الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

هجمات العصابات تفتك بـ"هايتي".. ومطالب بتسريع تشكيل الشرطة الدولية

  • مشاركة :
post-title
سكان يفرون من حي كارفور- فوي في بور أو برنس عاصمة هايتي

القاهرة الإخبارية - محمد سالم

في الوقت الذي تعاني هايتي من عنف العصابات، تشكلت الخطوط العريضة لإنشاء قوة شرطة دولية لمساعدة البلد الواقع في منطقة الكاريبي، بعد شهور طويلة من المفاوضات، فيما اعتبر رئيس وزرائها أرييل هنري، أن الأمر لا يسير بالسرعة الكافية، داعيًا الأمم المتحدة إلى التحرك العاجل لإنقاذ بلاده.

بعد أشهر من المفاوضات، أعلنت الأمم المتحدة أن دولًا عدة تعتزم المساهمة في قوة شرطة دولية تحت قيادة كينيا، تنفيذًا لما طلبته هايتي منذ عام تقريبًا، إلا إنها أشارت إلى أن الأمر قد يستغرق بضعة أشهر أخرى، فضلًا عن الوقت الذي قد يستغرقه انتشارها على الأرض.

التأخر في تشكيل قوة الشرطة الدولية لاقت انتقادات من رئيس وزراء هايتي، وقال في كلمته باجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن الحياة اليومية أصبحت مؤلمة للشعب الهايتي، داعيًا مجلس الأمن للتصرف على نحو عاجل.

ومن المتوقع أن يتم إجراء تصويت لإنشاء القوة الأسبوع المقبل، في ظل دعوة رئيس وزراء هايتي، للمجتمع الدولي للتحرك سريعًا، معددًا الفظائع التي يتعرض لها السكان على أيدي العصابات، والتي من بينها الخطف مقابل الفدية، والنهب، والحرق، والمجازر، والعنف الجنسي وتجارة الأعضاء، والإعدامات خارج نطاق القضاء، إلى جانب تجنيد الأطفال، بحسب وكالة "فرانس برس".

رئيس وزراء هايتي

وفي السياق، كشفت فيكتوريا نولاند، المسؤولة الثانية في وزارة الخارجية الأمريكية، بعد اجتماع وزاري حول هايتي، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن نحو 12 دولة قدمت عروضًا ملموسة لهذه المهمة.

وقال أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، في الاجتماع، إن مهمة الدعم لن تحل محل التقدم على المستوى السياسي، موضحًا أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ستطلب 100 مليون دولار من الكونجرس لتمويلها.

انعدام الأمن الغذائي

في مايو الماضي، أصدر برنامج الأغذية العالمي تقريرًا حول انعدام الأمن الغذائي في السودان وهايتي ومنطقة الساحل، ووصفه بأنه "يتسبب في أعلى مستويات القلق".

وأوضح البرنامج أن هايتي تم رفعها إلى أعلى مستويات القلق بسبب القيود الشديدة على حركة الأشخاص والبضائع، مشيرًا إلى أن هناك سكان يواجهون أو يتوقع أن يواجهوا المجاعة، ومعرضون لخطر التدهور نحو ظروف كارثية، بحسب "سي إن إن".

جرائم العصابات في هايتي

في أغسطس الماضي، فر آلاف السكان من حي في "بور أو برنس"، سيرًا على الأقدام، وفي سيارات مكتظة، بعد تعرض الحي لهجوم شنه أعضاء عصابة، بحسب "فرانس برس".

وكشفت الشرطة، أن هذا الحي يتعرض بجانب أحياء أخرى كثيرة في هايتي، لهجمات منتظمة، من قبل عصابة يقودها رينيل ديستينا المعروف باسم "تي لابلي" والمطلوب لدى مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي (إف بي آي).

وقال إيلي ديريسكا المقيم في حيّ كارفور-فوي، إنهم –العصابات- نهبوا المنازل وأحرقوها، وتسببوا في سقوط قتلى، واستولوا على بعض المنازل.

مطمع للاستعمار

رغم الظروف الكارثية التي يعيشها شعب هايتي الآن، كانت الدولة الواقعة بمنطقة الكاريبي تعج بالثروات من سكر وبن وقطن، ما أدى لتعرضها إلى عمليات استعمارية متتالية.

وكانت هايتي أول جمهورية في العالم يقودها السود، بعد استقلالها عن فرنسا عام 1804، وسابقًا كان اسمها "لؤلؤة جزر الأنتيل"، وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، رفضت القوى الأوروبية لعقود من الزمان الاعتراف بها كجمهورية مستقلة.

وبعد الاستقلال عن فرنسا، أرسل ملكها تشارلز العاشر، سفنًا حربية إلى عاصمة هايتي، في 1825 وأجبرها على تعويض "المستعمرين الفرنسيين"، عن ممتلكاتهم المفقودة، وبسبب عدم قدرتها على دفع تلك المبالغ الضخمة، غرقت في الديون.

وفي 1915، هاجمت القوات الأمريكية، هايتي، بعدما قتل متمردون رئيسها فيلبرون غيوم سام، وقالت إنها عملية لاستعادة النظام هناك، وظلت القوات الأمريكية بها، حتى عام 1934، ورغم ذلك استمرت السيطرة الأمريكية على الشؤون المالية لهايتي حتى عام 1947.

تفشي الفساد

ولم ينته الأمر عند هذا الحد، إذ دخلت هايتي في سلسلة من الانقلابات العسكرية، وعمليات القمع الوحشية، ما تسبب في تفشي الفساد وبُددت ثروات البلاد الطبيعية، قبل أن تتعرض البلاد إلى زلزال مدمر في 2010، حصد حياة نحو 300 ألف شخص.

واستمرارًا للكوارث التي ضربت هايتي، تفشى مرض الكوليرا في 2016، وقتل نحو 10 آلاف شخص، بحسب "نيويورك تايمز".