تستعد رئيسة الوزراء البريطانية السابقة تيريزا ماي، للتنحي عن منصبها كعضو في البرلمان في الانتخابات العامة المقبلة، لتصبح واحدة من أبرز المحافظين الذين انضموا إلى موجة المغادرين من مجلس العموم، بعد 27 عامًا في البرلمان.
وفي بيان، قالت ماي إنها "تريد التركيز على القضايا القريبة من قلبها"، بما في ذلك عملها في اللجنة العالمية المعنية بالعبودية الحديثة والاتجار بالبشر.
وقالت رئيسة الوزراء السابقة، التي انتخبت لأول مرة في عام 1997 عضوًا بالبرلمان: "منذ أن تنحيت عن منصبي كرئيسة للوزراء، استمتعت بكوني عضوًا في البرلمان مرة أخرى، ولدي المزيد من الوقت للعمل من أجل ناخبيّ ومناصرة القضايا القريبة من قلبي، بما في ذلك إطلاق اللجنة العالمية المعنية مؤخرًا بالعبودية الحديثة والاتجار بالبشر".
وأضافت: "لقد أخذت هذه الأسباب قدرًا متزايدًا من وقتي. ولهذا السبب، وبعد الكثير من التفكير والدراسة المتأنية، أدركت أنني، بالنظر إلى المستقبل، لن أتمكن بعد الآن من القيام بعملي كنائب في البرلمان بالطريقة التي أعتقد أنها صحيحة ويستحقها ناخبيّ.
ومع استمرار استطلاعات الرأي في إظهار تقدم حزب العمال بشكل كبير على المحافظين، تنضم ماي إلى 64 من المحافظين والمحافظين السابقين، الذين لن يتنافسوا على مقاعدهم في الانتخابات المقبلة.
وأشار تقرير لصحيفة "الجارديان" إلى أن هذا "يظهر عدم وجود ثقة في رئيس الوزراء ريشي سوناك، والتوقعات الانتخابية لحزب المحافظين".
ويُعّد هذا أعلى عدد من المحافظين الذين يتقاعدون من البرلمان منذ دخول ماي مجلس العموم في عام 1997.
رقم 10
في بيانها، قالت ماي إنه "كان شرفًا وامتيازًا أن أكون نائبة في البرلمان عن منطقة مايدنهيد"؛ وتعهدت بمواصلة العمل من أجل ناخبيها حتى الانتخابات العامة المتوقعة في النصف الثاني من هذا العام.
وأضافت: "بينما أسلم عصا القيادة، سأعمل مع خليفتي لضمان فوز المحافظين في مايدنهيد. ما زلت ملتزمة بدعم ريشي سوناك والحكومة، وأعتقد أن المحافظين يمكنهم الفوز في الانتخابات".
كانت ماي، البالغة من العمر 67 عامًا، قد تم انتخابها لأول مرة نائبة عن منطقة "مايدنهيد" في عام 1997، وعملت وزيرة للداخلية في عهد ديفيد كاميرون بين عامي 2010 و2016، قبل أن تخلفه في منصب رئيس الوزراء.
واستمرت فترة ولاية ماي في داونينج ستريت -مقر رئيس الوزراء البريطاني- ثلاث سنوات مضطربة، هيمنت عليها الخلافات حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ووقت توليها حقيبة الداخلية، صاغت مصطلح "بيئة معادية"، والذي أصبح مصطلحًا شاملاً للسياسات المثيرة للجدل بشأن الهجرة غير الشرعية.
وفي انتخابات مبكرة عام 2017، خسرت ماي أغلبيتها، لكنها ظلت "رقم 10" -منصب رئيس الوزراء- بفضل اتفاق مع الحزب الديمقراطي الوحدوي في البرلمان.
ومع إجراء النواب المحافظين، الذين عارضوا اتفاقها المقترح بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تصويتًا بالثقة في قيادتها، وعلى الرغم من أنها نجت، إلا أن سلطتها تضاءلت، وأعلنت استقالتها بعد خمسة أشهر.