حددت ولاية "نيوهامبشاير" مرشحي أكبر حزبين في الولايات المتحدة (الديمقراطي والجمهوري) لخوض الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل، بعد ما فاز الرئيس الديمقراطي جو بايدن، وسلفه الجمهوري دونالد ترامب، في الانتخابات التمهيدية للحزبين في الولاية.
وذكرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، أن النتائج الأولية للانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في ولاية نيوهامبشاير، أظهرت حصول جو بايدن على نسبة 79%، متجاوزًا اثنين من المنافسين، وهما دين فيليبس 14%، وماريان ويليامسون 3.9%.
وقالت الشبكة، إن هذا الفوز يهدئ مخاوف الديمقراطيين الذين يساورهم القلق من أن الحماس المتأخر بشأن حملة بايدن، وغياب اسمه عن بطاقة الاقتراع، قد يؤدي إلى هزيمة محرجة.
وأجرت نيوهامبشاير انتخاباتها التمهيدية محافظة على تقليدها كأول ولاية في البلاد تشهد هذا الحدث، مخالفة قرار اللجنة الديمقراطية التي أوصت بالبدء بساوث كارولاينا.
ولم يكن اسم بايدن مدرجًا في بطاقة الاقتراع، وكان على الناخبين المؤيدين له كتابته، وعقدت الانتخابات في انتهاك للجنة الوطنية الديمقراطية، التي أعلنت أن الانتخابات "لا معنى لها".
وأدى ذلك إلى إجراءات ضد الولاية، حيث مُنع بايدن من القيام بحملة انتخابية أو وضع اسمه على بطاقة الاقتراع في نيوهامبشاير.
وقال سكرتير ولاية نيوهامبشاير إنه سيتم احتساب الأصوات المكتوبة طالما يمكن تحديد نوايا الناخبين بشكل معقول، لذلك ستظل الأخطاء الإملائية في اسم بايدن مقبولة.
وفى الوقت نفسه، فاز ترامب في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري بولاية نيوهامبشاير، ضمن مسيرته للفوز بتمثيل الحزب في الانتخابات الرئاسية 2024.
وذكرت شبكة" أسوشيتدبرس" الأمريكية، أن فوز ترامب في نيو هامبشاير انتصار كبير من شأنه أن يجعل المنافسة في نوفمبر المقبل ضد الرئيس جو بايدن تبدو أكثر احتمالًا من أي وقت مضى.
وتمكن ترامب من انتزاع بطاقة ترشيح الحزب الجمهوري في نيوهامبشاير عبر هزيمة منافسته الوحيدة، مندوبة واشنطن السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي.
وتقلصت مساحة المنافسة الجمهورية التي كانت مكتظة بـ14 مرشحًا لتقتصر المنافسة على مرشحين فقط عقب انسحاب حاكم فلوريدا رون ديسانتس، بعدما حلَّ في المرتبة الثانية في آيوا.
واعتبر بايدن، أمس الثلاثاء، أن "الديمقراطية والحريات الفردية في الولايات المتحدة على المحك"، بعد فوز سلفه ترامب، في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري بنيو هامبشاير.
وفور صدور تقديرات إعلامية بفوز ترامب في نيو هامبشاير، اعتبرت الحملة الانتخابية للرئيس بايدن أن فوز ترامب يعني أن حصوله على ترشيح حزبه الجمهوري للانتخابات الرئاسية بات شبه مضمون.
ولم يسبق لأي مرشح جمهوري في تاريخ الولايات المتحدة أن فاز بالانتخابات التمهيدية في أول ولايتين، ولم يحصل في النهاية على ترشيح حزبه.
وفوز ترامب في نيوهامبشاير هو الثانى بعد فوزه بالانتخابات التمهيدية في ولاية آيوا، الأسبوع الماضي، ما يشكل خطوة إضافية نحو انتزاع بطاقة الترشيح الحزبية للانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل.
لكن رغم فوز ترامب الكبير في آيوا ونيوهامبشاير على التوالي في انتصار فريد من نوعه وغير مسبوق، إلا أن هناك علامات تحذيرية ظهرت حول شهر نوفمبر، منها أن نحو 19% من الجمهوريين، الذين أدلوا بأصواتهم في نيوهامبشاير، قالوا إنهم سيكونون غير راضين للغاية عن ترامب كمرشح، لدرجة أنهم لن يصوتوا له في نوفمبر، وفقًا لاستطلاع للناخبين الأساسيين، كما قال 15% من الجمهوريين، الذين شاركوا في المؤتمرات الحزبية في ولاية آيوا، الأسبوع الماضي، إنهم لن يدعموا ترامب في الانتخابات العامة.
ويرغب ديمقراطيون في فريق بايدن، بفوز ترامب، بترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر 2024، وفق موقع "أكسيوس" الأمريكى. ويعتقد فريق الرئيس الديمقراطي أن ترشيح ترامب سيعطي دفعة مهمة للناخبين والممولين الذين لا يريدون رؤية ترامب مرة أخرى في البيت الأبيض.
ويشير "أكسيوس" إلى أن حماس الناخبين الديمقراطيين لبايدن ليس بنفس قدر حماس الناخبين الجمهوريين لترامب. وأظهر استطلاع أجرته صحيفة "يو أس إيه توداي" الأمريكية، بالتعاون مع جامعة سوفولك، هذا الشهر، أن 44% من الناخبين الجمهوريين "متحمسون للغاية" لترامب، في حين قال 18% فقط من الناخبين الديمقراطيين الشيء ذاته عن بايدن. وأظهر استطلاع أجرته شبكة "أن بي سي" الإخبارية الأمريكية، في نوفمبر، أن 63% من ناخبي بايدن يرفضون ترامب أكثر من تأييدهم لبايدن.