يُواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة لليوم الـ141 على التوالي، دون أفق واضح لوقف إطلاق النار، وسط هذه الأجواء المشحونة، صدرت تهديدات جديدة من وزير الحرب الإسرائيلي، بيني جانتس، باستمرار العمليات العسكرية في عمق الأراضي الفلسطينية في قطاع غزة، بما في ذلك مدينة رفح الفلسطينية جنوبًا.
تصاعد حدة التهديدات الإسرائيلية
وفقًا لما أشارت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية، هدد وزير الحرب الإسرائيلي بيني جانتس، في رسالة فيديو مُسجلة، باستمرار القتال ووصول الجيش الإسرائيلي إلى عمق الأراضي الفلسطينية في قطاع غزة، بما في ذلك مدينة رفح الفلسطينية جنوبًا. وشدد "جانتس" على أن المواجهات لن تتوقف حتى تحقيق الأهداف المتمثلة في إزالة ما يسميه "التهديد" من جانب حركة حماس واستعادة الجنود المحتجزين. كما وعد بتعزيز الحماية للمستوطنات الإسرائيلية نحو حدود قطاع غزة، والوصول إلى جميع المناطق التي يتمركز فيها مقاتلو حماس.
تردد إسرائيل في التوصل لاتفاق تهدئة
على الرغم من انعقاد مباحثات دولية حاليًا للتهدئة بمشاركة مصر وقطر والولايات المتحدة وإسرائيل في باريس، إلا أن رد فعل الوزير الإسرائيلي يبدي موقفًا مغايرًا لمشاركة تل أبيب في المباحثات، كما أن الجولات السابقة أظهرت ترددًا كبيرًا في موافقة الاحتلال على أي اتفاق ينص على تبادل المحتجزين مع حركة حماس. كما أكدت إسرائيل على ضرورة استمرار العمليات القتالية ضد قطاع غزة، دون تحديد واضح للشروط التي من شأنها أن تؤدي إلى وقف إطلاق النار من جانبها.
مؤشرات على استمرار المواجهة لفترة طويلة
وتوجه جانتس إلى سكان المستوطنات في غلاف قطاع غزة، بالقول "قرار العودة بين أيديكم، ستساعد الدولة جميع الأسر أو المجتمعات على اتخاذ القرار الصحيح بالنسبة لهم، وسنوفر لكم كافة الخدمات المدنية، وأمنكم مسؤوليتنا".
وأخلت حكومة الاحتلال سكان عشرات البلدات والمستوطنات في غلاف قطاع غزة إلى فنادق وبيوت ضيافة في أنحاء إسرائيل، منذ بداية العدوان على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي، ويرفض الكثيرون منهم العودة بينما لا تزال الحرب مُستمرة.
وعلى الجبهة الشمالية، أشار جانتس إلى أن الحرب الدائرة لن تنتهي حتى عودة سكان المستوطنات قرب الحدود اللبنانية إلى بيوتهم.
وقال "نعمل عسكريًا وسياسيًا، لقد تم بالفعل طرد حزب الله من الحدود، ونحن نستعد لليوم الذي سنصدر فيه الأمر، عندما نحتاج إلى توسيع أنشطتنا".
ونزح سكان المستوطنات الشمالية من أماكن سكنهم على خلفية المواجهات الحدودية التي اندلعت بين جيش الاحتلال وفصائل المقاومة في لبنان، منذ 8 أكتوبر الماضي.
وخلف العدوان الدموي الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة عشرات الآلاف من الشهداء معظمهم أطفال ونساء، فضلًا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة وتدهور ملحوظ في البنى التحتية والممتلكات، وفق بيانات فلسطينية وأممية.