سلاح نووي جديد تسعى روسيا لإنتاجه لكن لاستخدامه في الفضاء، تسبب في ارتباك شديد داخل الإدارة الأمريكية، وبدت رسائل التحذير تخرج من مسؤولين بالولايات المتحدة عن الانتقال بالحرب من الأرض إلى الفضاء.. فما قدرة هذا السلاح وما قصته؟.
قلق مثير
صحيفة "أكسيوس" الأمريكية أعدت تقريرًا حول ما وصفته بالقلق المثير الذي أحدثه "سلاح" يسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لامتلاكه، مشيرة إلى أن المسؤولين الأمريكيين يحذرون من تزايد قدرة روسيا على نشر أسلحة نووية في الفضاء، ما يسلط الضوء على الحدود التالية الأكثر رعبًا للحرب.
السلاح في ما يبدو أنه سباق جديد للسيطرة على الفضاء، في وقت أصبح فيه مستقبل الحروب قائمًا على الأسلحة المستقلة والروبوتات والذكاء الاصطناعي المتطور، فيما تشير المعلومات الاستخباراتية الجديدة إلى أن روسيا ربما تكتسب ميزة تكتيكية في سباق الفضاء، وفق التقرير.
يهدد الأقمار الصناعية
ويمكن للسلاح النووي الذي تسعى روسيا لامتلاكه أن يتم إطلاقه في الفضاء لتهديد شبكة الأقمار الصناعية المدنية والعسكرية الواسعة في الولايات المتحدة، والتي تنقل مليارات البيانات كل ساعة، حسبما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز".
شبكة "ABC News" أوضحت أن روسيا لن تستخدم السلاح النووي على الأرض، بل ضد الأقمار الصناعية، وذكرت صحيفة "التايمز" أن الولايات المتحدة ليس لديها القدرة على مواجهة مثل هذا السلاح والدفاع عن أقمارها الصناعية.
وأثار رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي مايك تيرنر حالة من القلق يوم الثلاثاء الماضي ببيان غامض يحذر فيه من "تهديد خطير للأمن القومي".
رفع السريّة
وحثّ "تيرنر" الرئيس الأمريكي جو بايدن على رفع السرية عن المعلومات، لكنه لم يقدم أي تفاصيل حول التهديد، ومن غير الواضح لماذا اتخذ هذه الخطوة غير العادية المتمثلة في إطلاق إنذار عام، قبل الحصول على إحاطة كاملة من البيت الأبيض.
ويريد "تيرنر" دفع زملائه الجمهوريين إلى أخذ التهديد الروسي على محمل الجد، وتمويل أوكرانيا لشنّ حرب ضد بوتين، ومن المقرر أن يقدم مسؤولو البيت الأبيض إحاطة لقادة الكونجرس يوم الأربعاء المقبل، وفق "أكسيوس".
دمار في الفضاء
ومن جهته، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، أمس الخميس ، إن روسيا تسعى لإنتاج سلاح مثير للقلق مضاد للأقمار الصناعية.
ولم يؤكد كيربي ما إذا كان هذا الوصف ينطبق على الأسلحة المضادة للأقمار الصناعية، لكنه أشار إلى أن المصطلح له عدة معانٍ، فيما قال "إن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان يعتزم الاجتماع مع قيادة مجلس النواب ورؤساء اللجان لإطلاعهم على المعلومات الاستخباراتية والتحليلات المتعلقة بالسلاح المحتمل وسيطلعهم في النهاية على مجلس الشيوخ".
وقال كيربي: "إن الولايات المتحدة كانت على علم بهذا السلاح منذ عدة أشهر، إن لم يكن منذ سنوات، لكن في الأسابيع الأخيرة، تمكن عناصر الاستخبارات من التقييم بثقة أكبر حول كيفية استمرار روسيا في السعي للحصول عليه".
وفي عام 2021، اختبرت روسيا صاروخًا يُطلق من الأرض ضد أحد أقمارها الصناعية في المدار، ونتج عن الاختبار سحابة من الحطام، قالت وكالة ناسا إنه يعرض محطة الفضاء الدولية وطاقمها للخطر، وكان من الممكن أن يستمر في تهديد الأقمار الصناعية الأخرى.
خطره لا يصدق
وتعد الأسلحة المضادة للأقمار الصناعية خطيرة بشكل لا يصدق، ليس فقط لأنها يمكن أن تشل جيش دولة أخرى، ولكن يمكن أن تدمر الأنظمة التي تعتمد عليها الحضارة الحديثة، مثل نظام تحديد المواقع العالمي GPS، وفق "أكسيوس".
ويمكن لهذا السلاح القيام بمهمته عن طريق توليد كميات هائلة من الحطام الفضائي، أو قطع صغيرة من الخردة تتحرك بسرعات هائلة يمكن أن تحدث ثقوبًا في الأقمار الصناعية أو المركبات الفضائية، في وقت ارتفعت فيه كمية الحطام الموجود في المدار بشكل كبير في السنوات الأخيرة، مع اكتساب المزيد من الدول والشركات الخاصة قدرات فضائية.
لقد تم اقتراح أن الكثير من الفوضى في مدار الأرض يمكن أن يؤدي إلى تفاعل متسلسل للحطام، ما يؤدي إلى توليد المزيد من الحطام الذي من شأنه أن يقضي في النهاية على قدرتنا على استخدام الأقمار الصناعية أو استكشاف الفضاء.
ومن المتوقع أن يصبح مدار الأرض أكثر ازدحامًا في السنوات المقبلة، ما قد يؤدي إلى إثارة المنافسة بين الدول وتوليد المزيد من الحطام من خلال الحوادث أو الاختبارات أو الهجمات، وفق "أكسيوس".