اعترف ستيف كرامر، المستشار السياسي لنائب ولاية "مينيسوتا" دين فيليبس، المنافس الديمقراطي للرئيس الأمريكي، جو بايدن، الأحد، بأنه من أمر بتزييف المكالمة الآلية التي انتحلت شخصية الرئيس جو بايدن باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وأشارت شبكة NBC News، إلى أن كرامر "لم يعرب عن أي ندم على إنشاء التزييف العميق"، بينما أدى تقليد صوت الرئيس إلى تثبيط المشاركة في الانتخابات التمهيدية الرئاسية الديمقراطية في نيو هامبشاير.
500 دولار
في بيانٍ أقر فيه بتزييف المكالمة، لم يقل كرامر إنه تلقى توجيهات لإجراء المكالمة من قبل، فيليبس، موكله في ذلك الوقت.
وكان فيليبس قد دفع لكرامر أكثر من 250 ألف دولار، في الوقت الذي انتشرت فيه المكالمة الآلية في يناير الماضي، وفقًا لتقارير تمويل حملته الانتخابية.
وقال كرامر: "في مساء يوم الأحد 20 يناير، قبل يومين من الانتخابات التمهيدية في نيو هامبشاير، أرسلت مكالمة آلية إلى 5000 من المرجح أن يصوتوا للديمقراطيين، باستخدام تقنية سهلة الاستخدام عبر الإنترنت، تم إنشاء نسخة آلية من صوت الرئيس جو بايدن".
وأضاف في بيانه أنه من الضروري منع الأشخاص مثله من فعل ما فعله "باستثمار قدره 500 دولار فقط، يمكن لأي شخص تكرار مكالمتي. هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات فورية عبر جميع الهيئات والمنصات التنظيمية."
وأكد كرامر في بيانه أنه لتوزيع المكالمات، استأجر شركةLife Co للتسويق عبر الهاتف في تكساس، والتي حددها المحققون على أنها منشئ المكالمات.
وأشار المستشار السابق لمنافس بايدن إلى أن الشركة "لم يكن لديها أي علم بمحتوى هذه المكالمة قبل التسليم".
وأوضح أنه قام بتوجيه محتوى مكالمة بايدن المزيفة، قائلًا إن المكالمة تم إنشاؤها "باستخدام نص محدد من اختياري".
وقد أدان فيليبس وحملته المكالمة المزيفة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، قائلين إنهم ليس لديهم علم بتورط كرامر، وكانوا سيوقفونه على الفور إذا علموا بذلك.
وقالت كاتي دولان، السكرتيرة الصحفية لفيليبس، ردًا على بيان كرامر، الأحد: "حملتنا تكرر إدانتها لهذه الدعوات وأي جهود لقمع التصويت".
ساحر الشوارع
الجمعة الماضي، ظهر ارتباط كرامر للمرة الأولى بالمكالمة الأزمة، بعد أن قال بول كاربنتر، وهو ساحر شوارع في "نيو أورليانز"، إن كرامر استأجره لاستخدام برنامج الذكاء الاصطناعي لإنشاء ملف صوتي يكرر صوت بايدن، وهو يقرأ النص الذي أعده كرامر وقدمه.
وقد حصل كاربنتر على 150 دولارًا مقابل هذا العمل، الذي يُعّد أول استخدام معروف للتزييف العميق بالذكاء الاصطناعي في حملة رئاسية.
وقال كاربنتر إنه التقى بكرامر من خلال أحد معارفه العام الماضي، وكان لديه انطباع بأن كرامر كان يعمل في حملة بايدن، عندما طلب منه إنشاء الملف الصوتي.
وأضاف في حديث لشبكة CNN:"أنا ساحر ومنوم مغناطيسي. أنا لست في المجال السياسي، لقد تورطت في هذا الشيء".
المكالمة اللغز
اعتبرت المكالمة الآلية -وهي أول استخدام للذكاء الاصطناعي لتقليد رئيس أمريكي في محاولة للتلاعب بالأصوات- لغزًا محل نقاش كبير بين الدوائر السياسية بالولايات المتحدة، منذ إرسالها إلى أكثر من 20 ألف شخص في أواخر يناير الماضي.
واحتوت المكالمة على صوت يبدو وكأنه صوت بايدن، يحث الجمهور على عدم التصويت في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، وبدلًا من ذلك "احتفظ بصوتك" لانتخابات نوفمبر.
وقال مسؤول أمريكي كبير مطلع على الأمر لشبكةCNN إن مسؤولي إنفاذ القانون في الولايات المتحدة يراقبون الحادث عن كثب؛ لتحديد ما إذا كانت جريمة فيدرالية قد ارتكبت.
في الوقت الحالي، تحقق السُلطات في "نيو هامبشاير" في المكالمة الآلية، لاحتمال انتهاكها لقوانين الولاية ضد قمع الناخبين. بعد أن فتح المدعي العام للولاية تحقيقًا جنائيًا في المكالمة، وربطها بشركتي اتصالات مقرهما تكساس.
وتتطلع فرقة عمل مكونة من المدعين العامين بالولاية، والتي تركز على المكالمات الآلية، إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد الأشخاص المشاركين في مكالمة بايدن، من أجل تقديم "مثال مبكر"، مع انتشار التكنولوجيا على نطاق أوسع، وفق شبكة NBC News.
كما قامت لجنة الاتصالات الفيدرالية بتسريع خطط حظر المكالمات الآلية باستخدام الذكاء الاصطناعي.