مع دخول الحرب الروسية الأوكرانية عامها الثالث، دعت الصين إلى "حوار مباشر" بين موسكو وكييف، معربة عن استعدادها للعب دورها في "بناء جسور" لجمع الطرفين على طاولة المفاوضات لإنهاء الحرب.
وخلال اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول النزاع، قال جينج شوانج، مبعوث الصين: "تحث بكين الأطراف المعنية على البقاء هادئة ومتماسكة، وتعزيز الاتصال المباشر والحوار، وبناء توافق تدريجي، واستكشاف الحلول الممكنة بشكل مشترك بين طرفي النزاع".
وذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" الصادرة من هونج كونج نقلًا عن "جينج" قوله: "نحن على استعداد للاستمرار في الحفاظ على التواصل والاتصال مع جميع الأطراف، وبناء توافق لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب، وتمهيد الطريق وبناء جسور للحوار ومحادثات السلام، وبذل جهود دؤوبة ولعب دور بنّاء في تعزيز التسوية السياسية للأزمة".
وأكد المبعوث الصيني، أنه "لا يوجد رابحون في النزاعات والمواجهات" ويجب أن تنتهي جميع النزاعات على طاولة التفاوض، موضحًا أنه "كلما بدأنا الحديث مبكرًا، جاء السلام أسرع".
وجاءت تصريحات "جينج" خلال رحلة دبلوماسية ثانية في أقل من عام قام بها "لي هوي"، الممثل الخاص لبكين لشؤون أوراسيا.
وتوقف "لي" بالفعل في موسكو، وبروكسل، وكييف، ووارسو، في مهمته لتعزيز حل دبلوماسي للنزاع، ومن المتوقع أن يزور باريس وبرلين هذا الأسبوع، وهما المحطتان الأخيرتان في جدول أعماله، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا".
وقالت "ساوث تشاينا مورنينج بوست"، إنه مع تحقيق روسيا لزخم على ساحة المعركة وبحث أوكرانيا بشكل يائس عن دعم غربي متجدد، تكثف الصين جهودها لبناء توافق للسلام، موضحة أن ذلك العمل يشمل إمكانية دعوة روسيا إلى قمة سلام أوكرانية تستضيفها سويسرا.
وفي اجتماعه مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل جالوزين في 2 من الشهر الجاري، اتفق "لي" أيضًا على أن روسيا يجب أن تشمل في أي تسوية سلام لأوكرانيا، وفقًا لوزارة الخارجية الروسية.
وفي لقاء "لي" في بروكسل، الاثنين الماضي، حثَّ مسؤولو الاتحاد الأوروبي الصين مرة أخرى على كبح صادرات المعدات ذات الاستخدام المزدوج إلى روسيا التي يمكن أن تساعد الجيش الروسي.
وردًا على قيود الكتلة على أربع شركات صينية في الشهر الماضي، أعرب "لي" عن "معارضته الشديدة" لـ"العقوبات الأحادية" من الاتحاد الأوروبي، وفقًا لوزارة الخارجية الصينية.
كما حثَّ "لي" أوروبا على التوقف عن إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا من أجل إجراء المفاوضات، وهي تعليقات وصفها مسؤولو الاتحاد الأوروبي بأنها تكرار "لنقاط الحديث في موسكو".
وتصر بكين على أنها محايدة في الحرب، وألقت باللوم على الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا في إطالة أمد النزاع. وعلى الرغم من الانقسامات المتبقية، استمر الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا في دعوة الصين لاستخدام نفوذها لدى روسيا.
وناقش "لي" والمسؤولون الأوكرانيون الذين التقوا في كييف، الخميس الماضي، إمكانية مساعدة الصين على إنهاء الترحيل القسري للأطفال الأوكرانيين. كما تم عرض عينات من حطام صاروخ مُسقط صنعته كوريا الشمالية، وهي شريك آخر لبكين متهم بدعم الهجوم الروسي عسكريًا.
قال بيان مقتضب لوزارة الخارجية الصينية إن "لي" أجرى محادثات "صريحة وودية" مع المسؤولين الأوكرانيين.