الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

النداء الأخير.. سول تخير الأطباء بين إنهاء الإضراب أو السجن

  • مشاركة :
post-title
صورة لأطباء كوريا الجنوبية - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

أعطت الحكومة الكورية الجنوبية للأطباء أربعة أيام لإنهاء إضراباتهم أو سيتم تعليق تراخيصهم الطبية ومواجهة الادعاء العام، وأمام تعنت الحكومة يواصل الأطباء إضرابهم رافضين الانصياع إلى التهديدات، فهل ينجح الأطباء في تحقيق أهدافهم أم بات الفشل قريبًا؟

التحذير الأخير

بحسب وكالة أنباء "يونهاب" الكورية الجنوبية، حذرت حكومة كوريا الجنوبية الأطباء الشباب أن أمامهم حتى نهاية فبراير للعودة إلى العمل أو المخاطرة بالتعرض للعقاب؛ بسبب تنظيمهم احتجاجًا لمدة أسبوع أدى إلى تعطيل الخدمات للمرضى في العديد من المستشفيات الكبرى.

وقال وزير السلامة، لي سانج مين: "بالنظر إلى خطورة الوضع، أصدرت الحكومة النداء الأخير"، مضيفًا أن الفوضى تتصاعد في المستشفيات وأن خدمات الطوارئ وصلت إلى "وضع خطير".

وأكد الوزير الكوري الجنوبي للأطباء، أنه "إذا عدت إلى المستشفى الذي تركته بحلول 29 فبراير، فلن تتحمل مسؤولية ما حدث بالفعل".

وكانت الحكومة قد حذرت في السابق من أنها قد تتخذ إجراءات قانونية ضد الأطباء الذين لا يمتثلون لأمر العودة إلى العمل، بما في ذلك الملاحقة القضائية والاعتقال المحتمل وتجريدهم من تراخيصهم الطبية، حسبما نقلت شبكة "ABC" الأمريكية.

العواقب القانونية للإضراب

وبموجب قانون الطب في كوريا الجنوبية، يُمكن للحكومة إصدار أوامر بالعودة إلى العمل للأطباء وغيرهم من العاملين في القطاع الطبي، عندما ترى مخاطر خطيرة على الصحة العامة. ويمكن أن يؤدي رفض الامتثال لمثل هذا الأمر إلى تعليق تراخيصهم والسجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات أو غرامة قدرها 30 مليون وون (22480 دولارًا). وسيتم سحب تراخيصهم الطبية من الذين يحصلون على أحكام بالسجن.

وقال تشوي هيون دوك، شريك في مكتب المحاماة "دايرون" المتخصص في القانون الطبي، إن من غير المرجح أن تعلق الحكومة تراخيص جميع الأطباء المضربين، لأن ذلك سيسبب "فراغًا طبيًا هائلًا". وقال مراقبون آخرون إن السُلطات من المحتمل أن تعاقب قادة الإضراب.

الإضراب مُستمر

وذكرت "يونهاب" في وقت سابق، أن نحو 9 آلاف طبيب توقفوا عن العمل منذ أوائل الأسبوع الماضي؛ احتجاجًا على خطة حكومية لزيادة أعداد المقبولين في كليات الطب بنحو 65%. وأثرت الإضرابات بشدة على عمليات مستشفياتهم، مع إلغاء عدد كبير من العمليات الجراحية والعلاجات الأخرى.

ويقول المضربون إن الجامعات لا تستطيع استيعاب العديد من الطلاب الجدد ويجادلون بأن الخطة لن تحل نقص الأطباء المزمن في بعض المجالات المهمة.

وقالت جمعية الطب الكورية، التي تمثل نحو 14 ألف طبيب، إنها تدعم الأطباء المضربين ولكنها لم تحدد ما إذا كانت ستنضم إلى إضرابات الأطباء المتدربين. وعقد الأطباء الأقدم سلسلة من التجمعات للتعبير عن معارضتهم لخطة الحكومة في الأيام الأخيرة.

أسباب الأزمة

وقد أعلن الأطباء الإضراب، بعدما قالت الحكومة في وقت سابق من هذا الشهر إن الجامعات ستقبل 2000 طالب طب إضافي ابتداء من العام المقبل، من 3058 الحاليين. وتقول الحكومة إنها تهدف إلى إضافة ما يصل إلى 10 آلاف طبيب بحلول عام 2035.

ويقول مسؤولون في الحكومة إن إضافة المزيد من الأطباء ضرورية للتعامل مع شيخوخة السكان بسرعة في كوريا الجنوبية. وتعد نسبة الطبيب إلى المريض في البلاد من أدنى النسب في العالم المتقدم.

وهناك نحو 13 ألف طبيب متدرب ومقيم في كوريا الجنوبية، معظمهم يعملون ويتدربون في 100 مستشفى، وهم عادة ما يساعدون الأطباء الأقدم خلال العمليات الجراحية ويتعاملون مع المرضى الداخليين، وهم يمثلون نحو 30% إلى 40% من إجمالي الأطباء في بعض المستشفيات الكبرى.