رغم خسارتها للمرة الثانية على التوالي في ولاية نيو هامبشاير، ضمن الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، إلا أن السفيرة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، أعلنت اعتزامها الاستمرار في سباق المنافسة بالولايات الأخرى، في مفاجأة لم يكن يتوقعها ترامب نفسه.
وحصلت حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة، وفق ما نشرته شبكة "إي بي سي نيوز" الأمريكية، على 43.2% من أصوات الناخبين في ولاية نيو هامبشاير، لتخسر بذلك الولاية الثانية على التوالي، أمام الرئيس السابق والمرشح الأوفر حظًا للحزب الجمهوري دونالد ترامب، الذي حصل بدوره على 54.5 %من الأصوات.
هيلي تتحدى
وكان من المنتظر أن تعلن نيكي هيلي عن انسحابها من سباق الرئاسة، لتفسح المجال أمام نظيرها ترامب للمضي قدمًا دون إجراء المزيد من الانتخابات التمهيدية، إلا أنها في كلمتها التي ألقتها عقب إعلان فوز الرئيس السابق رسميًا، أكدت على استمرارها في السباق.
ووفقًا للشبكة، فقد هنأت حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة، دونالد ترامب على فوزه، وقالت نصًا "هذا السباق لم ينته بعد"، مشيرة إلى أن هناك عشرات الولايات المتبقية التي يمكن أن تغير نتيجة السباق، قائلة "لدي أخبار سيئة.. لن أذهب إلى أي مكان باستثناء كارولينا الجنوبية"، في إشارة إلى المحطة التالية من السباق التمهيدي.
أسوأ سر
وحذرت هيلي في الوقت نفسه من أن ترشح ترامب يعني فوز بايدن رسميًا ورئاسة كامالا هاريس في المستقبل، معلقة خسائر الحزب المتتالية في كل الانتخابات التنافسية مع الديمقراطيين، على عاتق ترامب.
وأشارت إلى أن الجمهوريين خسروا في 2018 و2020 و2022 على التوالي بسبب ترامب، لافتة إلى أن أسوأ سر يخفيه الديمقراطيون هو رغبتهم الدفينة في فوز ترامب، وقالت "لن نسمح لهم بتتويج ترامب عندما لم تصوت 48 ولاية بعد".
وتحدت هيلي ترامب لمواجهتها على منصة المناظرة، حيث أكدت على أنه إذا كان الرئيس السابق ومنافسها الوحيد، يعتقد أنه سيكون أفضل منها في الاختبار العقلي، فيجب عليه أن يفعل ذلك، ولا مشكلة في الوقوف أمامه على منصة المناظرة.
ترامب منزعج
بدوره علق ترامب على إصرار هيلي في الاستمرار في الانتخابات التمهيدية وعدم تعليق حملتها الانتخابية، مستغربًا من إلقائها الخطاب كما لو أنها فازت، متسائلا عن سبب استمرارها في السباق، رغم أنها أكدت من قبل أن خسارة نيو هامبشاير تعني خسارتها بالكامل، وفقًا لـ "سي إن إن" الأمريكية.
وقارن ترامب، في خطاب النصر الذي ألقاه أمام حشد كبير من أنصاره، بين هيلي ونظيرهم رون ديسانتيس، الذي حل في المرتبة الثانية في الانتخابات التمهيدية بولاية أيوا، وقرر تعليق حملته، إلا أن هيلي جاءت في المركز الثالث وما زالت موجودة في السباق.
ضغوط الانسحاب
ويرى المحللون أن استمرار هيلي يمثل مشكلة بالنسبة لترامب، لأن ترامب يخاطر بإسقاطه من بطاقات الاقتراع في ولايات متعددة ويواجه عشرات القضايا القانونية التي قد تؤدي إلى إدانته، وبالتالي استبعاده نهائيًا.
ولكن في الوقت نفسه نقلت الشبكة الأمريكية عن سياسيين تأكيدهم أن هيلي سوف تتعرض لضغوط من أجل الانسحاب أمام ترامب، حيث تواجه موجة من الولايات التي يكون فيها سيطرة ترامب على الحزب أقوى بكثير، وناخبون ينتمون إلى حركة ترامب السياسية "فلنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، والتي وصفها بايدن في يوم ما بأنها الحركة الأكثر تطرفًا في تاريخ أمريكا الحديث".