استغل وزير الخارجية الصيني وانج يي، مؤتمر ميونخ الأمني الذي انعقد الأسبوع الماضي، لتصوير الصين باعتبارها ضامنة للاستقرار العالمي، في الوقت الذي قد تعين فيه الصين وزيرًا جديدًا للخارجية خلال الشهر المقبل، وقد يكون هذا المؤتمر هو الأخير له على المسرح العالمي.
الصين عامل استقرار
وقال "وانج": "بغض النظر عن التغيرات في المناخ الدولي، فإن الصين كدولة كبرى مسؤولة ستحافظ دائمًا على استمرارية واستقرار أهم إجراءاتها السياسية.. في عالم مضطرب، تعتبر الصين عامل الاستقرار"، حسبما نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا".
ثم استعرض "وانج" بسرعة الموضوعات الرئيسية للسياسة الخارجية في مختلف أنحاء العالم، مؤكدًا أن الصين لا تريد مواجهة مع الولايات المتحدة، بل تعاون على قدم المساواة؛ وأن روسيا هي أهم شريك استراتيجي لبلاده؛ وبكين تريد التعاون بشكل أوثق مع أوروبا اقتصاديًا، بعيدا عن العوامل المزعزعة للاستقرار الجيوسياسية والأيديولوجية.
شريك مهم للصين
وقال بيتر تشيو، مؤسس ومدير البحوث في مركز العولمة بهونج كونج: "تلعب أوروبا دورًا متزايدًا الأهمية بالنسبة للصين"، ووفقا لتقارير في صحيفة "فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج" الألمانية، من المقرر أن يسافر المستشار الألماني أولاف شولتس إلى الصين في أبريل.
وأضاف "تشيو"، الذي حصل على درجة الدكتوراه من جامعة توبنجن الألمانية، إن القوى الأوروبية توافق سياستها تجاه الصين مع المسار الذي حدده الرئيس الأمريكي جو بايدن، لكنه قد يغادر منصبه في هذا الوقت من العام المقبل.
وأضاف أنه مع دونالد ترامب، من المحتمل أن تنشأ توترات جديدة بين واشنطن وأوروبا، وتتطلع بكين إلى المستقبل وتعمل بنشاط على تحسين العلاقات مع الدول الأوروبية.
وزير خارجية جديد
بعد زيارته ألمانيا، زار "وانج" أيضًا مدريد وباريس، وقد تكون هذه الجولة الأوروبية آخر ظهور رئيسي له على الساحة العالمية كوزير للخارجية.
وبحسب وكالة "دويتشه فيله" الألمانية، فإن رئيس مؤتمر ميونخ للأمن كريستوف هويسجن دعا وانج للعودة إلى ميونخ العام المقبل. ومع ذلك، كان جوابه مراوغًا، قائلًا: "الصين بالتأكيد سترسل وفدًا رفيع المستوى إلى ميونخ.. مؤتمر ميونخ للأمن هو منصة جيدة لمناقشة السلام والاستقرار مع جميع الدول". ولن يحضر وانج أيضًا قمة مجموعة العشرين هذا الأسبوع في البرازيل.
وتشير وسائل الإعلام الأمريكية إلى أن خليفة وانج ينتظر بالفعل في الكواليس، وذكرت بعض وسائل الإعلام أن ليو جيان تشاو، وزير الحزب الشيوعي للعلاقات الخارجية منذ عام 2022، سيصبح وزير خارجية الصين بعد انعقاد المؤتمر الشعبي في مارس.
من هو ليو جيان تشاو؟
ليو جيان تشاو درس في بكين وأكسفورد ويتحدث الإنجليزية بطلاقة، وشغل منصب المتحدث باسم الحكومة، ولاحقا عُيّن سفيرًا في إندونيسيا والفلبين.
كانت أول تجربة له في العمل في الولايات المتحدة في يناير من هذا العام، عندما زار واشنطن. وخلال الزيارة، التقى ليو وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، وتحدث أمام لجنة العلاقات الخارجية الأمريكية.