الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد توترات دبلوماسية.. الهند تعزز إحكامها على الحدود مع الصين بنفق "سيلا"

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الصيني شي جين بينج ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

افتتح رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، اليوم السبت، نفق "سيلا" الاستراتيجي بولاية أروناتشال براديش -شمال البلاد-، الذي ترجع أهميته الجغرافية لوجوده على الحدود الصينية، بعد مواجهات دبلوماسية وتوتر في العلاقات بين البلدين الأعلى سكانًا في العالم.

ويربط النفق بين "تيزبور" في ولاية آسام و"تاوانج" في أروناتشال براديش - المتاخمة للصين-، وجاء الافتتاح بعد يوم واحد من رد الصين الحازم على الهند وسط المواجهة الدبلوماسية بين البلدين.

وبحسب تقرير نشرته شبكة "بلومبرج" الأمريكية، أرسلت الهند آلاف الجنود لتعزيز حدودها المتنازع عليها مع الصين، ما يضيف محفزًا محتملًا لعلاقاتها المتوترة بالفعل مع بكين. 

وردًا على ذلك، قالت الصين، إن نشر المزيد من القوات على الحدود لن يخفف التوترات، وأكدت أنها ملتزمة بالحفاظ على السلام والهدوء في المناطق الحدودية.

وتشكل الحدود المشتركة بين البلدين، التي تمتد إلى 3500 كيلو متر مصدر توتّر دائم، وتتركز تلك الخلافات في المنطقتين؛ الأولى هي ولاية أروناشال براديش الهندية التي تعتبرها الصين جزءًا من التيبت، أما الثانية فهي أكساي تشين وهي ممرّ استراتيجي يقع على ارتفاع شاهق يربط بين التيبت وغرب الصين.

وخاض العملاقان الآسيويان حربًا حدودية مفتوحة في عام 1962، وفي عام 2020 دارت معارك في وادي نهر جالوان المتاخم لأكساي تشين أوقعت 20 قتيلًا في صفوف القوات الهندية وأربعة قتلى على الأقلّ في صفوف القوات الصينية، ومذّاك الحين تمّ حشد عشرات آلاف الجنود على طول "خط السيطرة الفعلية" الفاصل بين الخصمين.

تفاصيل "سيلا"

تم وضع حجر الأساس للمشروع من قِبل مودي في فبراير 2019، بتكلفة تقديرية تبلغ 825 تريليون روبية (ما يوازي 9 تريليونات دولار)، لكن العمل تأخر لأسباب مختلفة، بما في ذلك جائحة كوفيد-19.

ويقع "سيلا" على ارتفاع 13,000 كيلو متر، وسيوفر اتصالًا دائمًا بالطقس إلى تاوانج في أروناتشال براديش، حسبما ذكر موقع "إنديان تايمز".

ويعتبر مشروع نفق "سيلا" حيويًا من الناحية الاستراتيجية، ويشمل نفقين وطريق تقارب بطول 8.780 كيلومتر. وسيكون الطول الإجمالي للمشروع، بما في ذلك الأنفاق وطريق التقارب والطرق الرابطة، نحو 12 كيلومترًا.

من بين النفقين، الأول هو نفق أحادي الأنبوب بطول 980 مترًا، والثاني بطول 1.5 كيلومتر مع أنبوب هروب للطوارئ.

قال مسؤول هندي، إن النفق، الذي يمتد عبر سلسلة جبال سيلا-تشاربيلا وتم بناؤه باستخدام طريقة الحفر النمساوية الجديدة (NATM)، سيكون أطول نفق ثنائي الحارات في العالم على ارتفاع 13,000 كم.

رابط بين "بكين ونيودلهي"

تم إنشاء النفق على الطريق الذي يربط بين تيزبور في ولاية آسام وتاوانج في أروناتشال براديش. وسيمكن النفق من الاتصال بالطقس الدائم -يمكن أن يدعم تشغيل المركبات في جميع الظروف المناخية، حتى الثلوج والفيضانات- بمنطقة تاوانج، ويُقال إنه ذو أهمية استراتيجية بسبب قربه من خط السيطرة الفعلية، حسبما ذكرت صحيفة "ذا إيكونوميك تايمز" الهندية.

سيوفر النفق أيضًا الوصول إلى تاوانج والمناطق الأمامية الأخرى المتاخمة للصين طوال العام، ما يعزز القدرات الاستراتيجية والتشغيلية للجيش الهندي.

هل تنتهي المواجهة؟

أرسلت الحكومة الهندية كتيبة من 10,000 جندي، كانت متمركزة سابقًا على حدودها الغربية، لتعزيز حدودها المتنازع عليها مع الصين.

وبالإضافة إلى ذلك، أكدت "بلومبرج"، أنه سيتم ضم كتيبة موجودة من 9,000 جندي، كانت مخصصة بالفعل للحدود الصينية المتنازع عليها، تحت القيادة القتالية الجديدة المُنشأة. وستحرس القوة المشتركة مسافة 532 كيلومترًا من الحدود التي تفصل منطقة التبت الصينية عن الولايات الشمالية للهند، أوتاراخند وهيماشال براديش.

وفي الوقت نفسه، لم تفوت الصين أي فرصة لاتخاذ موقف بشأن القضية. وأثناء توجيه إحاطة صحفية الأربعاء الماضي، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينج: "إن خطوة الهند لتعزيز الانتشار العسكري على طول الحدود مع الصين تتعارض مع جهود البلدين لتخفيف الوضع على الحدود ولا تساهم في الحفاظ على السلام والهدوء في المناطق الحدودية".

وتحدثت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية قائلة، إن أفعال نيودلهي ليست "مواتية" للسلام والهدوء على الحدود.

وذكرت وكالة الأنباء الصينية الجديدة "شينخوا" نقلًا عن ماو نينج، أن "الصين ملتزمة دائمًا بالحفاظ على السلام والهدوء في المناطق الحدودية. إن تحركات الهند ليست مواتية للسلام والهدوء على الحدود ولا تتماشى مع الفهم المشترك الذي توصلت إليه الصين والهند بشأن تخفيف التوترات في المناطق الحدودية".