الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

قمة العشرين.. تطلعات وانتقادات وغيابات قبل اجتماع نيودلهي

  • مشاركة :
post-title
الهند تستعد لاستضافة قمة العشرين

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

يجتمع عدد من رؤساء الدول ورؤساء الوزراء في القمة السنوية لزعماء مجموعة العشرين في العاصمة الهندية نيودلهي، يومي السبت والأحد المقبلين.

ويتضمن جدول أعمال "قمة العشرين" نيودلهي، تغير المناخ، والتنمية الاقتصادية، وأعباء الديون في البلدان المنخفضة الدخل، فضلًا عن التضخم الناجم عن الحرب الروسية في أوكرانيا.

وإذا تمكن الأعضاء من التوصل إلى توافق في الآراء بشأن أي من هذه المواضيع أو جميعها، فسوف يصدرون إعلانًا رسميًا مشتركًا في النهاية.

ما هي مجموعة العشرين؟

ومجموعة العشرين هي منتدى للتعاون الاقتصادي والمالي بين دول وجهات ومنظمات دولية تلعب دورا محوريا في الاقتصاد والتجارة في العالم وتجتمع سنويا في إحدى الدول الأعضاء، لمناقشة خطط الاقتصاد العالمي.

وتمثل دول مجموعة العشرين 85 بالمئة من الناتج الاقتصادي العالمي، و75 في المئة من التجارة العالمية، ويمثل مجموع سكان هذه الدول ثلثي سكان الكرة الأرضية.

الدول الأعضاء هي الاتحاد الأوروبي و19 دولة هي - الأرجنتين، أستراليا، البرازيل، كندا، الصين، فرنسا، ألمانيا، الهند، إندونيسيا، إيطاليا، اليابان، المكسيك، روسيا، المملكة العربية السعودية، جنوب إفريقيا، كوريا الجنوبية، تركيا، المملكة المتحدة والولايات المتحدة، بالإضافة إلى إسبانيا كضيف دائم.

ويقول الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يحضر القمة المزمعة في الهند، كما تردد على نطاق واسع أن الرئيس الصيني شي جين بينج لن يحضر القمة أيضا.

وتجتمع مجموعة أصغر من الدول الأعضاء في مجموعة العشرين تحت اسم "مجموعة السبع".

وكان وزراء المالية ورؤساء البنوك المركزية في الدول الأعضاء في مجموعة السبع الكبار، قد قرروا في قمة المجموعة عام1999، توسيع المجموعة وضم نظرائهم في دول مجموعة العشرين.

وجاء القرار حين ساد الاضطراب أسواق المال العالمية بسبب الأزمة الآسيوية (التي بدأت بانهيار عملة تايلاند) في ذلك العام.

لكن في أعقاب الأزمة المالية العالمية عام 2008 تم رفع مستوى المشاركة في اجتماعات قمة مجموعة العشرين إلى مستوى الرؤساء.

قضايا القمة

وتوسع نطاق القضايا التي ناقشها زعماء مجموعة العشرين في السنوات الأخيرة إلى ما هو أبعد من الاقتصاد، ليشمل قضايا مثل تغير المناخ، والطاقة المستدامة، والإعفاء من الديون الدولية، وفرض الضرائب على الشركات متعددة الجنسيات.

وباعتبارها تترأس القمة لعام 2023، تريد الهند التركيز على التنمية المستدامة، بالإضافة إلى تدابير لنشر النمو الاقتصادي بشكل أكثر توازنًا بين البلدان المتقدمة والنامية.

توفر القمة أيضا فرصة لإجراء مناقشات فردية على هامش جلسات المجموعة. وقد قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيتحدث مع بعض القادة بشكل منفرد عن معالجة تغير المناخ، والحرب الروسية في أوكرانيا، كما سيحث المنظمات العالمية مثل البنك الدولي على بذل المزيد من الجهود لمكافحة الفقر.

فرصة بايدن

وذكرت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، أن الرئيس جو بايدن يهدف إلى استغلال غياب أبرز خصمين له في قمة العشرين المقررة في مدينة نيودلهى الهندية، من أجل إحراز تقدم جديد مع الدول التي سبق أن توددت إليها الصين وروسيا.

وقالت الوكالة إن غياب الرئيسين الصيني والروسي عن القمة هذا العام، يعطى بايدن فرصة لإعادة ترسيخ الولايات المتحدة باعتبارها قائدة النظام الدولي.

وسيحاول بايدن دعم موقف أمريكا لدى دول مثل البرازيل وجنوب إفريقيا وإندونيسيا، ناهيك عن الدولة المضيفة الهند، والتي تتوق إلى علاقات أوثق مع الصين، ورفضت الانحياز إلى أحد الطرفين في أزمة روسيا وأوكرانيا.

ومن الأمور الأساسية في هذه الجهود، الضغط لتعزيز تمويل ونطاق البنك الدولي وبنوك التنمية الأخرى في محاولة لتعميق العلاقات مع الاقتصاديات الناشئة في العالم وتقديم بديل للمقرض الصيني.

كما تخطط الولايات المتحدة أيضًا للضغط من أجل تخفيف عبء الديون عن الدول الفقيرة، والإعلان عن تمويل مشاريع البنية التحتية الجديدة.

انتقادات للقمة

ومع ذلك، تواجه دول قمة العشرين انتقادات، بخصوص عدم قدرتها على تنفيذ المخرجات، وفق صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، التي ذكرت أن معظم البيانات المشتركة للتجمع منذ تشكيله في عام 1999، هيمنت عليها "قرارات صلبة مثل أبخرة الغاز".

وطرحت القمة المثال في قمة عام 2021 في روما، حيث قال زعماء مجموعة العشرين إنهم سيحدون من ظاهرة الاحتباس الحراري من خلال "إجراءات هادفة وفعالة"، وسلطوا الضوء على التعهد بإنهاء تمويل محطات توليد الطاقة بالفحم في الخارج.

لكن البيان استبعد استثمارات الفحم المحلية. وفي عام 2022، وصل توليد الطاقة التي تعمل بالفحم في جميع أنحاء العالم إلى مستوى مرتفع جديد، وفقا لوكالة الطاقة الدولية.

وفي هذا العام، من المتوقع أن يرتفع الاستثمار في الفحم بنسبة 10% أخرى، ليصل إلى 150 مليار دولار ـ على الرغم من تصريحات مجموعة العشرين والإجماع العلمي على ضرورة إنهاء استخدام الفحم على الفور.

إجراءات تمثيل معيبة

كما يزعم بعض المنتقدين أن مجموعة العشرين كانت معيبة منذ البداية، حيث كانت قائمة أعضائها مبنية على أهواء المسؤولين الماليين الغربيين ومحافظي البنوك المركزية.

ونقلت "نيويورك تايمز" عن روبرت ويد، أستاذ الاقتصاد السياسي إن الأرجنتين، على سبيل المثال، ليست من الاقتصادات الناشئة، ولا من بين أكبر عشرين اقتصادًا. وهي عضو في مجموعة العشرين، لأن أحد وزراء اقتصادها السابقين، هو دومينجو كافالو، كان زميلًا في السكن مع لاري سميرز وزير الخزانة الأمريكي، في الفترة من 1999 إلى،2001 في جامعة هارفارد.

وأضاف ويد أن مجموعة العشرين لا تزال تعاني من الافتقار إلى الإجراءات التمثيلية، دون وجود عملية محددة جيدًا لإدراج الدول في عضويتها.