الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الحرب تنهك طلاب أوكرانيا.. الدراسة افتراضيا وبمحطات المترو

  • مشاركة :
post-title
مدرسة تضررت من القصف فى أوكرانيا

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

خلفت الحرب في أوكرانيا، بعد مرور عامين على اندلاعها، ضررًا كبيرًا على الأطفال في سن الدراسة هناك، وفق صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

وذكرت الصحيفة في تقرير نشرته اليوم السبت، الذي يوافق الذكرى الثانية للحرب في أوكرانيا، إن نحو نصف الأطفال في سن الدراسة بأوكرانيا، البالغ عددهم 4.1 مليون طفل، يحضرون الفصول الدراسية شخصيًا، وفقًا لوزارة التعليم في البلاد.

ومع عدم وجود علامات تذكر على أي نهاية للحرب التي دخلت عامها الثالث، فإن التأثير على الأطفال والمراهقين في البلاد شديد بالفعل "بما يكفي لإحداث آثار طويلة الأمد"، وفقًا لتقرير الصحيفة.

وأشارت وزارة التعليم الأوكرانية إلى أنه جرى تسجيل ما يقرب من مليون تلميذ للدراسة عن بعد من داخل وخارج البلاد، في حين أن مليون طالب يجمعون بين الدارسة العادية والافتراضية.

وبالنسبة لمعظم الأطفال، حرمهم إغلاق المدارس أثناء الحرب من الحياة المدرسية العادية، ومن فرصة تكوين صداقات والتفاعل مع المعلمين، بينما يشعر أولئك الذين فروا إلى الخارج بالانفصال عن أصدقائهم وعائلاتهم.

وأما أولئك التلاميذ الذين ما زالوا في أوكرانيا فيكونون في كثير من الأحيان عالقين مع آبائهم الذين يبقونهم في المنزل خوفًا من الهجمات الصاروخية.

وذكرت وزارة التعليم في كييف إن ما يزيد قليلا على 67 ألف طفل في المناطق الموالية لروسيا، مسجلون فعليًا في المدارس الأوكرانية.

وأكثر الأطفال تضررًا الذين تتراوح أعمارهم بين 10 أعوام و11 عامًا، ويقيمون في مناطق الخطوط الأمامية، إذ إن معظمهم التحق بالمدارس العادية لبضعة أشهر فقط قبل تفشي وباء كوفيد-19، وما أن انتهت عمليات الإغلاق حتى بدأت الحرب في 24 فبراير من 2022.

وفي هذا الصدد، قال نائب وزير المدارس الأوكرانية، أندريه ستاشكيف، إن الأطفال الأوكرانيين تعرضوا لتراجع كبير في مهارات القراءة والكتابة. وأضاف أن التوتر والعزلة ازدادا، حيث يعيش التلاميذ حياة "الغارات الجوية والملاجئ والتعلم عن بعد ونقص التواصل مع أقرانهم بسبب الحرب".

وتعتبر مدينة خاركيف، الواقعة في شمال شرق البلاد، الأكثر تضررًا من الحرب، والأكثر عرضة للقصف، حيث توجد الحدود الروسية على بعد 30 كيلومترًا فقط.

وبناءً على ذلك، جرى إنشاء فصول دراسية في أسفل محطات مترو أنفاق سابق مكسو بالرخام في خاركيف، وذلك على عمق أكثر من 10 أمتار تحت الأرض. وتعتبر مديرة التعليم في المدينة، إيرينا تاراسينكو، "مدرسة المترو" المكان الأكثر أمانًا للطلاب.

وفي منطقة إيفانيفسكي، الواقعة بالقرب من مدينة باخموت، قالت مديرة مدرسة قروية تدعى أولها كوزاتشينكو، إنه من بين 120 تلميذًا كانوا يأتون إلى مدرستها قبل الحرب، لا يزال 116 تلميذًا يدرسون عن بعد من جميع أنحاء أوكرانيا وخارجها.

وأكدت "كوزاتشينكو" التي فرت إلى منطقة بولتافا بوسط شرق أوكرانيا، أنها فخورة بأن جميع معلميها ما زالوا يقدمون الدروس عبر الإنترنت.

ولكن مع دخول أوكرانيا عامها الثالث من الحرب، تعاني مواردها المالية العامة من ضيق، إذ قال مدير مدرسة -لم يفصح عن هويته- إنه يخشى أن يتم حل المدارس الافتراضية وتسريح معلميها بسبب نقص الأموال، وفق فايننشال تايمز.

وقالت السلطات في كييف إن التعليم والتعلم عبر الإنترنت وميزانيات رواتب المعلمين، بما في ذلك المعلمين من المناطق المحتلة، تظل الأولوية الثانية بعد الدفاع.

ولكن كان هناك تفضيل لاستبدال المدارس الافتراضية بالمدارس العادية، وذلك بحسب معلم قال: "كل المؤشرات تشير إلى أن التعلم عن بعد له تأثير سلبي". وتابع: "لهذا السبب نحاول إقناع الأطفال الذين يعيشون في المناطق التي تكون فيها المدارس مفتوحة بالالتحاق بالمدارس".