تشهد هايتي احتجاجات تُطالب باستقالة رئيس الوزراء أربيل هنري، إذ خرج الآلاف من المواطنين الغاضبين من انفلات الوضع الأمني وتوحش العصابات، وسط محاولاته للصمود أمام الحشود الساخطة والسيطرة على الوضع.
وبينما طالب آلاف المتظاهرين باستقالته، خرج رئيس الوزراء أرييل هنري، يحث على الهدوء في خطاب عام وذلك بعد ثلاثة أيام من الاحتجاجات العنيفة التي أصابت هايتي بالشلل.
وقال: "أعتقد أن الوقت قد حان لكي نتكاتف جميعًا لإنقاذ هايتي"، دون تقديم تفاصيل واضحة.
خطاب هنري
وحث هنري المواطنين على عدم النظر إلى الحكومة أو الشرطة الوطنية في هايتي على أنهم أعداء لهم، وذكر أن أولئك الذين يختارون العنف والدمار وقتل الأشخاص للاستيلاء على السلطة لا يعملون لصالح الشعب، ولم ينجح الخطاب القصير الذي ألقاه قبل الفجر في تهدئة المواطنين الغاضبين، بسبب عنف العصابات المستمر، وتفاقم الفقر، وعدم وجود أي خطة في الأفق للانتخابات العامة.
وقال هنري في كلمته: "إن المواطنين بحاجة إلى السلام والأمن والعمل والقدرة على التحرك بحرية في جميع أنحاء البلاد"، مضيفًا "يحتاج شعب هايتي إلى أن يذهب أطفاله إلى المدرسة دون خوف، لأن هذا هو ما سيضمن لهم مستقبلًا".
وتعهد هنري مرة أخرى بإجراء انتخابات عامة بمجرد حل قضايا انعدام الأمن، قائلًا: "سأواصل العمل مع جميع أولئك الذين يريدون أن تمضي البلاد قدمًا، لاتخاذ قرارات معًا ستساعدنا على الخروج من الأزمة"، كما هنأ الشرطة على جهودها في محاربة العصابات ووعد بأنه سيواصل الضغط من أجل نشر قوة شرطة كينية تدعمها الأمم المتحدة.
وجاءت تعليقات هنري في الوقت الذي تجمع فيه آلاف المواطنين بشكل يومي خلال هذا الأسبوع في مدن وبلدات مختلفة بجميع أنحاء البلاد لمطالبة هنري بالتنحي، قائلين إنهم سيواصلون الاحتجاج حتى يغادر.
المزيد من الاشتباكات
وقتلت الشرطة، أمس الأربعاء، خمسة من عناصر حماية البيئة المسلحين في العاصمة بورت أو برنس في إطلاق نار يخشى البعض أن يؤدي إلى تفاقم الأزمة في هايتي.
وقال ليونيل لازار، رئيس نقابة الشرطة، لوكالة "أسوشيتد برس" إن إطلاق النار بين الشرطة وأعضاء من فرقة الأمن للمناطق المحمية في هايتي وقع في مجتمع لابول، وادعى أن عناصر البيئة فتحوا النار بعد أن طلبت منهم الشرطة إلقاء أسلحتهم، ما دفع الضباط إلى إطلاق النار، وفقًا لـ"abc News".
وفي بيان صدر اليوم الخميس، أدان مكتب حماية المواطنين في هايتي مقتل وكلاء البيئة ودعا إلى تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في الحادث.
وقالت أيضًا إن ثلاثة صحفيين في بلدية جيريمي الساحلية الجنوبية أصيبوا بالرصاص في أثناء تغطيتهم للاحتجاجات واتهمت الشرطة بمصادرة معدات الصحفيين في مدينة كاب هايتيان الساحلية الشمالية ووصفت الحوادث بأنها هجمات خطيرة على حرية الصحافة.
واندلعت اشتباكات بين وكلاء حماية البيئة والشرطة منذ يناير، ما دفع هنري إلى إعلان إعادة هيكلة وكالة البيئة وإقالة رئيسها، والمجلس التشريعي في هايتي فارغ حاليًا، بعد انتهاء ولاية آخر 10 أعضاء في مجلس الشيوخ، يناير 2023.
وفشلت البلاد في إجراء الانتخابات المقررة في 2019 و2023، وتولى هنري السلطة بدعم من المجتمع الدولي بعد اغتيال الرئيس جوفينيل مويس، يوليو 2021.