حذّرت حكومة كوريا الجنوبية الأطباء المضربين من مواجهة عقوبات قانونية في حال عدم إنهاء إضرابهم الجماعي، أو مواجهة تعليق تراخيصهم الطبية ومحاكمتهم.
وجاء الإنذار الذي وصفته حكومة سول بـ"الأخير"، اليوم الخميس، بعد أن اندلعت احتجاجات بسبب خطط زيادة معدلات الالتحاق بكليات الطب.
وخلال الأيام الـ10 الماضية، استقال الآلاف من الأطباء المقيمين والمتدربين من وظائفهم، احتجاجًا على خطط الحكومة لزيادة عدد الطلاب المسجلين في كليات الطب بمقدار 2000 طالب كل عام.
ويقول المحتجون إن الحكومة يجب أن تعالج أولًا الأجور وظروف العمل، قبل محاولة زيادة عدد الأطباء.
دعوة للهدوء
بينما تقول الحكومة إن أقسام الطوارئ والرعاية الحرجة مستقرة، فرضت الإضرابات بعض الضغط على النظام الصحي في كوريا الجنوبية، ما أدى إلى تأجيل العمليات الجراحية وتعليق العلاج الطبي.
وأضافت السلطات الصحية أن التعامل مع حالات الطوارئ، الذين يحتاجون إلى رعاية حرجة مستقر إلى حد كبير، لكن في محاولة لتخفيف العبء، تم فتح المرافق الطبية العسكرية مؤقتًا للجمهور.
وفي مواجهة الأطباء المحتجين، قال نائب وزير الصحة بارك مين سو، في مؤتمر صحفي: "قلنا إننا لن نحملهم مسؤولية مغادرة مواقع عملهم إذا عادوا اليوم".
وأضاف: "الأطباء موجودون لخدمة المرضى، وهؤلاء المرضى ينتظرونك بفارغ الصبر، هذه ليست الطريقة للاحتجاج ضد الحكومة".
وقالت وزارة الصحة الكورية الجنوبية، إنه بدءًا من ليلة الأربعاء، تم التأكد من خروج نحو 9076 من المتدربين الطبيين والمقيمين في البلاد البالغ عددهم 13000 من وظائفهم.
وقال المسؤول الكبير بوزارة الصحة، كيم تشونج هوان، في مؤتمر صحفي، إنه ابتداء من الرابع من مارس، سيتم إخطار الأطباء الذين فاتهم الموعد النهائي للعودة إلى العمل بخطط تعليق تراخيصهم، وستتاح لهم فرصة للرد.
إضراب الأطباء
بحسب وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب"، تعارض الجماعات العمالية التي تدعم الأطباء خطة زيادة العدد، معتبرة أنها لن تحل المشكلات الأساسية في نظام الرعاية الصحية التي تتضمن نقص الاختصاصيين في بعض المجالات، وتركز الأطباء في المناطق الحضرية، وسوء ظروف العمل.
ويقول البعض إن الأطباء أكثر قلقًا من انخفاض دخولهم إذا زاد عدد الأطباء في البلاد.
وبدأ الإضراب قبل نحو أسبوعين، وأثّر بالفعل على الخدمة الطبية، إذ لم يباشر نحو 8000 طبيب متدرب محلي من إجمالي نحو 13 ألفًا عملهم حتى الجمعة الماضية.
وأمرت وزارة الصحة الأسبوع الماضي 6038 طبيبًا متدربًا - الذين يعملون كمقيمين طبيين في الدول الأخرى - بالعودة إلى العمل، وقالت إنها لم تقبل خطابات الاستقالة التي تقدم بها 9275 طبيبًا متدربًا، حسبما نقلت شبكة "بلومبرج" الأمريكية.