صرح رئيس وكالة الفضاء الروسية، يوري بوريسوف، بأنهم يعملون على خطط مع الصين لإيجاد طرق لنقل وتركيب محطة طاقة نووية على سطح القمر بحلول عام 2035.
وخلال الشهر الماضي، أشارت العديد من وسائل الإعلام الأمريكية، إلى أن روسيا تخطط لاستخدام الأسلحة النووية في الفضاء، بعد أن حذر رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب مايك تورنر من "تهديد خطير للأمن القومي" غير محدد.
موسكو وبكين.. محاولة لاستكشاف القمر
كانت الإشارة الأولى إلى هذا التعاون المشترك بين البلدين في عام 2021، عندما صرح بي تشاو يو، نائب رئيس برنامج استكشاف القمر التابع لإدارة الفضاء الوطنية الصينية، أن بكين وموسكو تخططان للبدء في بناء المحطة القمرية العلمية الدولية في عام 2026 واستكمالها بالكامل بحلول عام 2035.
وذكرت وكالة "تاس" الروسية، أن موسكو وبكين تخططان لإطلاق 6 بعثات في المرحلة التحضيرية لإنشاء محطة قمرية علمية دولية.
وقال يوري بوريسوف، المدير العام لـوكالة الفضاء الروسية "روسكوسموس": "نحن اليوم ندرس المشروع بجدية"، حسبما نقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية، مضيفًا أن المحطة ستحتاج إلى أن تُبنى بواسطة الروبوتات.
وبحسب تقرير نشرته "تاس"، فإن خطة المشروع تشمل استخدام مركبات قمرية تقنية للبحث، وروبوت وعدة مركبات صغيرة ذكية مصممة لاستكشاف سطح القمر.
وأوضحت الوكالة الروسية، أن هدف هذه المرحلة هو اختيار منطقة نشر وبناء المحطة، وكذلك تطوير تكنولوجيا الهبوط عالي الدقة على سطح القمر، وبموجب الجدول الزمني للمشروع، سترسل الصين ثلاث بعثات إلى سطح القمر، بما في ذلك مهمة "تشانج آه 6"، التي من المتوقع إطلاقها في مايو.
ليست المرة الأولى
هناك سوابق لاستخدام الطاقة النووية في المهام الفضائية وفي مناطق نائية أخرى على الأرض. كانت الولايات المتحدة استخدمت البلوتونيوم-238، كمصدر للطاقة للحواسيب والأجهزة العلمية وغيرها من الأجهزة في أكثر من عشرين مهمة فضائية، وفقًا لما ذكرته وكالة "ناسا". بينما، استخدمت روسيا مواد مشعة أخرى لتشغيل منارات نائية وغواصات نووية.
سبق وأن فشلت محاولة "روسكوسموس" لهبوط مركبة فضائية بالقرب من القطب الجنوبي للقمر في أغسطس عندما تحطمت مركبتها لونا-25 على سطح القمر. وكانت المهمة تهدف إلى تمييز عودة موسكو إلى القمر لأول مرة منذ نهاية الاتحاد السوفيتي قبل أكثر من ثلاثة عقود، لكنها بدلاً من ذلك أصبحت أحدث سلسلة من الانتكاسات لبرنامج الفضاء الروسي.
روسيا تتسلح نوويًا
وتناقلت وسائل الإعلام الأمريكية في الأيام الأخيرة، معلومات استخباراتية تفيد بأن روسيا تسعى لنشر قدرات نووية في الفضاء، والتي تتعلق بمحاولات روسيا تطوير سلاح نووي مضاد للأقمار الصناعية في الفضاء.
وقدمت الولايات المتحدة للكونجرس ولحلفائها في أوروبا معلومات استخباراتية جديدة تتعلق بالقدرات النووية الروسية، مشيرة إلى أنها يمكن أن تشكل تهديدًا دوليًا، حسبما قال مصدر مطلع لـ"رويترز".
وبدوره، أكد بوريسوف، أن روسيا تعارض نشر الأسلحة النووية في الفضاء، قائلًا: "بالطبع، يجب أن يكون الفضاء خاليًا من الأسلحة النووية". وقبل أيام نفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ادعاءات الولايات المتحدة حول خطط الكرملين لمثل هذه الأسلحة.