قال مسؤولون كبار في العاصمة الفنلندية هلسنكي، إن أوكرانيا يمكنها استخدام الأسلحة التي قدمتها فنلندا لضرب أهداف على الأراضي الروسية.
وقال وزير الدفاع الفنلندي أنتي هاكانن، إن بلاده "لم تضع أي قيود على ما يمكن أن تفعله أوكرانيا بالأسلحة التي تقدمها"، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة الفنلندية (Yle) يوم الخميس.
وأضاف أن الحظر "تم فرضه بشكل رئيسي من قبل الدول التي زودت أوكرانيا بأنظمة أسلحة بعيدة المدى".
وقال جوكا كوبرا، رئيس لجنة الدفاع البرلمانية الفنلندية، إن ميثاق الأمم المتحدة يسمح لكييف بمهاجمة الأهداف العسكرية عبر الحدود البرية.
وأكد: "إذا لزم الأمر، ينبغي لأوكرانيا أيضًا أن تضرب أهدافًا عسكرية على الجانب الروسي. إنها معركة دفاعية مشروعة تمامًا تخوضها أوكرانيا".
خوف ألماني
يأتي التصريح الفنلندي ليشكل فرقًا صارخًا عن الدول الغربية التي قدمت مساعدات عسكرية لكييف طول العامين الماضيين. بما في ذلك ألمانيا، حيث يتردد المستشار أولاف شولتس في إرسال صواريخ كروز طويلة المدى من طراز "توروس" إلى أوكرانيا.
وتعد صواريخ منظومة "توروس" الألمانية قادرة على توجيه ضربات أعمق، وتحتوي على تقنيات أكثر تطورًا لاختراق المخابئ من صواريخ كروز البريطانية "ستورم شادو"، وصواريخ "سكالب" الفرنسية، التي تم تسليمها لكييف العام الماضي.
وقال هاكانن: "أشجع ألمانيا على النظر في الأمر بجدية. إن الحكومة الألمانية تعلم أنها ستكون ذات أهمية كبيرة".
ويخشى المستشار الألماني من استخدام أسلحة برلين لضرب أهداف في عمق روسيا، وجر ألمانيا مباشرة إلى حرب مع الزعيم الروسي فلاديمير بوتين. حيث يمكن للصاروخ الألماني، الذي يبلغ مداه 310 أميال، أن يضرب بسهولة أهدافًا حساسة، مثل العاصمة موسكو، أو جسر "كيرتش" الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم.
مع هذا، يشير خبراء إلى أن ألمانيا يمكن أن تتغلب على مخاوفها من الضربات التصعيدية من خلال البرمجة المسبقة لصواريخ "توروس" المتبرع بها لمنع مثل هذه الهجمات.
ومن المعروف أن الولايات المتحدة -أكبر داعم عسكري لأوكرانيا- قامت بتثبيت برنامج حجب جغرافي على راجمة الصواريخ "هيمارس"، لمنع قوات كييف من إطلاق النار على الأراضي الروسية باستخدام نظام الأسلحة.
وبعيدًا عن نصيحة هلسنكي، تعرض المستشار الألماني لعدد من الانتقادات داخل ألمانيا ومن حلفاءه في الغرب، بسبب "إساءة استخدام المعلومات الاستخبارية" التي يمكن أن "تساعد الروس وتعرض جنود المملكة المتحدة في أوكرانيا للخطر"، بحسب الإعلام البريطاني.
واتُهمت ألمانيا بارتكاب إساءة استخدام الاستخبارات، بعد أن كشفت أن البريطانيين يدعمون القوات الأوكرانية التي تطلق صواريخ "ستورم شادو" بعيدة المدى.
وكان شولتس، الاثنين الماضي، قال إنه لن يقوم بتسليم صواريخ كروز من طراز "توروس"، المعادل لصواريخ "ستورم شادو" بعيدة المدى في برلين، لأن ذلك سيتطلب مساعدة من الجنود على الأرض، في إشارة إلى الأنظمة البريطانية والفرنسية.