عقب إغلاق صناديق الاقتراع بأقل من 10 دقائق، كان إعلان فوز دونالد ترامب في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في ولاية كارولينا الجنوبية، أمرًا مفروغًا منه، حيث احتفل الرئيس السابق "ترامب" بانتصاره "السهل"، على منافسته نيكي هيلي، حاكمة الولاية السابقة، وتوقع أنه سيهزم الرئيس جو بايدن في مباراة العودة المُحتملة في نوفمبر، ساخرًا من إمكانية انتظاره 9 أشهر أخرى لملاقاة بايدن في الانتخابات الرئاسية 2024، وفي الجهة المقابلة رفضت هيلي الانسحاب وأعلنت استمرارها.
وحقق ترامب انتصارًا كاسحًا في السباق التمهيدي الذي أجراه الحزب الجمهوري حتى الآن، بهدف اختيار المرشح الأوفر حظًا لخوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، والتي تجرى كل أربع سنوات، ومن المتوقع انطلاقها الثلاثاء 5 نوفمبر المقبل، حيث تأتي الانتخابات العامة في أمريكا، بحسب شبكة "إي بي سي" نيوز الأمريكية، بعد المؤتمرات الحزبية والانتخابات الأولية التي تجريها الأحزاب الرئيسية لتحديد مرشحيها، على أن يتم إعلان الفائز في يناير 2025.
فوز ساحق
بحلول نهاية الليل، مع غلق صناديق الاقتراع، ذهب التصويت بأغلبية ساحقة إلى فوز الرئيس السابق دونالد ترامب بنسبة 60.4% من الأصوات مع الإبلاغ عن حوالي 90% من المقاطعات عن نتائج الفرز، وهي ما يقرب من 414 ألف صوت، وبحسب شبكة "إيه أو إل" الأمريكية، فقد حصلت حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة نيكي هيلي على 39%، بواقع 272,903 ألف صوت.
وأظهر استطلاع حصري أجرته صحيفة USA TODAY بالتعاون مع جامعة سوفولك، أن ترامب كان الأوفر حظًا في الاستحواذ على كارولينا الجنوبية، من منافسته نيكي هيلي، مشيرين إلى أن الخلافات التي أثارها الرئيس السابق أو الصعوبات القانونية التي يواجهها، بزعم التمرد ومحاولة التأثير في نتيجة الانتخابات الأمريكية السابقة، والاحتيال العقاري، لم تؤثر على شعبيته مطلقًا.
هيلي العنيدة
وغالبًا ما تكون خسارة ساوث كارولينا نذير شؤم بالنسبة للمرشحين للرئاسة، ويُنظر إلى الهزيمة في الولاية التي ينتمي إليها المرشح على أنها لا رجعة فيها، لكن باعتبارها آخر جمهوري يقف بين دونالد ترامب وترشيح الحزب، أثارت نيكي هيلي أنصارها وتعهدت بمواصلة قول ما وصفته بـ "الحقائق الصعبة"، حتى تواجه حقيقتها الصعبة بشأن إمكانية المضي قدمًا في الطريق إلى الأمام، وفقًا للشبكة الأمريكية.
وفي كلمتها اعترفت مندوبة الأمم المتحدة الأمريكية السابقة بهزيمتها أمام ترامب، إلا أنها في الوقت نفسه أكدت أن النتيجة كشفت الانقسام حول ترامب وأن 40% من الجمهوريين لا يريدونه رئيسًا، متعهدة بمواصلة ما وصفته بالقتال، مُشددة على أنها امرأة تفي بكلمتها ولن تنسحب من السباق الانتخابي، لافتة إلى أنها من المقرر أن تزور ولاية ميشيجان الحرجة في الأيام المقبلة.
تدمير أمريكا
لم يفوت الرئيس السابق دونالد ترامب، فرصة الهجوم على بايدن، خلال إعلان فوزه غير الرسمي في كارولينا الجنوبية، وأمام حشد من أنصاره هاجم مجددًا منافسه الرئيس الحالي، مشددًا على أنه سيدمر الولايات المتحدة الأمريكية، وسيهزمه في الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في 5 نوفمبر، متسائلًا عن إمكانية إجراء الانتخابات العامة في وقت أقرب، حيث أكد أن "تسعة أشهر" هي فترة طويلة، وأن الحزب الجمهوري كله على قلب رجل واحد ومتحدون خلفه، في سابقة رأى أنها لم تكن موجودة من قبل.
ومن المنتظر أن تنتقل الانتخابات التمهيدية إلى العديد من الولايات الأخرى، فيما سمي بالثلاثاء الكبير يوم 5 مارس، حيث سيصوت الناخبون في ألاباما وألاسكا وأركنساس وكاليفورنيا وكولورادو وماين وماساتشوستس ومينيسوتا ونورث كارولينا وأوكلاهوما وتينيسي وتكساس ويوتا وفيرمونت وفيرجينيا وساموا الأمريكية.