بدأت اليوم الأحد عروض المسابقة الرسمية للدورة 74 لمهرجان برلين السينمائي الدولي، بالفيلم الوثائقي Dahomey للمخرجة الفائزة بجائزة لجنة التحكيم الكبرى بمهرجان كان السينمائي الدولي عام 2019، وهو فيلم وثائقي تدور أحداثه حول إعادة ثلاثة تماثيل إلى المكان الذي سُرقت منه منذ أكثر من قرن في "بنين" بإفريقيا.
أما أبرز عروض اليوم فكان الفيلم الألماني Dying للمخرج ماتياس جلازنر، في ثالث تنافس له على جوائز المسابقة الرسمية بعد مشاركته بفيلم The Free Will عام 2006، وفيلم Gnade عام 2012.
الفيلم بطولة النجم الألماني لارس أيدنجر، الذي يؤدي دور توم قائد أوركسترا الشباب في مدينة برلين، وتدور أحداثه حول عائلة لونيس المفككة التي يكتشف أفرادها أنهم لم يكونوا عائلة مترابطة أو طبيعية على الإطلاق، وذلك بعد تفاقم الأزمة الصحية لرب الأسرة أو الأب، وهو ما يجعل الأم ليسي لونيس، في منتصف السبعينيات من عمرها، تشعر بسعادة غامرة عندما يتم وضع زوجها جيرد، الذي أصبح يعاني من مرض الباركنسون إضافة إلى أمراض الشيخوخة في دار رعاية، لنكتشف شيئا فشيء مدى قسوة هذه الأم وما سبّبتها قسوتها من اضطراب وتخبط ابنيها سواء توم أو شقيقته إيلن.
لم تدم حرية الأم طويلًا، إذ تكتشف إصابتها هي الأخرى بسرطان الرحم، إضافة إلى مضاعفات مرض السكري والفشل الكلوي وتتأكد من أنه لم يعد أمامها الكثير من الوقت.
ما يميز الفيلم بشكل أساسي هو الحساسية الشديدة في تناول موضوعات وعلاقات إنسانية غاية في التعقيد، فلم يتوقف الفيلم عند تساؤلات الشخصية الرئيسية توم حول علاقته بأبويه وأسرته، لكن علاقته بصديقه المؤلف الموسيقي برنار الذي يعاني من مرض الاكتئاب لمدة 11 عامًا وقيمة صداقتهما.
يعزف توم مقطوعة برنار الأخيرة "الموت" بعد انتحاره في أحد أكثر مشاهد الفيلم تأثيرا وذلك تحقيقًا لرغبته، وحينما يعجب الحاضرين المقطوعة الموسيقية يتأكد توم من أن موت صديقه برنار لم يغيبه بل ربنا خلده.
يناقش الفيلم برهافة وذكاء فكرة مواجهة الموت وعلاقة الإنسان به، وكيف أن الموت من الممكن دائمًا أن يكون بداية جديدة وليس فقط انتهاء أو غياب.