بينما تحاول حملة دونالد ترامب إقناع الناخبين السود بالتصويت له في انتخابات 2024، فجّر الرئيس الأمريكي السابق موجة غضب بين المواطنين الأمريكيين السود بسبب مقارنته بين لوائح الاتهام الجنائية الموجهة إليه والعنصرية التي يعانون منها في نظام العدالة.
وفي خطاب ألقاه بالحفل السنوي لاتحاد المحافظين السود في ساوث كارولاينا الجنوبية، أمس السبت، أخبر ترامب الحاضرين أن السود يمكن أن يرتبطوا به لأنه مثلهم، تعرض للتمييز من قِبل النظام القانوني، وفق موقع قناة "إم إس إن بي سي" الأمريكية.
إعجاب السود بترامب
وأضاف ترامب، "لقد تم توجيه الاتهام إليّ مرة ثانية وثالثة بل ورابعة، وقال الكثير من الناس إن هذا هو السبب وراء إعجاب السود بي، لأنهم تعرضوا للأذى الشديد والتمييز ضدهم، وكانوا ينظرون إليّ على أنني أتعرض للتمييز".
وقال: "إن لوائح الاتهام الموجهة ضدي تنفذها أنظمة فاسدة في إطار مسعى لحرمانه من حقوقه، وإن بعض أعظم الشرور في تاريخ أمتنا جاءت من الأنظمة الفاسدة التي تحاول استهداف الآخرين وإخضاعهم لحرمانهم من حريتهم وحرمانهم من حقوقهم، وأعتقد أن هذا هو السبب وراء وقوف السود إلى جانبي الآن، لأنهم يرون أن ما يحدث لي نفس ما يحدث لهم".
وتابع "إن السود احتضنوا صورتي أكثر من أي شخص آخر، ويتجولون حاملين صورتي، ويصنعون القمصان ويبيعونها مقابل 19 دولارًا للقطعة الواحدة، إنه لأمر مدهش للغاية".
مستدركًا في خطابه للجمهور: "هذه الأضواء ساطعة للغاية في عيني لدرجة أنني لا أستطيع رؤية الكثير من الناس هناك، لكنني لا أستطيع رؤية سوى السود، ولا أستطيع رؤية أي بيض".
سجل ترامب مع السود
ورأى موقع قناة "إم إس إن بي سي" الأمريكية "أن محاولات ترامب لتسليط الضوء على علاقته بمجتمع السود تُكذّب سجله، فعلى سبيل المثال لا الحصر، تمت مقاضاة ترامب بتهمة إبعاد المستأجرين السود بشكل منهجي في السبعينيات، ونشر إعلانات في الصحف على صفحة كاملة تدعو إلى إنزال عقوبة الإعدام بالمشتبه بهم الذي تمت تبرءتهم في قضية سنترال بارك فايف".
وأضاف الموقع الأمريكي: "لقد روّج ترامب بلا هوادة لنظرية المؤامرة العنصرية حول الرئيس السابق باراك أوباما، ونائبة الرئيس الحالية كامالا هاريس ووصف هايتي والدول الإفريقية بأنها دول الحفرة".
وظهر ترامب في هذا الحدث مع سياسيين جمهوريين سود آخرين، بما في ذلك السيناتور تيم سكوت من ساوث كارولينا، والنواب ويسلي هانت من تكساس، وبايرون دونالدز من فلوريدا، وبن كارسون، الذي كان وزير الإسكان والتنمية الحضرية في إدارة ترامب.
ترامب الطاغية
وقبيل الحفل، وصفت ياسمين هاريس، مديرة الإعلام الأسود في حملة بايدن، ترامب بأنه طاغية مناهض للسود والصبي الفخور بالعنصرية الحديثة، هذا هو نفس الرجل الذي اتهم زورًا متهمي سنترال بارك فايف، وشكك في إنسانية جورج فلويد، وطالب بإعدامه دون محاكمة، وضمن ارتفاع فجوة البطالة بين العمال السود خلال رئاسته"، وفق "إن بي سي نيوز".
وأضافت: "لقد أظهر دونالد ترامب للأمريكيين السود ألوانه الحقيقية لسنوات: طاغية غير كفء ومناهض للسود، ويحملنا على هذا القدر من الاحترام لدرجة أنه تناول العشاء علنًا مع القوميين البيض بعد أسبوع من إعلان ترشحه لعام 2024".
قال منظمو اتحاد المحافظين السود خلال الحدث إنهم يحشدون المجموعات على الصعيد الوطني على أمل ضمان فوز ترامب بأغلبية أصوات الذكور السود في مباراة الانتخابات العامة ضد بايدن.
وقالت ديانتي جونسون، رئيسة اتحاد المحافظين السود: "أعتقد أن الرئيس ترامب سيحصل على 50% من أصوات الذكور السود.. لقد دفع الحزب الديمقراطي حرفيًا الرجال السود جانبًا".