يكشف استطلاع رأي أجري أخيرًا في ولاية كارولاينا الجنوبية الأمريكية حقيقة مثيرة للقلق، إذ يعتقد أكثر من نصف الناخبين الجمهوريين أن فوز جو بايدن بالرئاسة في 2020 لم يكن مشروعًا، وهو ما يشير إلى استمرار انتشار فكرة "نكران شرعية الانتخابات" بين صفوف الحزب الجمهوري.
في الوقت نفسه، حقق الرئيس الأسبق دونالد ترامب فوزًا ساحقًا على منافسته نيكي هيلي في الانتخابات التمهيدية بالولاية، ما يؤكد استمرار شعبيته الكبيرة وسط قاعدته الانتخابية.
نكران شرعية الانتخابات
ووفقًا لاستطلاع أجرته شبكة "سي إن إن" بين الناخبين، فإن 87% ممن لا يعتقدون بشرعية فوز بايدن صوّتوا لصالح دونالد ترامب، بينما صوّت 81% ممن يعتقدون بشرعية فوز بايدن لصالح نيكي هيلي.
وبحسب ما أشارت صحيفة "الجارديان" البريطانية، فقد كشفت عدة دراسات وتحقيقات ومراجعات لنتائج الانتخابات عام 2020 أنه لم يحدث احتيال واسع النطاق بشكل مؤثر على نتيجة الانتخابات.
وتتسق هذه النتائج مع نتائج استطلاعات الرأي التي أجريت في الانتخابات التمهيدية الجمهورية في الولايات الأخرى، فعلى سبيل المثال، قال 51% من الناخبين في نيوهامبشاير إن بايدن لم يفز بالانتخابات بشكل مشروع، كما قال ثلثا الناخبين في آيوا إن انتخاب بايدن لم يكن مشروعًا.
وفي استطلاع قومي أجرته صحيفة "يو إس إيه توداي" وجامعة سافولك في يناير الماضي، قال ثلثا المؤيدين لترامب إنهم لا يعتقدون بشرعية فوز بايدن.
وتأتي هذه الاستطلاعات في الوقت الذي لم يتراجع فيه ترامب عن ادعائه بأنه هو من فاز في الانتخابات عام 2020.
قوة شعبية ترامب
كما بيّن استطلاع الرأي في كارولاينا الجنوبية استمرار شعبية ترامب السياسية على الرغم من التهم الجنائية المتراكمة ضده، إذ قال 61% من الناخبين إنه صالح لشغل منصب الرئيس حتى لو أدين بجريمة، وقد صوّت 90% ممن قالوا إنه صالح للمنصب لصالح ترامب.
ووفقًا لما أشارت إليه "بي بي سي"، أصبح دونالد ترامب أقرب إلى ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة بعد فوزه الساحق على نيكي هيلي في الانتخابات التمهيدية بالولاية، إذ فاز الرئيس السابق بولاية خصمه بفارق 20 نقطة، في رابع انتصار متتال له.
وفي خطاب احتفاله، لم يذكر ترامب اسم هيلي، التي تعهدت بالاستمرار في السباق، وبدلاً من ذلك، ركّز على مواصلة حملته بقوة حتى الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل.
وقال "ترامب" أمام أنصاره بعد دقائق من إعلان وسائل الإعلام عن فوزه: "سننظر جو بايدن مباشرةً في العين، إنه يدمر بلدنا - وسنقول له اخرج يا جو أنت مطرود".
وأشاد ترامب بـ"وحدة" حزبه بعد نتائج كارولينا الجنوبية، قائلًا: "لم أر روحًا مثل هذه من قبل، لم أر الحزب الجمهوري موحدًا بهذا الشكل على الإطلاق".
تعهد بالبقاء
ويمثل ذلك تحولاً عن ردة فعله تجاه نتائج الانتخابات التمهيدية الشهر الماضي في نيوهامبشاير، حيث هاجم هيلي لإلقائها خطابًا وكأنها الفائزة.
وهنأت هيلي، التي كانت حاكمة شعبية لفترتين في كارولاينا الجنوبية، منافسها على فوزه في خطابها.
كما وعدت بعدم الانسحاب، مشيرة إلى أن نحو 40٪ من الأصوات التي حصلت عليها "ليست مجموعة صغيرة" بأي حال.
وقالت: "هناك أعداد هائلة من الناخبين في الانتخابات التمهيدية الجمهورية يقولون إنهم يريدون بديلاً"، مشددة على أن استمرار حملتها لا يتعلق بطموحاتها السياسية الشخصية "لن أتخلى عن هذه المعركة عندما يعارض أغلبية الأمريكيين كلًا من دونالد ترامب وجو بايدن".
وتعهدت بالبقاء في السباق على الأقل حتى "الثلاثاء الكبير"،5 مارس، عندما سيدلي ناخبو 16 ولاية بأصواتهم في اليوم نفسه.
وقالت: "أنا امرأة أفي بكلمتي، سنتوجه إلى ميشيجان غدًا، وسنتوجه إلى الولايات التي ستجري انتخابات فيها الثلاثاء الكبير طوال الأسبوع المقبل".