سخر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، من تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، المُعادية لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، مُشيرًا إلى أن مثل هذه التصريحات مجرد كلمات لا تمثل سوى موقف شخصي لترامب وليس لسياسة أمريكا الفعلية تجاه الحلف. وأكد الرئيس الأوكراني على القيم المشتركة بين شعبي بلاده وأمريكا، معتبرًا أن موقف ترامب الموالي لروسيا لا يمكن تبريره.
في مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، سُئل "زيلينسكي" عن رأيه في فرص إعادة انتخاب ترامب وناقش تعليقات الرئيس السابق بأنه "سيشجع" روسيا على مهاجمة أي دولة لا تلبي متطلبات إنفاق الناتو.
وقال زيلينسكي: "إنها مجرد كلمات، أعتقد ذلك"، مضيفًا أنه لا يعتقد أن ترامب مستعد لسحب الولايات المتحدة من الناتو إذا أعيد انتخابه للبيت الأبيض.
جاءت مقابلة زيلينسكي قبل يوم واحد من اجتماع جو بايدن مع قادة الكونجرس في البيت الأبيض؛ لحث المشرعين على تمرير مساعدات إضافية للدفاع عن أوكرانيا في حربها ضد روسيا مع دخول الصراع عامه الثالث، في حين أقر مجلس الشيوخ حزمة مساعدات طارئة، والتي تضمنت دعمًا بقيمة 60 مليار دولار لكييف، في وقت سابق من هذا الشهر.
وقاوم رئيس مجلس النواب مايك جونسون، وهو جمهوري، طرح مشروع القانون للتصويت في مجلس النواب.
وأثارت فرص ترامب في إعادة انتخابه أيضًا مخاوف من أن فترة ولايته الثانية قد تسبب مشاكل لأوكرانيا؛ نظرًا لأن الرئيس السابق رفض تحديد الدولة التي يريد لها الفوز في الحرب أثناء أحد فعاليات "سي إن إن" في مايو الماضي، كما انتقد مرارًا وتكرارًا حلف شمال الأطلسي خلال فترة ولايته الأولى.
وعندما سئل زيلينسكي عمّا إذا كان يعتقد أن إدارة ترامب الثانية ستكون "جيدة" أو "سيئة" لأوكرانيا، قال الرئيس الأوكراني إن الأمر متروك للشعب الأمريكي ليقرر من يجب أن يكون الرئيس الأمريكي القادم.
ومع ذلك، أضاف الزعيم الأوكراني أنه يعتقد أن ترامب "سيواجه تحديات مع مجتمعه" إذا اختار عدم دعم أوكرانيا، "لأن دعم روسيا يعني أن تكون ضد الأمريكيين".
وأضاف زيلينسكي: "أعتقد وآمل أن تكون لدينا قيم مشتركة بين شعبنا والشعب الأمريكي، لهذا السبب لا أستطيع أن أفهم كيف يمكن لدونالد ترامب أن يقف إلى جانب بوتين".
وقال ترامب لمؤيديه في وقت سابق من هذا الشهر إنه "سيشجع" روسيا على "فعل ما يريدون" لأعضاء الناتو الذين لا يحققون أهداف الإنفاق الخاصة بالحلف.
وبموجب المادة 5 من اتفاقية المعاهدة، يجب أن يكون لكل دولة في الناتو هدف إنفاق دفاعي يبلغ حوالي 2 بالمائة من ناتجها المحلي الإجمالي.
وسرعان ما هاجم بايدن تعليقات الرئيس السابق بشأن الناتو، ووصفها بأنها "إشارة خطيرة وصادمة بصراحة وغير أمريكية".
ومع ذلك، قال مارجوس تساهكنا، وزير الخارجية الإستوني، الذي تعد بلاده عضوًا في الناتو، لمجلة نيوزويك، إنه يرحب بانتقادات ترامب، قائلًا إنه كان على حق.
فقًا لاستطلاع للرأي أجرته مؤسسة ريدفيلد آند ويلتون ستراتيجيز بتكليف من مجلة نيوزويك، قفز الدعم لحلف شمال الأطلسي بين الأمريكيين مع استمرار الحرب في أوكرانيا، وفي شهر فبراير، أشار 64% من الناخبين إلى أنهم يؤيدون التحالف العسكري، بزيادة قدرها 2% عن استطلاع مماثل أجري في نوفمبر الماضي.
أحجم المشرعون الجمهوريون عن تمرير حزم مساعدات إضافية لأوكرانيا ما لم يوافق الديمقراطيون على مشروع قانون، يتضمن مطالب محددة للحزب الجمهوري لمعالجة الأمن القومي على طول الحدود الجنوبية بين الولايات المتحدة.
ويتضمن مشروع القانون المقدم من الحزبين في مجلس الشيوخ تمويلًا لكلتا القضيتين، لكن رئيس مجلس النواب وبعض الأعضاء الجمهوريين قالوا إن مشروع القانون لم يذهب إلى حد كاف لإصلاح "أزمة الحدود".
وأشار زيلينسكي في لقائه إلى أن أوكرانيا لديها خطتان مختلفتان لجيشها، بناءً على ما إذا كان الكونجرس يوافق على مساعدات إضافية أم لا.
وقال الرئيس الأوكراني "هذا يعني أنه سواء كانت لدينا ذخائر أم لا، إذا كنا نعتمد على شركائنا، أو علينا أن نعتمد على أنفسنا فقط."