على مدى عقود، لاحق ظل الأميرة الراحلة ديانا العائلة المالكة البريطانية، حيث كانت معاناتها وقصة حياتها المأساوية، تلقي بثقلها على كل خطوة يخطوها أبناؤها الأمراء. واليوم، يبدو أن هذا الظل قد عاد للظهور من جديد، لكن هذه المرة في أزمة تهدد مصداقية العائلة الملكية بأكملها، وذلك على خلفية مقطع فيديو أثار موجة من الجدل، ظهر فيه الزوجان الأميران كيت ووليام.
ففي الفيديو الذي التقطته عدسات صحيفة "ذا صن" البريطانية، برزت الأميرة كيت ميدلتون بمظهر مرتاح وهادئ، إلى جانب زوجها الأمير وليام، خلال جولة تسوق قصيرة لهما قرب مقرهما في ويندسور. لكن هذا الظهور البسيط، وهو الأول للأميرة منذ إجرائها لجراحة في البطن، أثار موجة جديدة من الجدل والتكهنات المثيرة للريبة حول حالتها الصحية غير المعلنة.
وفيما يحيط الغموض بتفاصيل هذه الحالة، تتصاعد أصوات الشكوك حول مدى شفافية العائلة الملكية في التعامل مع هذا الموضوع الحساس. والأكثر من ذلك، فإن الأمير ويليام نفسه يشعر أنه يعيد معاناة والدته ديانا مجددًا، إذ يرى في مطاردة الإعلام لزوجته كيت "عناصر" من المعاناة التي تعرضت لها أمه الراحلة.
تفاصيل الظهور الأول للزوجين الملكيين
في الفيديو الذي حصلت عليه صحيفة ذا صن، ظهرت الأميرة كيت بشكل مرتاح وهادئ، حيث كانت ترتدي سترة سوداء وبنطالًا ضيقًا وتحمل كيسًا كبيرًا أبيض اللون. وبدا واضحًا أنها تحدثت بحرية مع زوجها الأمير وليام خلال هذه الجولة التسوقية القصيرة، يأتي هذا الظهور الأول للزوجين معًا بعد غياب الأميرة كيت عن حضور موكب عيد القديس باتريك في 17 مارس الماضي، حيث أثيرت الأنباء في عدد من الصحف البريطانية عن أنها لا تزال تتعافى من جراحتها في البطن.
حالة الأميرة الصحية
أشارت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إلى أنه لم تكشف العائلة المالكة حتى الآن عن تفاصيل حالة الأميرة كيت الصحية أو طبيعة الجراحة التي خضعت لها في البطن، إلا أن عددًا من التقارير تشير إلى احتمالية كشف الأميرة قريبًا عن مرضها في محاولة لوضع حد للشائعات المتضاربة التي انتشرت خلال غيابها.
ظل ديانا
في تصريحات صادمة، كشفت رويا نيكاه، محررة الشؤون الملكية في صحيفة صنداي تايمز، أن الأمير ويليام يرى "عناصر" من المطاردة الإعلامية التي تعرضت لها والدته الراحلة الأميرة ديانا في التكهنات المحيطة بحالة صحة زوجته الأميرة كيت.
جاء هذا الكشف خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة "جود مورنينج بريطانيا" يوم الإثنين الماضي، بعد تقرير لـ"نيكاه" تحدثت فيه عن احتمال أن تناقش الأميرة كيت تعافيها من جراحة البطن في المناسبات المقبلة.
وأضافت نيكاه قائلة: "بعد أن شاهد الأمير ويليام ما مرت به والدته من مطاردة ومعاناة، أعتقد أنه يرى عناصر من هذا تتكرر مرة أخرى في المطالب والصرخات التي توجه إلى زوجته بشأن خصوصيتها الطبية".
صورة عائلية معدلة رقميًا
في تطور آخر لهذه القضية الشائكة، اضطرت الأميرة كيت لتقديم اعتذار علني على صفحتها الشخصية في منصة "إكس"، توتير سابقًا، بعد رفض العديد من وكالات الأنباء العالمية نشر صورة عائلية لها نشرها حساب العائلة الملكية في عيد الأم.
وكتبت كيت: "مثل العديد من المصورين الهواة، أقوم أحيانًا بإجراء تجارب التحرير. أردت أن أعرب عن اعتذاري عن أي ارتباك تسببت فيه الصورة العائلية التي شاركناها بالأمس".
وجاء هذا الرفض بسبب المخاوف من احتمال تعديل الصورة رقميًا، إذ حددت مراجعة CNN الأولية للصورة منطقتين على الأقل يبدو أنهما تظهران بعض الأدلة على التلاعب المحتمل، بما في ذلك أكمام الأميرة شارلوت، وسحاب على الجانب الأيسر من سترة أميرة ويلز.
هذا الحادث أضاف المزيد من حدة الجدل وقوة التكهنات حول ما إذا كانت العائلة المالكة تخفي شيئًا عن الجمهور، فيما يتعلق بصحة الأميرة كيت.
انتقادات لاذعة وشكوك متصاعدة
في خضم هذا الجدل المحتدم، لم يتوانَ عدد من المعلقين والخبراء البارزين عن توجيه انتقادات لاذعة للعائلة المالكة، بسبب طريقة تعاملها مع هذا الموضوع، إذ انتقد الإعلامي الشهير بيرس مورجان بشدة محاولات العائلة الملكية "إخماد الشائعات بالطريقة الخاطئة"، مُشيرًا إلى أنه سمع "أشياء مقلقة للغاية" حول القضية دون الخوض في تفاصيل، كما لم يخفِ مورجان شكوكه في احتمال أن تكون العائلة المالكة "تخفي شيئًا ما" عن الجمهور فيما يتعلق بصحة الأميرة كيت.
نهج جديد للعائلة المالكة؟
في ضوء هذه الأزمة، ظهرت دعوات من خبراء وناشطين لمراجعة آليات تواصل العائلة الملكية مع وسائل الإعلام والجمهور، فالنهج التقليدي القائم على الصمت وعدم التعليق لم يعد مجديًا في عصر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الرقمي.
في ضوء هذا الجدل تساءلت الكاتبة تيسا دانلوب في صحيفة "الإندبندنت"، عمّا إذا كانت هذه الأحداث تنذر بحاجة العائلة المالكة لاتباع نهج جديد في التعامل مع وسائل الإعلام والجمهور.
وأشارت إلى أن كلًا من الأميرين ويليام وهاري يصران على اتباع نهجهما الخاص بعيدًا عن التقاليد السابقة، على الرغم من الظل الطويل الذي لا تزال تلقيه والدتهما الراحلة الأميرة ديانا.