لا تزال الحكومة الكورية الجنوبية مُصرة على خطتها لزيادة عدد الأطباء في البلاد، رغم استمرار إضراب الأطباء للأسبوع الثاني على التوالي. وقال سونج تاي يون، مدير السياسة الوطنية للرئيس يون سوك يول، في إحاطة صحفية اليوم الأحد، إن إنشاء 2000 مقعد إضافي لكليات الطب يظل ضرورة ملحة. وتأتي خطة "يون" في إطار جهوده للتخفيف من نقص الأطباء الذي يضع البلاد في مؤخرة قائمة أعضاء منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية.
وبحسب وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب"، تعارض الجماعات العمالية التي تدعم الأطباء الخطة، معتبرة أنها لن تحل المشكلات الأساسية في نظام الرعاية الصحية التي تتضمن نقص الاختصاصيين في بعض المجالات، وتركز الأطباء في المناطق الحضرية، وسوء ظروف العمل. ويقول النقاد إن الأطباء أكثر قلقًا من انخفاض دخولهم إذا زاد عدد الأطباء في البلاد.
وبدأ الإضراب الأسبوع الماضي، وأثّر بالفعل على الخدمة الطبية، إذ لم يباشر نحو 8000 طبيب متدرب محلي من إجمالي نحو 13 ألفًا عملهم حتى أول أمس الجمعة. وللحد من التأثير على المرضى، تراقب وزارة الصحة 409 مراكز طوارئ محلية، في حين تفتح 97 مستشفى حكومي خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وأمرت وزارة الصحة الأسبوع الماضي 6038 طبيبًا متدربًا - الذين يعملون كمقيمين طبيين في الدول الأخرى - بالعودة إلى العمل، وقالت إنها لم تقبل خطابات الاستقالة التي تقدم بها 9275 طبيبًا متدربًا، حسبما نقلت شبكة "بلومبرج" الأمريكية.
وحذّر لي سانج مين، وزير الداخلية والسلامة في كوريا الجنوبية، من أن الحكومة ستجري تحقيقات إذا استمر الأطباء في رفض تقديم الخدمة الطبية جماعيًا رغم أمر العودة إلى العمل.
وحتى الآن، لم يتضح التأثير الصحي على السكان. لكن التلفزيون المحلي أظهر مقابلات مع المرضى وعائلاتهم الذين قالوا إنهم وصلوا إلى مستشفيات لم تستطع خدمتهم بسبب الإضراب، فانتقلوا إلى مرافق صحية أخرى حيث يمكنهم تلقي الرعاية.
ورفعت كوريا الجنوبية حالة التأهب الصحية إلى أعلى مستوى، وتستعد الحكومة لإضراب مطول. وقال رئيس الوزراء هان دوك سو إن ساعات العمل في المؤسسات الطبية العامة ستمدد. وسيسمح السلطات لجميع المستشفيات والعيادات بتقديم خدمات الطب عن بعد حتى نهاية الإضراب.
وعقدت الجمعية الطبية الكورية، وهي الجماعة الرئيسية للدعوة للأطباء، تجمعًا في سول اليوم الأحد، وتخطط لاستمراره حتى 3 مارس.
ورغم الجمود، تحظى خطة يون بدعم قوي من الجمهور، وأعطته دفعة متواضعة قبل الانتخابات البرلمانية في أبريل، وفقًا للاستطلاعات. وقد عرض الجهد الحالي على أنه خطوة أولى فقط في زيادة عدد الأطباء، قائلاً إنه يحتاج إلى نحو 15 ألف طبيب إضافي بحلول عام 2035.