رفعت كوريا الجنوبية مستوى تأهب البلاد للصحة العامة إلى "شديد" للمرة الأولى، بعد إضراب آلاف الأطباء، احتجاجًا على خطط التوظيف الحكومية، في نزاع لا يُظهِر أي علامة على الحل، وفق صحيفة "ذا جارديان" البريطانية.
وحسب الصحيفة البريطانية، بدأ إضراب 8400 طبيب في التأثير على الخدمات الطبية، واضطرت المستشفيات العامة الكبرى إلى إلغاء نحو 50٪ من العمليات، وإبعاد المرضى الذين يبحثون عن رعاية الطوارئ، وفقًا لوكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية للأنباء.
وذكرت تقارير إعلامية، أن أقسام الطوارئ في جميع المستشفيات الكبرى في البلاد، باستثناء واحدة، كانت في حالة تأهب قصوى، حيث حذر الأطباء من أنهم سيواصلون إضرابهم.
ويحتج الأطباء على خطط زيادة عدد الأطباء المتدربين، من أجل زيادة عددهم في قطاعات الرعاية الصحية الأساسية، مثل طب الأطفال والتوليد والرعاية الطارئة.
ويُصرّ الأطباء المضربون، الذين يمثلون ما يقرب من ثلثي المقيمين والمتدربين في البلاد، على أنهم يناضلون من أجل زيادة الأجور وتخفيض أعباء عملهم، وليس ضد حملة التوظيف المخطط لها.
لكنهم أعربوا أيضًا عن معارضتهم لخطط التوظيف، زاعمين أن هناك بالفعل عددًا كافيًا من الأطباء، وأن التوظيف الإضافي من شأنه أن يضر بمستوى الرعاية الطبية.
وردًا على ذلك، قالت الحكومة، إن هناك حاجة إلى المزيد من الأطباء لمواجهة تحديات الرعاية الصحية المستقبلية، التي يفرضها مجتمع "الشيخوخة السريعة" في البلاد. وتوقعت أن تزيد أعمار أكثر من خمس سكان البلاد البالغ عددهم 51 مليون نسمة عن 64 عاما بحلول عام 2025.
وقالت وزارة الصحة في كوريا الجنوبية، إنها قررت "رفع مستوى التحذير من مخاطر الكوارث في مجال الرعاية الصحية من "الحذر إلى الشديد" للمرة الأولى، مشيرة إلى الإضراب "المكثف" والمخاوف المتزايدة بشأن تأثيره على الصحة العامة.
وأعرب الكوريون الجنوبيون الذين ينتظرون الرعاية الطبية عن فزعهم إزاء النزاع الذي رفض الجانبان حتى الآن التوصل إلى تسوية بشأنه.
وترك الأطباء عملهم، الثلاثاء الماضي، متحدين أوامر الحكومة بالعودة إلى العمل أو مواجهة العقوبة وحتى الاعتقال.
ويدعم العديد من الكوريين الجنوبيين خطط التوظيف الحكومية، إذ أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "جالوب كوريا" مؤخرًا أن 76% من المشاركين يؤيدون المزيد من التوظيف.