الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

جوائز غير متوقعة في ختام مهرجان برلين السينمائي

  • مشاركة :
post-title
المخرجة الفرنسية السنغالية ماتي ديوب

القاهرة الإخبارية - رشا حسني

اختتم مهرجان برلين السينمائي الدولي دورته الـ74، مساء أمس السبت، بإعلان الجوائز التي جاء أغلبها غير متوقع، إذ فاز بالدب الذهبي -أكبر جوائز المهرجان- وللعام الثاني على التوالي فيلم وثائقي، بينما خلت قائمة الجوائز من الأفلام التي احتلت مراكز متقدمة من تقييمات وإشادات النقاد، من بينها الفيلم الإيراني "كعكتي المفضلة"، أو الفيلم الألماني "احتضار" أو الفيلم النمساوي "حمام الشيطان".

الفيلم الوثائقي الفائز بجائزة الدب الذهبي هو "Dahomey" للمخرجة الفائزة بجائزة لجنة التحكيم الكبرى بمهرجان كان السينمائي الدولي عام 2019، وهو فيلم وثائقي تدور أحداثه حول إعادة ثلاثة تماثيل إلى المكان الذي سُرقت منه منذ أكثر من قرن في "بنين" بإفريقيا، والفيلم هو أحد فيلمين وثائقيين شاركا في مسابقة المهرجان العريق هذا العام.

واستمرت الدهشة لفوز المخرج الذي أصبح فوز أفلامه بأهم جوائز المهرجانات الكبرى ظاهرة يصعب تفسيرها وهو المخرج الكوري الجنوبي هونج سانج سو، إذ فاز فيلمه "احتياجات مسافر" بجائزة لجنة التحكيم الكبرى "الدب الفضي"، والذي علّق على فوزه بالجائزة موجهًا كلامه للجنة التحكيم: "لا أعلم ما الذي وجدتموه في هذا الفيلم كي تمنحوه جائزة".

وتعد مشاركة سانج سو هذا العام بمسابقة برلين السادسة في المسابقة الرسمية للمهرجان، وكان المدير الفني للمهرجان كارلو شاتريان وصف الفيلم بالكوميدي بأنه "ذو نظرة خفيفة ولكنها عميقة في الوقت نفسه للعلاقات الإنسانية".

الفيلم بطولة النجمة الفرنسية الكبيرة إيزابيل أوبير، ويُعد التعاون الثالث لها مع سانج سو بعد فيلم In Another Country إنتاج عام 2012، وفيلم Claire’s Camera إنتاج عام 2017، واللذان عُرضا عالميًا للمرة الأولى من خلال مهرجان كان السينمائي الدولي.

أما جائزة لجنة التحكيم "الدب الفضي" فذهبت إلى فيلم الخيال العلمي "الإمبراطورية"، أحدث أفلام المخرج برونو دومون الذي عاد به إلى مسابقة المهرجان بعد 11 عامًا، وذلك بعد عرض فيلمه Camille Claudel 1915 في المسابقة الرسمية للمهرجان عام 2013، ومن اللافت للنظر حصول الفيلم على تقييم نقدي منخفض جدًا من النقاد في جوائز مجلة سكرين على سبيل المثال، إذ حصل الفيلم على 1.8، في حين حصل الفيلم الفائز بجائزة الدب الذهبي لأفضل مخرج Pepe على تقييم 2.

ومن بين أكثر الجوائز المفاجئة هذا العام، كانت جائزة التمثيل التي ذهبت إلى سباستيان ستان، بطل الفيلم الأمريكي "رجل مختلف" للمخرج أرون شيمبيرج، في حين ذهبت معظم التوقعات إلى الممثل لارس إيدنجر بطل الفيلم الألماني "احتضار".

تدور أحداث رجل مختلف حول "إدوارد"، ممثل مسرحي وهو شاب مشوّه يخضع يائسًا لتجربة سريرية طبية يحاول من خلالها أن يغير شكل وجهه وتنجح العملية بالفعل ويتغير شكل "إدوارد" تمامًا، ويغير اسمه ومحل سكنه ويعمل موديل إعلانات، ولكن تحدث له مفاجأة غير متوقعة حينما يخسر الدور الذي يعتقد أنه وُلد ليؤديه.

يعتبر الفيلم "كوميديا سوداء" حاول المخرج من خلاله طرح تساؤلات عدة من بينها: كيف يرانا العالم؟ والأهم كيف يرى الإنسان نفسه، وكيف نتقبل أنفسنا وهل تقبلنا لأنفسنا شرط لتصالحنا مع العالم.

أما عن جائزة أفضل تمثيل في دور مساعد، فكانت مفاجأة هي الأخرى إذ ذهبت للممثلة الإنجليزية إيميلي واتسون عن دورها في واحد من أقل الأفلام تقييمًا في المهرجان، وهو فيلم الافتتاح "أشياء صغيرة كهذه" للمخرج تيم ميلانتس، والذي كتب له السيناريو الكاتب المسرحي والممثل الأيرلندي إندا والش، بطولة النجم الأيرلندي المُرشح لجائزة الأوسكار كيليان ميورفي، بالاشتراك مع أيلين والش وميشيل فيرلي.

والفيلم مأخوذ عن كتاب للكاتبة الأيرلندية الشهيرة كلير كيجان، ومن إنتاج كيليان ميورفي والمنتج الأيرلندي آلان مولوني.

أما عن أكثر الجوائز المستحقة هذا العام، فكانت جائزة "الدب الفضي لأفضل سيناريو" والتي ذهبت للفيلم الألماني "احتضار" للمخرج ماتياس جلازنر، في ثالث تنافس له على جوائز المسابقة الرسمية، بعد مشاركته بفيلمي The Free Will عام 2006، وGnade عام 2012.

الفيلم بطولة النجم الألماني لارس أيدنجر، الذي يؤدي دور توم، قائد أوركسترا الشباب في مدينة برلين، وتدور أحداثه حول عائلة لونيس المفككة التي يكتشف أفرادها أنهم لم يكونوا عائلة مترابطة أو طبيعية على الإطلاق، وذلك بعد تفاقم الأزمة الصحية لرب الأسرة أو الأب، وهو ما يجعل الأم ليسي لونيس، في منتصف السبعينيات من عمرها، تشعر بسعادة غامرة عندما يتم وضع زوجها جيرد، الذي أصبح يعاني من مرض باركنسون إضافة إلى أمراض الشيخوخة في دار رعاية، لنكتشف شيئًا فشيئًا مدى قسوة هذه الأم، وما سبّبتها قسوتها من اضطراب وتخبط ابنيها سواء توم أو شقيقته إيلن، ويناقش الفيلم برهافة وذكاء فكرة مواجهة الموت وعلاقة الإنسان به، وكيف أن الموت من الممكن دائمًا أن يكون بداية جديدة وليس فقط انتهاء أو غياب.

أما عن ثاني الجوائز المستحقة في جوائز برلين هذا العام فكانت جائزة الدب الفضي لأفضل إسهام فني، والتي ذهبت لعنصر التصوير بالفيلم النمساوي الألماني "حمام الشيطان"، من إخراج الزوجين النمساويين فيرونيكا فرانتز وسيفرين فيالا.