي 2023 وتستمر لأربع سنوات، مؤكدًا أن اتفاقه التاريخي مع قادة أيرلندا ومالطا وسلوفينيا جاء في اجتماع صباح يوم الجمعة على هامش قمة المجلس الأوروبي في بروكسل.
حل الدولتين
في سياق متصل، نشرت أيرلندا بيانًا مشتركًا مع إسبانيا ومالطا وسلوفينيا عقب الاجتماع، جاء فيه: "نتفق على أن السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار الدائمين في منطقة الشرق الأوسط هو تنفيذ حل الدولتين، حيث تعيش الدولتان الإسرائيلية والفلسطينية جنبًا إلى جنب بسلام وأمن".
ولم تأت هذه الخطوة الأوروبية الجديدة من فراغ، بل تندرج ضمن جهود دولية مستمرة لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي عبر حل الدولتين، ففي نوفمبر الماضي، اتفقت الدول العربية والاتحاد الأوروبي خلال اجتماع عُقد في إسبانيا على أن حل الدولتين هو الحل الوحيد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي العنيد.
دعوات للضغط على إسرائيل
ويأتي الاتفاق الأوروبي الجديد بعد يوم فقط من توجيه 19 عضوًا في مجلس الشيوخ الأمريكي رسالة إلى الرئيس جو بايدن، دعوه فيها إلى ممارسة المزيد من الضغوط الدبلوماسية على الحكومة الإسرائيلية لقبول تنفيذ "حل الدولتين" في فلسطين.
وأعرب أعضاء مجلس الشيوخ في رسالتهم، عن خيبة أملهم الشديدة من رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التعاون لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وفي فبراير الماضي، أعلن "نتنياهو" بشكل قاطع رفضه للمطالب الدولية بالتوصل إلى تسوية دائمة مع الفلسطينيين على أساس حل الدولتين، كما أبدى معارضته الشديدة لأي اعتراف دولي "أحادي الجانب" بالدولة الفلسطينية.
وفي الآونة الأخيرة، تصاعدت وتيرة المطالبات العربية والدولية بضرورة تنفيذ "حل الدولتين" على أرض الواقع كأساس لحل الصراع بين فلسطين وإسرائيل وإحلال السلام والاستقرار في المنطقة الحساسة.
الاعتراف بالدولة الفلسطينية
في الوقت الراهن، اعترفت 139 دولة من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية منذ إعلان منظمة التحرير الفلسطينية قيامها عام 1988
ويأتي ذلك في ظل العدوان الإسرائيلي الدموي الذي تشنه إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، مخلفًا عشرات آلاف الشهداء المدنيين من الأطفال والنساء، فضلًا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".