◄| تركيبة فريد مهران مختلفة ولم أقابل مثله في الواقع
◄| ريهام حجاج ممتازة وجدعة ومنتجة شاطرة وتربطني بها معرفة قديمة
◄| قررت الاكتفاء بتقديم عمل واحد فقط في موسم رمضان
◄| لعبت دور الجوكر والبعض اعتبر مشاركتي في 4 أعمال مغامرة كبيرة
يمتلك الممثل المصري خالد الصاوي، مواصفات الفنان الجوكر صاحب المواهب المتعددة، القادر على تطويع موهبته في الاتجاه الصحيح وفق معطيات الدور الذي يجسده، وتقديم أعمال شديدة الاختلاف فيما بينها، الذي اكتفى هذا العام بالمشاركة في مسلسل واحد فقط يحمل عنوان "صدفة" رغم اعتياده الظهور بأكثر من عمل في مواسم رمضانية سابقة.
كشف خالد الصاوي، السبب وراء قراره المشاركة بعمل واحد في شهر رمضان، وتحدث في حوار لـ موقع "القاهرة الإخبارية" عن أسباب اختياره مسلسل "صدفة"، وشخصية "فريد مهران"، التي يجسدها، ورأيه في التعاون مع الفنانة ريهام حجاج، كما تطرق للحديث عن مشاركة الشباب في المسلسل، وعن قرار خاطئ اتخذه ساهم في تأخيره لمدة 3 سنوات، وكيف تعامل مع هذه الإشكالية واستعاد مكانته مرة أخرى، وغيرها من التفاصيل في هذا الحوار.
عُرضت عليك العديد من السيناريوهات، لكنك اخترت "صدفة" من بينها.. لماذا؟
وجدت في المسلسل ضالتي، إذ كان أمامي عدة اختيارات منها مسلسل من بطولتي، لكنني رفضته لأنه دون المستوى، وعمل آخر دوري فيه جيد لكن لم تعجبني مساحته في السيناريو، بينما في مسلسل "صدفة" وجدت غايتي بتقديم دور جميل ومختلف وفي نفس الوقت بطولة، كما أن العمل يضم نجوم أعتز بهم ومنهم ريهام حجاج والمؤلف أيمن سلامة والمخرج سامح عبد العزيز، ووجدته عملًا محكمًا وبه رسالة ونال إعجابي ووافقت على الفور، والحمد لله وجدت دورًا قويًا في تأثيره وعلاقته مؤثرة بالشخصية المحورية.
ما الذي استهواك لهذه الدرجة في شخصية فؤاد مهران التي تجسدها في العمل؟
شخصية ثرية في تفاصيلها، فهو يعمل مصفف شعر، ويبدأ حياته من تحت الصفر كما يقولون بالتعبير الدارج ويتزوج سلوى خطاب، وسنرى أن بدايته من خلال أعمال مشبوهة وغير أخلاقية ساعدتهما على ارتفاع وعلو مكانتهما الاجتماعية، كما أن علاقته بزوجته فيها تساؤلات كثيرة، ويبدو أنه يخاف منها رغم أنه يستقوى على جميع من حوله، كما أن علاقته قوية بأولاده ويحبهم، وهذه التركيبة صعبة جدًا، وفي نفس الوقت نرى "صدفة" فتاة بسيطة ومدرسة وطيبة وساذجة وتحاول أن تحسن مستواها بإعطاء دروس، وتدخل في صدام مع هذا الشخص والمسلسل به جانب كوميدي لطيف، وهناك تفاصيل كثيرة في المسلسل ستنال إعجاب الجمهور.
تحدثت عن أن العمل يحمل العديد من الرسائل.. ما هي؟
المسلسل به رسائل كثيرة منها دور العائلة والأسرة في حياة الأولاد، فرغم أن "فؤاد مهران" يمارس أعمالًا غير مشروعة، لكن يهمه صورته أمام أولاده ولا يريد أن يهزها، فهو يحبهم للغاية، ورغم قوته وأخلاقه السيئة لكن أبناءه نقطة ضعفه، كما أن هناك تفاصيل في العمل تمثل عظات للناس وتتعلق بطرح تساؤلات حول التكفير عن الذنوب في الدنيا، فالعمل مليء بالتفاصيل والرسائل الضمنية.
هل قابلت نماذج تشبه فؤاد مهران في الواقع؟
لا، فهو تركيبة مختلفة، لكني أرى نماذج في الحياة وأختزنها في ذاكرتي، ولا أقدمها كما هي ولكن آخذ منها العناصر المهمة وأنشر الشخصية التي أريدها، الأمر الذي يختلف عندما أجسد شخصية حقيقية ومعروفة في عمل فني.
العمل يجمعك مع ريهام حجاج التي تنتجه أيضا.. كيف تصف التجربة معها؟
عندما تحدث معي المنتج الفني للمسلسل قال لي إن ريهام حجاج منتجة العمل، وتصر علي وتحبني، وأنا معرفتي بها قديمة وعلاقتي بها جيدة، فهي فنانة ممتازة بكل ما تعنيه الكلمة، ومنضبطة وتذاكر دورها بشكل مميز، كما أنها تستمع لكلام المخرج والمؤلف وتتناقش بطريقة متعاونة وبحب، وهي تخاف على كل فريق العمل، وتتفهم الظروف.
وسبق أن تعرضت لأزمة صحية طارئة منها إذ أصيبت بمتحور كورونا، وتطلب الأمر حصولي على إجازة، وتشاء الأقدار أن يتعرض عدد من الأشخاص لنفس الفيروس، ثم اضطررت لعمل جراحة في أسناني، وقمت بالذهاب للتصوير وفريق العمل بعد إجراء الجراحة، وتعجبوا وطلبوا مني أن آخذ إجازة وجدت ريهام تطمئن عليَّ وتؤكد ضرورة أن أحصل على إجازة وتعاتبني على ذهابي للتصوير بعد إجراء العملية، وهي شخصية جدعة وصاحبة صاحبها، وكما أنني أعرف حقيقة المنتج من تعامله مع الشباب الصغير، وهي تراعي حقوق الصغار جدًا ولا تتأخر عليهم نهائيا، وهي كمنتجة محترمة جدًا، وكممثلة موهوبة ومتطورة، وتجسد في المسلسل دور فتاة بسيطة جدًا ونراها في عائلاتنا وهذا تحدٍ كبير لها بعد مسلسل "جميلة" الذي يختلف تمامًا عن العمل الرمضاني الحالي.
العمل يجمع عددًا كبيرًا من الشباب، حدثنا عن دعمك لهم؟
الحياة هي الشباب، وما بعد ذلك هو مذكراتنا عن هذه المرحلة العمرية، وأنحاز لهم وأطالب بحقوقهم، والمسلسل يضم مواهب شابة مميزة ومنهم ميار الغيطي، وغيرهم وممثلين كبار آخرين مثل سلوى خطاب.
هل قررت بشكل نهائي عدم تقديم عملين في آن واحد في موسم رمضان؟
نعم، قررت الاكتفاء بتقديم مسلسل واحد في رمضان، بينما هذا لا يمنع أن أقدم في نفس الوقت مسلسل خارج رمضان أو أفلام سينمائية، حيث إنني أشارك هذا العام في 6 أفلام، الأفلام هي التي تظل في رصيدي النهائي، وعقب موسم رمضان أبدأ الاتفاق على مسلسلات خارج موسم رمضان وأفلام سينمائية.
حدثنا أكثر عن سبب هذا القرار رغم أنه يعرض عليك العديد من السيناريوهات؟
هذا قرار شخصي بأن أقدم مسلسل واحد فقط في موسم رمضان، ففي بداية حياتي وفي مرحلة الانتشار، كنت مضطرًا أن أشارك في أكثر من عمل في توقيت واحد، وكنت أحلم عندما أصعد إلى البطولة المطلقة أن أقدم عملًا واحدًا فقط في رمضان، وهذا حدث مع أول بطولة في مسلسل "قانون المراغي" مع غادة عبد الرازق عام 2009، ثم مسلسلي "أهل كايرو"، و"خاتم سليمان".
لكن هناك خطأ ارتكبته في المنتصف وهو أنني قررت أن أتوقف لرؤية الساحة من حولي، وهذه الوقفة أخرتني لأن هناك أجيالًا ظهرت وصعدت، ولذلك أنصح الشباب بأنه إذا كانت الأمور تسير معه بشكل جيد فعليه ألا يتوقف في منتصف الطريق وعليه الانتظار حتى يصل إلى مكانة كمثل التي يتربع عليها نجوم بحجم عادل إمام ويحيي الفخراني.
وكيف حاولت علاج هذا الخطأ كما تسميه؟
توقفت خلال الفترة من 2017 حتى 2020، فاستغربت ما الذي وقفني بعد نجاح "هي ودافنشي" و"الصعلوك"، فكنت أبحث عن نجاح مثل مسلسل "أهل كايرو"، وبعدها أدركت أن ذلك يسمى "بطر" بالنعمة، فالشخص عليه أن يُحسن ويطور من نفسه ولكن لا يتوقف، والحمد لله عُدت عام 2020 وبدأت الشغل مع سينرجي في مسلسل "القاهرة كابول"، ثم "ليالينا"، فشعرت أن لدي حرية حركة وحيوية واستعداد للإبداع والابتكار، فقررت ألا أعتمد على ما يقوله السوق أنه لكي تظل نجمًا يجب أن تقدم عملًا واحدًا، فعلاقتي بالجمهور علاقة مباشرة ويعرفون أنني أقدم أدوارًا هادفة، والعام الذي يليه شاركت في أكثر من عمل مثل "اللي ملوش كبير"، "الاختيار".
وسميت هذه المرحلة بـ"الجوكر"، وتجسيد أدوار ليس لها علاقة ببعض، فقدمت مسلسلين في رمضان ومسلسل آخر خارجه، وواصلت التواجد في الدراما التلفزيونية، وكان لدي مشروعات جيدة وكنت مطمئنًا أن يكون عندي مسلسل من بطولتي في رمضان، ثم تغيرت الظروف، وأنا شخصيًا أشعر بالتعب عندما أجلس في المنزل، فقررت أن أقدم ما هو غير متوقع وهي أن أشارك في 4 مسلسلات، فكان المقربين يحذرونني من أنني أخوض مغامرة كبيرة، إذ كنت أصور في نفس الوقت الشيخ السيناوي في شكل جديد بمسلسل "الكتيبة 101"، ودور آخر مختلف في مسلسل "سره الباتع"، ثم دور الرجل العنيد الشقي في "مذكرات زوج"، وبعدها جاء لي دور أعتبره "القاضية" والذي كنت سعيدًا بتقديمه وهو مسلسل "جت سليمة" مع دنيا سمير غانم، والحمد لله أثبت وجهه نظري، والجمهور تقبل الأربع مسلسلات وظهوري في أدوار مختلفة، وكنت خائفًا وقلقًا من السوق وليس من الجمهور، والحمد لله كان هناك إجماع على أنني هائل.
وكيف أثر هذا التوقف عليك؟
توقفي فجأة غلطة أخرتني نحو 3 سنوات، فأرى أن موسم رمضان مثل بطولات الرياضية الكبرى لابد أن يحافظ الشخص على مكانه، وبعد هذه الوقفة وجدت موقعي تغير بدلًا من أنني كنت من الأربعة الأوائل ظهر فنانون أخذوا موقعي وأصبحت وراءهم، فكان علىَّ أن أعمل بطريقة أخرى، وألا أكرر غلطة أن أتوقف نهائيًا.