الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

نبوءة ترامب.. استمرار حرب أوكرانيا يهدد مخزون أسلحة "الناتو"

  • مشاركة :
post-title
مخزونات الأسلحة - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

حذر متحدثون في مؤتمر أمني أوروبي، يوم الثلاثاء الماضي، من أن ذخيرة حلفاء أوكرانيا تواجه النفاد في إطار سعي دول حلف شمال الأطلسي "الناتو" إلى دعم كييف في حربها ضد موسكو.

كان أحد خيوط هذه المناقشات في منتدى وارسو الأمني، هو حاجة أعضاء الناتو إلى زيادة الإنفاق الدفاعي، وهي الحُجة التي طرحها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قبل سنوات حول التحالف العسكري.

وفي حديثه بقمة الناتو في عام 2017، انتقد الرئيس الأمريكي السابق عدم تخصيص دول الناتو المزيد من الأموال لإنفاقها الدفاعي، إذ كان اتفاق أعضاء الناتو في عام 2014 يتضمن استخدام 2% من ناتجهم المحلي الإجمالي للدفاع، ولكن في وقت تصريحات ترامب، لم يحقق هذا الهدف سوى الولايات المتحدة وعدد قليل من حلفاء الناتو الآخرين.

الإنفاق الدفاعي

وجدد وزير القوات المسلحة البريطاني جيمس هيبي دعوة الحلف للوصول إلى هدف الـ 2% أثناء خطابه أمام منتدى وارسو الأمني، يوم الثلاثاء، قائلًا: إذا لم يكن هذا هو الوقت المناسب - عندما تكون هناك حرب في أوروبا - لإنفاق 2% على الدفاع.. فمتى يكون؟

وقال متحدث باسم "ترامب"، لمجلة نيوزويك الأمريكية، في رسالة بالبريد الإلكتروني: "الرئيس ترامب دائمًا على حق".

وخلال تصريحاته، أكد هيبي أن الناتو يجب أن يواصل دعمه لأوكرانيا ضد القوات الروسية.

وقال: "لا يمكننا التوقف لمجرد أن مخزوناتنا تبدو ضئيلة بعض الشيء"، مضيفًا: "علينا أن نُبقي أوكرانيا في المعركة الليلة وغدًا وبعد غد.. إذا توقفنا فهذا لا يعني أن بوتين يتوقف تلقائيًا".

ومع ذلك، قال إن التبرع لأوكرانيا يجب أن يأتي مع زيادة مخزونات الناتو. وتفي المملكة المتحدة حاليًا بهدف الإنفاق الدفاعي البالغ 2%، لكن هيبي أشار إلى أن العديد من الدول الأخرى لم تصل إلى هذا الهدف.

وقال لـ"بي بي سي": "المشكلة هي أنه ليس كل أعضاء التحالف ينفقون حتى الآن 2% من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، يجب أن يكون هذا هو الحد الأدنى لإنفاقنا الدفاعي، وليس السقف الأعلى".

وقال الدكتور إروان لاجاديك، أستاذ الأبحاث في الشؤون الدولية بجامعة جورج واشنطن، إن عدد حلفاء الناتو الذين حققوا هدف الـ 2% "ارتفع إلى عشرة، من أصل 31 دولة، مع وجود المزيد من الذين يعملون على تحقيق هذا الهدف"، بحسب مجلة نيوزويك.

ولم يكن هيبي المسؤول الوحيد في مؤتمر وارسو الذي تحدث عن الخسائر التي خلفتها الحرب الأوكرانية في مخزونات الناتو، إذ حثّ رئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي الأدميرال روب باور، صناعة الدفاع على "تكثيف الإنتاج بوتيرة أعلى بكثير" لأن ذخيرة حلفاء كييف بدأت في النفاد.

وقال المسؤول العسكري: "أصبح قاع البرميل مرئيًا الآن"، في إشارة منه الى استنفاذ مخزونات الأسلحة.

فيما وصف وزير الدفاع السويدي بول جونسون الأمر، خلال كلمته في المنتدى، بأن أوروبا حاليًا "تحفر عميقًا في جيوبنا ومخزوناتنا".

وأضاف لاجاديك: "أشك في أن الحلفاء كانوا سيكونون في وضع أفضل بكثير فيما يتعلق بمخزونهم من الذخيرة حتى لو كان الإنفاق الدفاعي أعلى على مر السنين، لأن الإنفاق كان سيذهب إلى أولويات أخرى".

موقف ترامب من أوكرانيا

وإلى جانب التصريحات الانتقادية التي أدلى بها في قمة عام 2017، قال ترامب في الماضي إن الولايات المتحدة قد لا تدافع عن عضو في الناتو في حالة تعرضها لهجوم، مما يمثل قلقًا بشأن ما يمكن أن يحدث في أوكرانيا إذا فاز ترامب بالانتخابات الرئاسية لعام 2024، نظرًا لأنه صرح علنًا بأن الولايات المتحدة تقدم لكييف الكثير من المساعدات.

 وقال ترامب خلال لقاء مع شبكة "سي إن إن"، في مايو: "إننا نتخلى عن الكثير من المعدات، وليس لدينا ذخيرة لأنفسنا في الوقت الحالي".

عندما سُئل ويليام رينو، أستاذ العلوم السياسية في جامعة نورث وسترن، عن الإنفاق الدفاعي لحلف شمال الأطلسي، قال إن "ترامب على حق، ولكنه على حق بنفس الطريقة التي تعمل بها الساعة المعطلة مرتين في اليوم".

وقال: "الوضع أكثر تعقيدًا من غياب الإرادة لدى الحلفاء الضعفاء، من الصعب زيادة الإنتاج".

وأضاف رينو أن مقاولي الدفاع "يعيشون في عالم لا يمكن التنبؤ به"، إذ يتعين على إدارة بايدن محاولة زيادة الذخائر "ضمن صفقة الميزانية مع الجمهوريين في مجلس النواب والتي تحد من الإنفاق الدفاعي".