بينما واصل ولي عهد بريطانيا الأمير ويليام، والأميرة آن، أخت الملك تشارلز الثالث، وغيرهما من أفراد العائلة الملكية البريطانية، واجباتهم الملكية. لم يبق الأمير هاري، دوق ساسكس، في عاصمة الضباب سوى يوم واحد، اطمئن فيه على والده الملك تشارلز بعد تشخيص إصابته بالسرطان.
لذا، أثارت زيارة هاري للملك المريض، ثم عودته السريعة إلى لوس أنجلوس في الولايات المتحدة، حيث يقيم مع زوجته الممثلة السابقة ميجان ماركل -التي لم ترافقه إلى لندن- الكثير من القلق، وفقًا لخبير ملكي.
"هذا هو أحد الأسباب التي جعلت تشارلز -على الأرجح- لا يريد كل هذه الدراما"، وفق روبرت جوبسون، أحد مؤرخي العائلة الملكية البريطانية، لصحيفة "ذا صن".
وأضاف في حديثه لبرنامج The Sun's Royal Exclusive: "حقيقة تحليق هاري فوق السماء تشير إلى أن حالته قد تكون أسوأ بكثير مما قد تكون عليه في الواقع. أعتقد أن الكثير من الناس سيجلسون هناك ويفكرون: حسنًا، لا بد أن الأمر سيئ لأنه على متن الطائرة".
الاحتياطي
عند عودته إلى لندن، الثلاثاء الماضي، قالت صحيفة "دايلي ميل" البريطانية، إن عودة الأمير هاري، قد تشكل أملًا في "هدنة" داخل العائلة الملكية البريطانية.
لكن الأمير الشاب التقى بوالده لمدة نصف ساعة تقريبًا في "كلارنس هاوس"، في أول لقاء مباشر لهما منذ 16 شهرًا. فيما لم يكن هناك لقاء بين هاري وأخيه ولي العهد وليام، اللذين لم يتحدثا منذ أكثر من عام.
بعد هذا، تم تصوير هاري وهو يصل إلى مطار هيثرو في لندن لرحلة العودة في الساعة 1.30 ظهر الأربعاء. أي بعد 26 ساعة فقط من الهبوط.
وفي حديثه إلى "ذا صن"، لفت الخبير الملكي إلى أن الأمير هاري "يجلب معه الدراما". وأن لم الشمل السريع للعائلة يفتح الباب للتساؤل حول إمكانية المصالحة مع شقيقه ويليام وأبيه الملك.
وأشار جوبسون أيضًا إلى أن هاري هاجم الملكة كاميلا في مذكراته التي حملت اسم "الاحتياطي"، الأمر الذي من غير المرجح أن يجعل الملك يشعر بإيجابية كاملة تجاهه.
وأضاف متحدثًا عن علاقة هاري بالملكة زوجة أبيه: "لم يكن هناك مدح للملكة كاميلا في كتابه "الاحتياطي". ولم يكن مجاملًا لها على الوثائقي المعروض على شبكة "نتفلكس"، ولم يتواصلا معًا. هذا يجعل هناك مستوى خاص من التعقيد".
المستشارون
في حين أن كل الإشارات القادمة من قصر باكنجهام بشأن حالة الملك -حتى الآن- إيجابية، إلا أن هناك أحكامًا دستورية معمولًا بها إذا كان الملك غير قادر على القيام بواجباته الرسمية بشكل مؤقت.
ولفت تقرير لشبكة CNN أنه لا توجد خطط حالية لتعيين أي مستشارين. لكن في حالة عدم قدرة تشارلز على أداء مهامه، يمكن استدعاء "مستشاري الدولة" للعمل نيابة عنه.
ومستشارو الدولة البريطانية الحاليون هم الملكة كاميلا، وابنا الملك الأميران ويليام وهاري، والأميرة آن، والأمير إدوارد، والأمير أندرو، والأميرة بياتريس.
وسيُسمح لهؤلاء المستشارين بالتوقيع على الوثائق، وحضور اجتماعات مجلس الملك الخاص، واستقبال سفراء جدد، لكن لن يقوموا ببعض الأدوار الدستورية الأكثر أهمية، مثل تعيين رئيس الوزراء.
وفي حال إذا أصبح الملك غير قادر تمامًا على القيام بواجباته الدستورية، إلى درجة لم تعد الدولة قادرة بسببها على العمل بشكل صحيح، فيمكن سحب صلاحياته وتوليها من قبل الوصي.
وبموجب القانون البريطاني الصادر عام 1937، تنتقل الصلاحيات الملكية إلى الشخص التالي في ترتيب ولاية العرش، وهو الأمير ويليام.