فرّ مئات النزلاء من السجن الوطني في هايتي، بعد محاولة الشرطة التصدي لهجمات شنتها العصابات في العاصمة "بورت أو برنس"، أمس السبت، وفق ما ذكرت شبكة " سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، نقلًا عن مصدر في إنفاذ القانون.
وناشدت إحدى نقابات الشرطة في هايتي، في منشور على منصة إكس، جميع الضباط في العاصمة "بورت أو برنس"، المشاركة في التصدي لهجمات العصابات، ومساعدة الشرطة للحفاظ على السيطرة على السجن، وقالت: "لن ينجو أحد في العاصمة لأنه سيكون هناك 3000 قاطع طريق إضافي بدءًا من الآن".
ونقلت " سي. إن. إن" عن مصادر أمنية متعددة في "بورت أو برنس"، إن موجة العنف الأخيرة -التي بدأت الخميس الماضي، واستهدفت مراكز الشرطة والمطار الدولي والسجن الوطني في العاصمة- غير مسبوقة في السنوات الأخيرة.
وأفاد جيمي شيريزيه الملقب بـ"باربكيو"، زعيم إحدى العصابات، في مقطع فيديو نشر على منصات التواصل الاجتماعي، قبل تفجر أعمال العنف، بأن المجموعات المسلحة تعمل بشكل منسق "لحمل رئيس الوزراء أرييل هنري على التنحي".
وطلب "شيريزيه" من الشرطة والجيش في هايتي، تحمل المسؤولية واعتقال هنري، وقال: "مرة أخرى، السكان ليسوا عدونا؛ الجماعات المسلحة ليست عدوك.. اعتقلوا آرييل هنري من أجل تحرير البلاد". وأضاف: "بهذه الأسلحة سنحرر البلاد، وهذه الأسلحة ستغير البلاد".
وشيريزيه هو ضابط شرطة سابق يرأس تحالفًا من العصابات، ويواجه عقوبات من كل من الأمم المتحدة ووزارة الخزانة الأمريكية.
وتفاقم الإحباط العام، الذي كان يتراكم ضد هنري بسبب عدم قدرته على كبح الاضطرابات، بعد فشله في التنحي الشهر الماضي، بسبب تصاعد العنف. وبموجب اتفاق سابق، تعهد بإجراء انتخابات ونقل السلطة بحلول السابع من فبراير.
وقال زعماء الكاريبي، الأربعاء الماضي، إن رئيس وزراء هايتي وافق على إجراء انتخابات عامة في موعد أقصاه 31 أغسطس 2025.
وجاءت أعمال العنف الأخيرة، بينما كان هنري يزور كينيا لوضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل مع الرئيس الكيني ويليام روتو، بشأن النشر المتوقع لمهمة دعم أمني متعددة الجنسيات في هايتي.
وكان هنري، أمس الأول الجمعة، في نيروبي لتوقيع اتفاق "متبادل" مع كينيا تنشر بموجبه قوة شرطة -على رأس بعثة دولية- لإرساء القانون والنظام في الدولة الكاريبية المضطربة.
ونقلت "سس إن إن" عن مصدر في إنفاذ القانون في هايتي، أن العصابات هاجمت عدة مراكز للشرطة في جميع أنحاء المدينة، منذ الخميس الماضي، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل، وإحراق بعض المراكز.
وفي الوقت نفسه، أجبر إطلاق نار بالقرب من المطار الدولي في العاصمة، الخميس الماضي، شركات الطيران على تعليق رحلاتها.
وشهدت هايتي موجة من الاضطرابات وعنف العصابات في السنوات الأخيرة. وتسيطر العصابات المتحاربة على جزء كبير من مدينة "بورت أو برنس"، ما يؤدي إلى اختناق خطوط الإمداد الحيوية لبقية أنحاء البلاد.
كما روع أعضاء العصابات سكان العاصمة، وأجبروا أكثر من 300 ألف شخص على الفرار من منازلهم، وسط موجات من القتل العشوائي والاختطاف والحرق العمد والاغتصاب.
وأسفرت أعمال العنف في هايتي في شهر يناير وحده، عن 1100 ضحية ما بين قتلى وجرحى واختطاف، ووصفته الأمم المتحدة بأنه الشهر الأكثر عنفًا منذ عامين.