قال وزير الخارجية الأوكراني، ديمتري كوليبا، إن الاحتجاجات المستمرة من قِبل المزارعين البولنديين ضد الواردات الأوكرانية وراءها "أثر روسي واضح".
ويتظاهر الناشطون البولنديون على الحدود مع أوكرانيا منذ أشهر، ويمنعون شحنات الحبوب والمنتجات الأخرى من العبور، زاعمين أن القطاع الزراعي الأوكراني يتمتع بميزة غير عادلة، وأنه يتم استيراد مفرط للمنتجات الأوكرانية إلى السوق البولندية.
حملة تضليل روسية
وبحسب ما أشارت وكالة الأنباء الأوكرانية "يوكرين فورم"، زعم "كوليبا" أن أزمة الحدود جزء من حملة روسية لتقويض الدعم الغربي لكييف، حيث ناقش هو ومسؤولون كبار آخرون العمليات النفسية المفترضة لموسكو خلال منتدى "أوكرانيا عام 2024" في كييف.
وقال أليكسي دانيلوف، أمين مجلس الأمن القومي الأوكراني، للجمهور: "بالإضافة إلى الحرب العسكرية على أراضينا، هناك حرب مستمرة على العقول، وعلى أدمغة الناس".
وفقًا لـ"يوكرين فورم"، أشار المسؤول الأمني إلى تقديرات أوكرانية عن ارتباطات مع "حملة التضليل الروسية" المزعومة على وسائل التواصل الاجتماعي، قائلًا إن بولندا هي ثاني أكثر الدول استهدافًا لحملات التضليل والخداع.
وقال دانيلوف: "الروس يديرونها على نطاق صناعي.. والآلاف من الناس يعملون على ذلك".
تنبع الاحتجاجات في بولندا من قرار الاتحاد الأوروبي في عام 2022 برفع الحصص والرسوم الجمركية على الحبوب الأوكرانية في محاولة لدعم كييف في معركتها مع موسكو.
حظر وترانزيت
أدى تدفق المحاصيل الأوكرانية إلى زعزعة استقرار الأسواق في أوروبا الشرقية، ما دفع العديد من أعضاء الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك بولندا، إلى حظر الواردات في سبتمير الماضي، لتتجدد التوترات، عندما رفضت بروكسل تأييد القيود المستمرة، في حين واصلت وارسو التحدي إذ أبقت على الحظر الذي فرضته على واردات الحبوب الأوكرانية، لكنها سمحت بمرورها عبر البلاد لدخول باقي دول الاتحاد الأوروبي، فيما يؤكد المزارعون المحتجون الى إن الشحنات لا تزال تحول إلى السوق المحلية.
وزيرة المالية البولندية، ماجدالينا رزيكوفسكا، قالت لـ"سكاي نيوز"، إن بلادها فرضت الحظر على الحبوب الأوكرانية من أجل حماية مزارعيها، لكنها تسمح بمرورها "ترانزيت" إلى غيرها من الدول، لضمان وصولها بسهولة وحرية إلى الدول التي تحتاجها خاصة في إفريقيا وغيرها من المناطق التي تواجه مشكلات في إمدادات الغذاء.
ويقول المتظاهرون إن الأوكرانيين لا يتعين عليهم العمل وفقًا لقواعد الاتحاد الأوروبي، ما يجعل منتجاتهم أرخص، في الوقت الذي كانت فيه عدة حالات تخريب حديثة استهدفت البضائع الأوكرانية.
شهدت إحدى هذه الحوادث إلقاء 160 طنًا من الحبوب من عربات القطارات أثناء نقلها إلى ميناء جدانسك البولندي، حسبما اشتكى وزير البنية التحتية الأوكراني ألكسندر كوبراكوف، ونشر صورًا على وسائل التواصل الاجتماعي للشحنة المستهدفة.
وتساءل في منشور على صفحته الخاصة على منصة "أكس": "إلى متى ستسمح الحكومة والشرطة البولندية باستمرار هذا التخريب؟"
هزت مظاهرات المزارعين الدول الأعضاء في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي، متعللين بأن ارتفاع أسعار الطاقة وخطط الحكومة لسحب مختلف أشكال الدعم يعرّض سُبل عيشهم للخطر.