في خضم الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ أكثر عامين، تبرز تحديات دبلوماسية جديدة تعقُد جهود السلام الدولية، ففي وقت تسعى فيه الدول الكبرى لاستضافة محادثات سلام، تلوح في الأفق رسالة صينية واضحة قد تغير قواعد اللعبة.
وفقًا لتقارير إعلامية، تهدد الصين بمقاطعة أي مفاوضات سلام لا تضم روسيا إلى طاولة المفاوضات، في موقف يكشف عن دعم بكين الضمني للكرملين في هذا الصراع المرير.
ذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية نقلًا عن مسؤولين مطلعين على الأمر أن الصين ستقاطع محادثات السلام الدولية بشأن الصراع الروسي الأوكراني، ما لم يكن لموسكو مقعد على الطاولة.
وفقًا للصحيفة الأمريكية، تم "تضخيم" الرسالة خلال الجولة الأوروبية التي قام بها المبعوث الصيني لأوراسيا، لي هوي، في وقت سابق من هذا الشهر، إذ التقى الأخير مع أندريه يرماك، كبير موظفي الرئيس، فولوديمير زيلينسكي، أثناء وجوده في كييف في 7 مارس.
ومن المرجح أن تتم مناقشة الأزمة الأوكرانية خلال زيارة المستشار الألماني أولاف شولتس للصين الشهر المقبل.
وقالت بوليتيكو إن الرئيس الصيني، شي جين بينج، سيسافر بعد ذلك إلى باريس في أوائل مايو للقاء نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون.
وذكرت صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست هذا الشهر أن "لي" أبلغ مسؤولي الاتحاد الأوروبي أن قمة السلام المحتملة لا يمكن أن تتحول إلى "مؤتمر ينتج خطة يتم الضغط عليها في حلوق الروس".
ورفضت الصين إلقاء اللوم على روسيا في الصراع المستمر، وشددت على أنه لا يمكن وقف القتال إلا من خلال الوسائل الدبلوماسية.
وفي عام 2023، كشفت بكين عن خارطة طريق مكونة من 12 نقطة للتوصل إلى تسوية سلمية، وحثت الجانبين على وقف التصعيد، ومنذ ذلك الحين رفضت كييف هذا الاقتراح.
وتصر أوكرانيا على أنه لا يمكن التفاوض على السلام إلا بشروط زيلينسكي، والتي تشمل انسحاب القوات الروسية من الأراضي "المحتلة بشكل غير قانوني"، إلا أن موسكو رفضت المطالب، ووصفتها بأنها غير مبدئية، مؤكدة أنها لن تسلم شبه جزيرة القرم وأربع مناطق أوكرانية سابقة أخرى انضمت إلى روسيا بعد إجراء الاستفتاءات.
وانهارت المفاوضات بين موسكو وكييف فعليًا في ربيع عام 2022، حيث اتهم الجانبان بعضهما البعض بتقديم مطالب غير واقعية.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد ذلك، إن المفاوضين الأوكرانيين وافقوا في البداية على بعض شروط موسكو، لكنهم تراجعوا فجأة عن الاتفاق.
وكشف كبير مفاوضي كييف، ديفيد أراخاميا، في نوفمبر 2023، أن الهدف الرئيسي لفريقه هو "كسب الوقت" للجيش الأوكراني.
واقترحت سويسرا استضافة قمة سلام كبرى في وقت ما من هذا العام، ومع ذلك، لم يتم تحديد موعد محدد، ولم يتم الكشف عن قائمة المشاركين المحتملين.