تتسارع تطورات الحرب الروسية الأوكرانية، إذ على الرغم من التقدم الذي حققته القوات الروسية في بعض المناطق، إلا إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لا يزال يؤكد عزم بلاده على مواصلة المقاومة.
وقال "زيلينسكي"، في أحدث تصريحات له أمام وسائل إعلام غربية، أن أوكرانيا تخطط لشن هجوم مضاد جديد على الرغم من سلسلة الانتكاسات التي مُنيت بها مؤخرًا، إذ فشلت كييف في اختراق دفاعات موسكو العام الماضي، كما خسرت مدينة أفدييفكا الاستراتيجية في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا، كما حذر الرئيس الأوكراني من مفاجآت قد تحدث في البحر الأسود.
نفاد صبر الغرب
وفي مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، أقرّ زيلينسكي بأن بعض الداعمين الغربيين أعربوا عن نفاد صبرهم تجاه كييف لعدم إحراز تقدم، وسألوه: "متى سننهي الحرب ومتى سننتصر؟".
وأشار الرئيس الأوكراني إلى أن أولويته القصوى هي تجنب وقوع خسائر فادحة، وأنه إذا فقدت كييف جنودها فإنها "ستخسر كل شيء"، حتى لو زودها الغرب بالأسلحة الأكثر تقدمًا.
وقال: "الدفاع هو المهمة الأولى ومن ثم مواصلة قصتنا الناجحة في البحر الأسود"، متوعدًا روسيا بـ"مفاجآت" معينة في المنطقة، دون الخوض في مزيد من التفاصيل.
هجوم مضاد جديد
وأوضح أن الجنوب "مهم للغاية"، وأن الأولوية الأخرى لكييف هي الحفاظ على الخط في دونباس، مضيفًا: "بالطبع، سنعد لهجوم مضاد جديد، وعملية جديدة".
وحذر زيلينسكي من أن الخطة النهائية تعتمد على عوامل كثيرة، ورفض إعطاء إطار زمني محتمل للدفعة الجديدة.
وحاولت أوكرانيا شنّ هجوم واسع النطاق في أوائل الصيف الماضي، لكنها فشلت في تحقيق أي تقدم ملموس على الرغم من تعزيزها بكمية هائلة من المعدات العسكرية الغربية.
خسائر كييف
وعلى الجانب الآخر، قال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، إن كييف تكبدت خسائر فادحة في هجومها المضاد الفاشل، إذ فقدت كييف أكثر من 215 ألف جندي في عام 2023 وحده.
وفي الأسبوع الماضي، سيطرت القوات الروسية بشكل كامل على مدينة أفدييفكا شديدة التحصين، والتي كانت تستخدم في كثير من الأحيان كقاعدة انطلاق للهجمات على دونيتسك، والتي استهدف الكثير منها المدنيين.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن القوات الأوكرانية غادرت مواقعها في "تراجع غير منظم"، وفقدت نحو 1500 جندي في هذه العملية.
وأشارت صحيفة نيويورك تايمز، نقلًا عن مصادر، إلى أن موسكو ربما أسرت ما يصل إلى 1000 جندي أوكراني خلال الهزيمة، وتعليقًا على الانسحاب، وصف زيلينسكي قرار مغادرة أفدييفكا بأنه "منطقي تمامًا"، قائلًا إن هدفه هو إنقاذ حياة القوات الأوكرانية.