تُسلط زيارة بيني جانتس، للولايات المتحدة اليوم، ومحادثاته المُقررة مع مسؤوليها، الضوء على اختلاف حاد في وجهات النظر بين القيادة السياسية الإسرائيلية، إذ كشف عدد من التقارير عن وجود انقسام حاد بالفعل بين رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، والوزير بيني جانتس حول هذه الزيارة.
ويأتي هذا الخلاف في ظل تصاعد التنافس السياسي بين الزعيمين، حيث ارتفعت شعبية حزب جانتس على حساب حزب نتنياهو في الاستطلاعات الأخيرة، مما يعكس تعقيد المشهد السياسي الإسرائيلي في الفترة الراهنة.
تفاصيل الزيارة
ووفقًا لما أشارت وكالة "أسوشيتد برس"، من المقرر أن يلتقي جانتس عددًا من كبار المسؤولين في البيت الأبيض، بينهم نائبة الرئيس كامالا هاريس، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان. وستركز المحادثات على سُبل التوصل لهدنة وزيادة المساعدات الإنسانية المقدمة لقطاع غزة المنكوب؛ جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة هناك.
وخلال زيارته الولايات المتحدة، من المقرر أن يلتقي جانتس أيضًا وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، وفق ما قال مسؤول في الوزارة.
أشار مسؤول في البيت الأبيض، طلب عدم كشف اسمه، إلى أن هاريس ستؤكد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد تهديدات حركة حماس الإرهابية، إلا أنها ستشدد أيضًا على ضرورة التوصل لاتفاق بشأن المحتجزين وإقرار وقف مؤقت لإطلاق النار، فضلًا عن زيادة المساعدات الإنسانية لغزة بشكلٍ كبيرٍ.
وأضاف "هذا الاجتماع جزء من جهودنا المستمرة للتحدث مع مجموعة واسعة من المسؤولين الإسرائيليين، حول الحرب في غزة والاستعدادات لليوم التالي".
وأشار المسؤول إلى أن الولايات المتحدة على استعداد لبذل المزيد من الجهود لزيادة تلك المساعدات، لا سيما عبر عمليات الإنزال الجوي التي بدأت السبت الماضي، إضافة إلى دراسة فتح ممر بحري لنقل المساعدات إلى غزة بحرًا.
وفي إشارة إلى استياء نتنياهو، صدرت أوامر للسفارة الإسرائيلية في واشنطن بمقاطعة اجتماعات جانتس، وفقًا لما أشار شخص مطلع على الأمر لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، وفي الوقت نفسه، اتهم حلفاء نتنياهو، جانتس بالتصرف مثل "حصان طروادة" ضد المصالح الإسرائيلية.
وجانتس وزير بلا حقيبة ووزير سابق للدفاع، وهو منافس سابق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ويتصدر حزبه الاتحاد الوطني (وسط) بفارق كبير نوايا التصويت، في وقت تبدو الحكومة الائتلافية الإسرائيلية أكثر هشاشة.
انقسام حاد في القيادة
كشفت تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال، عن وجود انقسام حاد بالفعل في صفوف القيادة السياسية الإسرائيلية حول زيارة جانتس لواشنطن والاجتماعات المقررة مع المسؤولين الأمريكيين.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤول مطلع، أن جانتس أبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بزيارته لواشنطن بعد تحديد جدول أعمالها، الأمر الذي فاجأ نتنياهو، وأثار غضبه الشديد حسب ما ورد.
وأكدت الصحيفة أن زيارة جانتس تعكس انقسامًا حادًا في القيادة السياسية الإسرائيلية، في حين ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن مقربين من جانتس رتبوا الزيارة بشكل مستقل، ودون الاستعانة بالسفارة الإسرائيلية في واشنطن.
وسبق أن اتهم نتنياهو والمقربون منه جانتس بترتيب السفر إلى واشنطن للقاء مسؤولين كبار، دون تنسيق معه أو الحصول على إذن مسبق منه، وفقًا لما تنص عليه اللوائح الداخلية الإسرائيلية.
وارتفعت شعبية حزب الوحدة الوطنية الذي يتزعمه جانتس في استطلاعات الرأي في الأشهر الأخيرة على حساب الليكود، حيث ينتقد قائد الجيش السابق نتنياهو باستمرار في مسألة مدى ملاءمته لرئاسة الوزراء.
وظهر التنافس بين الاثنين الذي يعود تاريخه إلى عدة سنوات، على الرغم من شراكتهما في حكومة الوحدة الوطنية في زمن الحرب.
ووبخ جانتس نتنياهو في عدة مناسبات على انتقاداته الصريحة لقادة الأمن في البلاد، وعلى انحيازه إلى الوزراء القوميين المتطرفين بشأن السياسة المتعلقة بالحرب على غزة.
وأدت العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، ردًا على هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر إلى استشهاد 30534، غالبيتهم من المدنيين النساء والأطفال، حسب وزارة الصحة في القطاع.