في خطوة غير مسبوقة، أعلنت الصين، اليوم الثلاثاء، عدم عقد رئيس الوزراء لي تشيانج المؤتمر الصحفي بعد الاجتماع التشريعي السنوي للبلاد لهذا العام، منهيًا ممارسة استمرت ثلاثة عقود، كانت بمثابة فرصة للتفاعل مع كبار القادة الصينيين.
كانت ردود الفعل حول هذا القرار متباينة، إذ قالت وسائل إعلام أمريكية وغربية، إن هذا القرار من شأنه أن يزيد من مخاوف المستثمرين الأجانب، وادعت أخرى أنه مؤشر على تراجع النمو الصيني.
ماذا قالت الصين؟
قال المتحدث باسم المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، لو تشين جيان، في مؤتمر صحفي حول جلسة هذا العام: "لن يكون هناك مؤتمر صحفي لرئيس الوزراء بعد الجلسة التشريعية لهذا العام"، حسبما نقلت وسائل إعلام صينية رسمية.
ونقلت وكالة الأنباء الصينية الجديدة "شينخوا" عن لو تشين جيان قوله، إن القرار اتُخذ لأنه سيكون هناك المزيد من الإحاطات الإعلامية لوزراء الحكومة خلال اجتماع البرلمان السنوي، حيث سيتحدث كبار المسؤولين في مجلس الوزراء عن قضايا تتعلق بالدبلوماسية والاقتصاد ومعيشة الشعب.
وفي حديثه عن الاقتصاد، أوضح "لو" أن الصين تتمتع بظروف مواتية أكثر من التحديات في تنميتها الاقتصادية، مشيرًا إلى أن الاتجاه الأساسي للانتعاش في الاقتصاد والنمو على المدى الطويل لا يزال دون تغيير.
وكما هو متعارف عليه سابقًا، يعقد رئيس مجلس الدولة الصيني، ثاني أكبر مسؤول في البلاد بعد الرئيس، مؤتمرًا صحفيًا في نهاية الاجتماع التشريعي السنوي.
وفي المؤتمرات السابقة، سأل الصحفيون رؤساء الوزراء عن قضايا اقتصادية وداخلية تتعلق بالشأن الصيني. وفي عام 2012، استمر المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس مجلس الدولة الصيني آنذاك، ون جيا باو، ثلاث ساعات، تخللها أسئلة تتعلق بالشأن الداخلي الصيني وبعض الأزمات الشائكة في البلاد.
كيف جاءت ردود الفعل؟
قال موقع "إن بي سي" نيوز الأمريكي، إن إلغاء المؤتمر الصحفي من شأنه أن يؤدي إلى تضخيم المخاوف بين المستثمرين الذين يشعرون بالقلق بالفعل بشأن التباطؤ الاقتصادي في الصين، وخاصة أن رئيس الوزراء هو المسؤول اسميًا عن الاقتصاد.
في حين، كتب بيرت هوفمان، الأستاذ المساعد في معهد شرق آسيا بجامعة سنجافورة الوطنية، على موقع "إكس": "إنه أمر مؤسف وفرصة ضائعة للتواصل السياسي"، مضيفًا أن المؤتمرات الصحفية التي يعقدها رؤساء وزراء الصين السابقون "كانت في كثير من الأحيان ذات مغزى كبير، وساعدت في تحسين فهم سياسات الصين".
وبدورها تحدثت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن اقتصاد الصين تأثر إلى حد كبير بأزمة قطاع العقارات، والديون الحكومية المحلية الضخمة، والانكماش، وكل ذلك يثير تساؤلات حول ما إذا كانت البلاد ستخسر قبل أن تصل إلى هدفها المتمثل في أن تصبح قوة عالمية متقدمة.
ويتوقع المحللون على نطاق واسع أن يكشف رئيس الوزراء الصيني عن هدف نمو طموح نسبيًا يبلغ نحو 5%، وهو ما يدل على أن صنّاع السياسات ما زالوا يركزون على النمو الاقتصادي، حتى مع تراكم التحديات.