مع ولادة أول يوم، في العام الثالث للحرب الروسية الأوكرانية، تُواجه أوكرانيا -التي أنهكتها الحرب- مستقبلًا قاتمًا، حيث تآكل ربع البلاد تقريبًا على يد الروس، ويُعاني الجيش من نقص في المعدات والجنود، التي تحتاجها الخطوط الأمامية، بجانب اقتصاد مُنهك، يجعل الحلفاء الغربيين والمنظمات الدولية طوق النجاة، ليس فقط من أجل المساعدات العسكرية، بل ومن أجل الدعم المالي والمساعدات الإنسانية للأوكرانيين، الذين يعانون تحت وطأة الحرب.
الوضع على الجبهة
بعد سلسلة من الانتصارات في السنة الأولى من الحرب، تحولت حظوظ الجيش الأوكراني، الذي أصبح متحصنًا، في مواجهة خصم أكثر قوة، حيث تحولت الانتصارات إلى استنزاف على طول خط المواجهة الذي يبلغ طوله 1000 كيلومتر شرق البلاد، وبحسب شبكة "إيه أو إل" الأمريكية، فإن انتصار روسيا الكبير في معركة أفدييفكا بعد باخموت، جعلها تحتل زمام المبادرة في ساحة المعركة.
ورغم الانتكاسات منذ فشل الهجوم المضاد، إلا أنه في منطقة البحر الأسود، البعيدة عن ساحة المعركة، نجح الجيش الأوكراني، من خلال الأسلحة بعيدة المدى، من تحقيق خطوات كبيرة، وتمكنت على الأقل من تدمير وتعطيل ثلث الأسطول الروسي، من خلال طائرات بحرية بدون طيار، كما استطاعت ضرب منشآت عسكرية في شبه جزيرة القرم، وفقًا للمجلس الأطلسي.
الخطوط الدفاعية
ورجحت الشبكة الأمريكية أن يكون هناك عشرات الآلاف من المدنيين الأوكرانيين الذين قتلوا خلال الحرب، كما يُعاني الجيش الأوكراني من نقص في الأفراد يبلغ متوسطه 25% عبر الألوية العسكرية، ويرجع السبب وراء هذا النقص العددي، إلى عدم تمكن القادة العسكريين من منح جنودهم قدرًا كافيًا من الراحة، وهو ما يجعلهم يشعرون بالإرهاق؛ مما يسهل فكرة إصابتهم، ويزيد من تفاقم مشكلة النقص العددي.
ويؤثر نقص الجنود على الخطوط الدفاعية الأمامية، خاصة مع تواصل تكثيف الهجمات من الجانب الروسي على طول خط المواجهة، ووفقًا للقيادة الأوكرانية، فإنهم بحاجة إلى ما بين 450 ألف إلى 500 ألف مجند إضافي للمرحلة التالية من الحرب، وهو ما دفع المشرعون لاقتراح فكرة التجنيد الإجباري، بعد مواصل التهرب من المشاركة في الحرب.
اقتصاد مُنهك
وتعتمد أوكرانيا على الحلفاء الغربيين والمنظمات الدولية ليس فقط في المساعدات العسكرية، بل أيضًا في الدعم المالي والمساعدات الإنسانية، ومن دون المساعدة الغربية، لن تتمكن أوكرانيا من الحصول على الأسلحة والذخيرة والتدريب الذي تحتاج إليه لمواصلة المجهود الحربي، ولن تتمكن من الحفاظ على اقتصادها المنهك أو الوصول إلى الأوكرانيين المحاصرين البالغ عددهم 8 ملايين شخص، وسط تبادل إطلاق النار.
ومع استمرار تدفق المساعدات الأوروبية، إلا أن نظيرتها الأمريكية تعتبر حاسمة بالنسبة لأوكرانيا، حيث ما زال نحو 60 مليار دولار من التمويل الإضافي معطلًا؛ بسبب الجمود السياسي في الكونجرس الأمريكي، وبحسب شبكة "سي بي إس نيوز" الأمريكية، فإن السبب وراء ذلك يعود إلى كونها تشمل الذخيرة وقذائف المدفعية وصيانة المعدات الأمريكية.